+ A
A -
برغم الظروف الاقتصادية الصعبة بل وبسببها، يواصل الكثير من اللبنانيين النزول إلى الشوارع للاحتجاج، فيما اختار بعض المحتجين السخرية كوسيلة للتعبيرعن استيائهم، كما فعل متظاهرون مؤخراً، إذ أقاموا مراسيم تشييع رمزية للليرة اللبنانية، بسبب تراجع قيمتها مقابل ارتفاع سعر الدولار.
يوضح حسين ياسين من موقع «The961» اللبناني خلفية لجوء المواطنين اللبنانيين إلى السخرية من الوضع الاقتصادي المتأزم، ويقول: «عندما يضحك الناس على شيء ما هنا، فذلك راجع في الغالب إلى أنهم لا يستطيعون تغيير أي شيء في الواقع». وتابع حديثه: «إنها ببساطة طريقة للتعامل مع الوضع».
ولطالما كانت الكوميديا السوداء علامة على قوة التحمل والمقاومة في بلد تختفي فيه المواد الغذائية والوقود والأدوية من السوق في الوقت الحالي، لأن العملة الأجنبية اللازمة لاستيرادها لم تعد متاحة، ولا يقتصر حس التضامن لدى اللبنانيين على مستوى الفكاهة، بل يشمل أيضاً تقديم المساعدات. فقد اضطرت المحلات التجارية في البلاد إلى تغيير أسعار السلع القليلة التي لا تزال متاحة للحد من المضاربة وجنون الشراء الهستيري للسلع. في الوقت نفسه، تم إنشاء مجموعات على الفيسبوك مثل مجموعة «لبنان يقايض». وعبر هذه المجموعات، يتبادل المواطنون السلع المنزلية مثل البطانيات والساعات والأحذية مقابل الطعام وحفاضات وأغذية الأطفال، ويوجد العديد من المجموعات من هذا النوع وتشهد جميعها تقريبا إقبالا كبيرا.
نور حيدر، إحدى القائمين على المجموعة، تقول إن «نظام المقايضة» يمكن الناس من الحصول على السلع التي هم بحاجة إليها دون إجبارهم على بيع سلع بأقل من قيمتها، كما أنه يُطلب من المشاركين أيضاً تقديم سلع للبيع، وليس الاكتفاء بالشراء فقط، ومن خلال طريقة التعامل عبر الإنترنيت، يمكنهم حفظ كرامتهم.
ويذهب التضامن إلى أبعد من ذلك، فنظراً لأن العديد من المستشفيات والصيدليات تسجل نقصاً في الأدوية، فإن العديد من أعضاء المجموعة يقدمون ما لديهم من أدوية بشكل مجانًي. يقول حيدر: «يحاول الناس مساعدة بعضهم البعض». وأضافت: «روح التضامن تظهر بشكل واضح خلال هذه الأزمة».
وفي الوقت نفسه، يظهر ارتفاع في ما يسمى بـ «جرائم الجوع» فمواجهة الأزمة بروح الدعابة والتضامن لا يشمل الجميع. وفي هذا الصدد، صرح مسؤول أمني لبناني لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الشرطة رصدت «شكلاً جديداً من السرقة، حيث تتم سرقة سلع مثل حليب الأطفال والطعام والدواء». وتوصل استطلاع للرأي إلى أن حوالي نصف اللبنانيين يخشون من عدم تمكنهم من الحصول على الطعام خلال أسابيع قليلة، نتائج الاستطلاح أظهرت أيضاً أن اللاجئين الذين يعيشون في البلاد هم أكثر قلقاً بشأن مستقبلهم.
copy short url   نسخ
03/08/2020
1331