+ A
A -
انتهت إجازة عيد الأضحى المبارك، لكن كثيرين مازالوا يخططون للذهاب إلى العديد من الأماكن التي كانت مغلقة أو شبه مغلقة خلال فترة التصدي لجائحة فيروس كورونا، وقد جاءت إجازة العيد متزامنة مع المرحلة الثالثة من رفع القيود التدريجية التي كانت اللجنة العليا لإدارة الأزمات قد فرضتها في وقت سابق لحماية المجتمع القطري.
ويؤكد اخصائي التغذية العلاجية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية محمود عبدالرحمن أن من بين هذه الأماكن تبرز المطاعم على مختلف اسمائها وما تقدمه من وجبات وأطعمة حيث يزداد الإقبال على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة والمصنعة في معظم المجتمعات المعاصرة لأسباب عدة منها، جهل بعض الناس للمخاطر الصحية الجسيمة لهذه الأطعمة، وإيقاع الحياة السريع وعدم إيجاد وقتٍ كافٍ لتحضير وجبات صحية في المنزل خصوصاً إذا كانت المرأة عاملة فمن الصعب التوفيق بين وظيفتها من جهة والأعمال المنزلية والطبخ والاهتمام بالأولاد من جهة أخرى.
وتحتوي وجبات المطاعم على كمية كبيرة من الدهون المشبعة والمهدرجة وأحيانا المتحولة بالإضافة إلى كمية خطيرة من الصوديوم والسكريات، بالرغم من احتواء هذه الوجبات على سعرات حرارية مرتفعة جداً إلا انها تفتقر للفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة، كما يشير اسمها بالإنجليزية “Junk Food” فهي أطعمة مليئة بالسعرات وفارغة من القيمة الغذائية.
وتتنوع الأطعمة المصنعة أو الجاهزة أو التي لا تتطلب وقت طويل للتحضير في المتاجر والجمعيات وهي بغالبيتها غير صحية لاحتوائها على نسبة مرتفعة من الدهون المهدرجة والمشبعة والمتحولة أو الصوديوم أو السكريات أو المواد الحافظة ومنها، اللحوم المصنعة مثل اللانشون والهوت دوغ والبرغر والناغتس والسجق المجمد والشوربات المصنعة والنودلز سريع التحضير ومكعبات المرق الجاهزة والبسكويت والشيبس والمجمدات من الدجاج واللحوم والبطاطس التي غالبا ما تكون مقلية بزيت نخيل أو زيوت مهدرجة، كذلك المعلبات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الصوديوم والمواد الحافظة والمشروبات الغازية والعصائر التي تحتوي على كمية مرتفعة من السكريات وأخطرها شراب الذرة عالي الفركتوز.
وتابع: يجب أن لا نستهين بخطورة هذه الأطعمة المصنعة حتى لو تم تحضيرها بالمنزل بطريقة نظن انها صحية، الا أنها بطبيعتها تحتوي على نسبة خطيرة من الدهون والسكريات والصوديوم والمواد الحافظة، الوجبات المحضرة مسبقا
وأضاف: غالباً ما تلجأ المطاعم إلى استخدام اللحوم المجمدة والمعلبات والصلصات الجاهزة وأطعمة سبق تحضيرها جزئيا من قبل، توفيراً للوقت والجهد والكلفة كالبطاطا المقلية المجمدة والنقانق والبرغر واللحوم المصنعة والمعلبات والصلصات كالكاتشب والمايونيز وصلصات البيتزا والسباغيتي، فمعظم هذه المواد محضرة مسبقاً باستثناء السلطات الخضراء والخضار والورقية التي غالباً ما تكون طازجة، وللأسف ممكن ان تقوم بعض المطاعم بإعادة تسخين أو قلي بعض الوجبات وبيعها للزبون بوقت لاحق على أنها طازجة.
وحتى وان وجدت هناك بعض المطاعم التي تحرص على استعمال مكونات طازجة، العبرة تكمن في طريقة التحضير والطهي ونسبة الدهون والنشويات والملح والسعرات التي تحتويها وسواء كانت هذه الوجبة تلبي احتياجاتنا من الالياف والخضار والفيتامينات والمعادن المطلوبة أم لا.
الدهون المشبعة والمتحولة
وغالبًا ما يعتقد الناس ان الأطعمة التي تحتوي على دهون تعتبر غير صحية الا اننا نحتاج إلى نسبة دهون معينة لنحافظ على صحة جيدة لأنها توفر الطاقة للجسم وتساعده على تنفيذ مجموعة من الوظائف، ومع ذلك فمن الضروري استهلاك الدهون الصحية، مثل الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة والحد من الدهون المشبعة والمتحولة أو تجنبها.
كما تحتوي الوجبات السريعة على نسبة كبيرة من الدهون الضارة حيث تلجأ معظم المطاعم إلى استخدام زيت النخيل في القلي، يعتبر هذا الزيت ضار بالصحة لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة والمشكلة الأكبر هي عملية القلي المتكرر بنفس الزيت وعلى درجة حرارة مرتفعة مما يساهم في تأكسد الزيت وفقدانه قيمته الغذائية وتكوين مواد سامة وجذور حرة وهي جزئيات مسببة للعديد من الامراض المزمنة بالإضافة إلى السرطان، بالإضافة إلى نسبة الدهون الضارة الموجودة في الوجبات السريعة في اللحوم المصنعة والسمن النباتي والكريمة.
الدهون والسكريات والأمراض المزمنة
وأوضح: تحتوي الوجبات السريعة على كمية هائلة من الدهون خصوصاً اذا كانت الوجبة مقلية بالمقابل لا يجب ان تتعدى كمية الزيت المستخدمة في تحضير وجبة الغداء مثلاً 1 -2 ملعقة طعام ويجب أن تأتي من المصادر الجيدة كزيت الزيتون البكر بالإضافة إلى الدهون الجيدة الموجودة في الأفوكادو والمكسرات النيئة والاسماك الدهنية.
يؤدي الإفراط في تناول الوجبات السريعة إلى الإصابة بالسمنة وعدة أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية انسداد الشرايين، وارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية.
كما أن تناول كميات كبيرة من النشويات والسكريات يقلل مناعة الجسم ويؤدي إلى ارتفاع متكرر لنسبة السكر في الدم، مع الوقت يؤدي ذلك إلى عدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين، وهذا يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتراكم الدهون في محيط الخصر وعلى الكبد.
copy short url   نسخ
05/08/2020
961