+ A
A -
كتب - محمد أبوحجر
أدى أمس المصلون صلاة الجمعة في 200 مسجد تم افتتاحها وسط تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث ظهرت السعادة والارتياح على وجوه المصلين الذين جاؤوا من مختلف مناطق الدولة لأداء أول صلاة للجمعة منذ انتشار فيروس كورونا.
ورصدت الوطن حرص المصلين على التعاون مع المنظمين داخل المساجد وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية التي دعت إليها وزارة الأوقاف، وهي إحضار السجادة الخاصة بكل مصل وعدم تركها في المساجد، ومنع اصطحاب الأطفال الأقل من 15 سنة، والالتزام بارتداء الكمامات طوال فترة البقاء في المسجد، وإحضار المصحف الخاص أو قراءة القرآن الكريم من التطبيق الإلكتروني على الهاتف الجوال، والمحافظة على مسافة مترين بين كل مصل، وتجنب الزحام عند الدخول والخروج، وتجنب المصافحة باليدين حتى وإن كان المصلي يرتدي القفازات، كما حرص المنظمون على فتح المساجد في الأوقات المخصصة وتعقيم كافة المساجد.
هذا ودعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عموم المصلين إلى الالتزام بكافة التدابير الاحترازية المعلنة، والتعاون مع المنظمين، كما نصحت كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالصلاة في المنزل حرصاً على سلامتهم.
خطبة الجمعة
وفي السياق نفسه، قال د. محمد حسن المريخي في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أمس إن من أجل نعم الله على العبد في هذه الحياة الدنيا هي التوفيق للعمل الصالح والاستمرار عليه حتى ينزل بالإنسان أجله.
وأوضح د. المريخي أنه من الخذلان أن ينشغل الإنسان عن العمل الصالح وتمر عليه أيامه وينقضي عمره «فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين».
وأكد أن العمل الصالح هو عدة المؤمن في هذه الحياة الدنيا وكذلك في الحياة الآخرة، قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».
وأشار إلى أن العمل الصالح أنيس في الدور وفي القبور ويوم العرض والنشور مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ.. حتى قال صلى الله عليه وسلم: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي».
وأوضح د. المريخي أنه توجد في كتاب الله تعالى أكثر من 50 آية تبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالخير في الدنيا والآخرة، وتبين لهم منازلهم ومقاماتهم عند الله عز وجل، مستشهدا بعدد من تلك الآيات الكريمة من بينها قوله جل وعلا: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً * وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وكذلك قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى? لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا * يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا * وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَ?لِكَ فَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
وأكد أن كل الناس يوم القيامة في خسارة وهلاك يتم جرهم إلى نار جهنم جرا إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، مشددا على أن العمل الصالح نعمة مسداة لمن أراد الله به تعالى خيرا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: «إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمَلَه، فقيل: وكيف يستعمله؟ قال: يُوفِّقه لعمل صالح قبل الموت».
وأشار إلى أنه لكبير مقام العمل الصالح فقد حث الله تبارك وتعالى أنبياءه ورسله وعباده المؤمنين عليه، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا * إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).
ونوه د. المريخي بأنه إذا أقبل العبد الصالح على ربه فإن له البشرى بالدرجات العلا والرضا، لافتا إلى قوله جل وعلا: (وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَ?ئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى?).
وبين خطيب جامع الإمام في المقابل مصير من اتخذ الحياة الدنيا لعبا ولهوا وجريا وراء الشهوات ومتابعة للنفوس الأمارة بالسوء، مؤكدا أنه ليس له إلا الحياة الضيقة والمعيشة الضنك مشيرا إلى قوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى?).
وقال إنه لا يعرض عن ركوب سفينة النجاة إلا من فقد عقله، لافتا إلى ما قاله سيدنا نوح عليه السلام لابنه: «يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ»، وأشار الخطيب إلى أن الكافر يتمنى العمل الصالح وهو عند الاحتضار وذلك عندما تلسعه النار كما قال تعالى: (حَتَّى? إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون لعلي أعمل صالحا فيما تركت).
ولفت إلى أن هناك في دنيا الناس من يشتكي عسر حياته وتبعثر أوقاته وتحطم نفسه وقلة حيلته وتوفيقه كما يشتكي آخرون من ضيق نفوسهم واضطراب قلوبهم وخوار عزائمهم وفشل مشروعاتهم، مشددا على أن هؤلاء ما علموا أن دواء كل ذلك يكون في الارتباط بالله تبارك وتعالى والعمل الصالح لوجهه جل وعلا وأن الارتباط بالله يبعد كل هذا ويصرفه ويستبدله بالعافية والرضا، مشيرا إلى قوله سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وقال د. محمد حسن المريخي إنه يكفي عبدالله المسلم وأمة الله المسلمة هذا القول من الله سبحانه وتعالى متسائلا بقوله: ماذا يريد الإنسان في هذه الحياة الدنيا أحسن من الحياة الطيبة التي شهد الله تبارك وتعالى لها إنها حياة طيبة؟ مضيفا أن بلوغ هذه الحياة لا يأتي إلا بالإيمان والعمل الصالح.
copy short url   نسخ
01/08/2020
1002