+ A
A -
ياسر الزعاترة كاتب أردني
إن تكاليف الزواج الضخمة- في ظل طقوس صارت جزءا من العادات الاجتماعية الراسخة، والتي تتمثل في أكثر الأحيان في عدة مناسبات (جاهة، وخطبة وحفلة زواج)، ولكل منها تكاليفه من حيث ثمن حجز القاعة وما تبقى من المصاريف، وكل تلك الطقوس (بجانب الأثاث والمهر)- تمثل مبلغا مهولا، سيحتاج الشاب إلى سنوات طويلة كي يتمكن من تجميعه؛ هذا إذا تمكّن بالفعل.
والأسوأ بالطبع هو كلفة الحياة بعد ذلك، من حيث إيجار البيت ومصاريفه، ومصاريف الحياة والأولاد، وهذا كله بات يدفع الشباب إلى عدم التفكير في الزواج أصلا، أو البحث عن فتاة عاملة، كي يتمكن الطرفان من توفير شروط الحياة.
كل ذلك بات يهدد منظومتنا الاجتماعية من حيث ارتفاع نسب العنوسة، وانتشار أمراض اجتماعية كثيرة، الأمر الذي ينبغي أن يدفع المخلصين إلى الحث على بناء منظومة اجتماعية جديدة عنوانها الرضا بالقليل، بدل الإصرار على التقاليد الشائعة من دون فائدة.
بعد «كورونا»، وما يبشّرنا به من بطالة وتراجع في المداخيل، ينبغي أن نعيد النظر في ذلك كله، وأن يتم بناء الأسر الجديدة على أسس من التقشف.
ألا يمكن الاكتفاء بشقة في حدود الـ80 مترا مربعا على سبيل المثال؟ ألا يمكن اختصار طقوس الزواج إلى الحد الأدنى، بحيث يُكتفى بحفلة واحدة، بدل ثلاث؟ ألا يمكن تخفيف مستوى المهور؟ نعم يمكن ذلك بكل تأكيد.
خلال الشهور الأخيرة شاهدنا «زيجات» تتم من دون حفلات في الصالات، بسبب كورونا، وتم توفير الكثير من المال على الشباب المقبلين على الزواج، وهذا ما يمكن أن يحدث بدون كورونا، ولو في الحد الأدنى.
إن ترشيد الحياة وشروطها، ونبذ العادات الاجتماعية السيئة، والمثقلة بالمظاهر والترف، يمثل مهمة بالغة الأهمية للعلماء والمفكرين وأهل الرأي، وذلك عبر تقديم النماذج الحيّة لذلك، وليس فقط من خلال الوعظ.
copy short url   نسخ
03/08/2020
391