+ A
A -
ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس إلى وجوب تأجيل انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل. فهل يمكنه فعل ذلك؟
تقول صحيفة The Guardian البريطانية: الإجابة لا، فلا يمكن للرئيس التصرف من تلقاء نفسه وتغيير موعد الانتخابات. إذ يضع الدستور الأميركي سلطة تحديد مواعيد الانتخابات بيد المجالس التشريعية في الولايات والكونغرس. لكنه لا يمنح الرئيس أية سلطة لفعل ذلك.
وتنص المادة الثانية من الدستور الأميركي، التي تحدد صلاحيات السلطة التنفيذية في الدولة، على أنَّ للكونغرس صلاحية تحديد «موعد» اختيار الولايات لمرشحيها للرئاسة. ويمكن أن يغير الكونغرس الموعد من خلال تعديل القانون، لكن لا يمكن للرئيس فعل ذلك من جانب أحادي.
وفي هذا السياق، قال نيد فولي، الأستاذ بجامعة أوهايو، عبر رسالة إلكترونية: «إذا لم يُنتخَب رئيس جديد (ولا نائب رئيس)، ينص التعديل العشرين من الدستور الأميركي على اختيار قائم بأعمال الرئيس بحلول ظهر يوم 20 يناير، وسيوقع الكونغرس على تشريع يجعل رئيس مجلس النواب التالي في تولي المهام الرئاسية». يعمل ترامب منذ عدة أشهر على وضع الأساس للطعن في شرعية انتخابات 2020. إذ ادعى أنَّ بطاقات الاقتراع بالبريد، والمتوقع أن تُرسَل بأرقام قياسية هذا العام بسبب جائحة «كوفيد-19?، ستؤدي إلى سرقة الأصوات و»تزوير" الانتخابات.
ولا يوجد دليل يدعم ادعاءات ترامب. لكن من المرجح أنَّ الرئيس يسعى لخلق رواية تشير إلى أنه قد يكون هناك شيء مريب في انتخابات نوفمبر، وذلك حتى يكتسب حجة بأنَّ الانتخابات غير مشروعة إذا خسر. وهناك قلق عميق بشأن كيفية استغلال ترامب هذا الخطاب في نوفمبر خاصة لأنه من المحتمل أن تكون فترة الانتظار للحصول على نتائج الانتخابات طويلة. ويشعر العديد من الخبراء بالقلق من أن يستغل ترامب هذا التأخير ويعلن فوزه قبل فرز الأصوات.
إلى جانب ذلك، يُنظَر لتغريدات ترامب منذ فترة طويلة على أنها حيلة لصرف الانتباه عن الأنباء الوطنية الأخرى، أحدثها التراجع الاقتصادي. ويجادل ترامب والجمهوريون الآخرون بأنَّ التصويت عن طريق البريد أمر خطير لأنَّ حق الاقتراع يُمنَح لشخص آخر غير الناخب، على عكس التصويت شخصياً. لكن العديد من الدراسات أظهرت أنَّ التصويت عبر البريد لا يؤدي إلى المزيد من الاحتيال.
إذ كشف تحليل أجرته صحيفة Washington Post أنه من بين 14.6 مليون صوت يُدلَى بها في 3 ولايات ترسل الاقتراع بالبريد تلقائياً إلى جميع الناخبين، لم تحدث سوى 372 حالة تصويت مزدوج أو التصويت نيابة عن شخص ميت. ووجدت دراسة مختلفة تتعلق بقضايا تزوير الناخبين، التي تحتفظ بها مؤسسة Heritage Foundation، أنَّ 143 حالة فقط من الإدانات الجنائية المتعلقة بالتصويت الغيابي حدثت خلال السنوات الـ20 الماضية. ويمثل ذلك 0.00006% من إجمالي الأصوات المُدلَى بها خلال تلك الفترة.
ومع ذلك، يحتج ترامب والجماعات المحافظة بأنه حتى العدد القليل من وقائع الاحتيال يمكن أن يغير مجرى الانتخابات، واستدلوا بحالة حديثة من الاحتيال المشتبه به تتضمن بطاقات الاقتراع بالبريد في مدينة باترسون بولاية نيو جيرسي، لدعم حجتهم. لكن المسؤولين المحليين قالوا لصحيفة Washington Post إنهم لا يعتقدون أنَّ المدينة تواجه مشكلة تزوير واسعة النطاق وأنَّ مسؤولي الانتخابات تمكنوا من كشف الاحتيال.
ولا يوجد دليل على أنَّ التصويت عبر البريد سيضر بفرص ترامب. وأظهرت دراسة أجراها باحثون في ستانفورد في وقت سابق من هذا العام أنَّ التصويت بالبريد عامةً لا يفيد الديمقراطيين أو الجمهوريين. وفي بعض الولايات، مثل فلوريدا، اعتمد الجمهوريون لفترة طويلة على التصويت عبر البريد بوصفه وسيلة موثوقة للحصول على أصوات المؤيدين.
بيد أنَّ هناك بعض القلق من أنَّ خطاب ترامب حول التصويت عبر البريد يمكن أن يضع الجمهوريين في وضع غير مؤاتٍ هذا الخريف. وحتى بالرغم من اعتراض ترامب على التصويت بالبريد، حث الجمهوريون مؤيديهم على طلب بطاقات الاقتراع بالبريد. ووفقاً لوكالة The Associated Press، أرسلت الأحزاب الجمهورية المحلية في فلوريدا ونورث كارولاينا مندوبين إلى أنصارها يحملون صوراً لبعض تغريدات ترامب مُختَارة بانتقائية ومُعدلة وشجعوهم فيها على طلب بطاقات الاقتراع بالبريد.
copy short url   نسخ
02/08/2020
1459