+ A
A -
كتب - محمد الاندلسي
تألق الذهب في الأسواق المحلية رغم تداعيات كورونا وارتفاع أسعاره لمستويات قياسية نتيجة موسم عيد الأضحى المبارك، فيما يشير تجار إلى أن المبيعات قفزت بنسبة
50 % خلال موسم العيد مقارنة بالأشهر الماضية، لافتين إلى أن تطبيق المرحلة الثالثة لخطة رفع الحظر بشكل تدريجي وعودة النشاط التجاري والاقتصادي في الدولة عزز من موجة التفاءل في أوساط تجار الذهب، بعد فترة من الركود التي مر بها منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي تزامن معها إغلاق محلات الذهب حرصا على عدم تفشي الفيروس.
وقال تجار الذهب إن المواطنين هم الشريحة الأكثر إقبالا على شراء المشغولات الذهبية لا سيما التراثية منها وخاصة على العيار 21 قيراطا من الأطقم الذهبية التراثية المحلية، حيث يعتبر الكثير من العملاء أن الذهب هو الملاذ الآمن لمن يريد الاستثمار أو الادخار، لافتين إلى أن موسم عيد الأضحى عادة ما يشهد إقبالا جيدا على اقتناء المعدن الأصفر من جانب المواطنين والمقيمين مع تقديم المشغولات الذهبية للأهل والأصدقاء كهدايا، في مثل هذه المواسم من كل عام، بينما توفر محال الذهب خيار الشراء الآمن من خلال اتخاذها الاحتياطات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، واستمرار عمليات التعقيم والتطهير خلال عمليات البيع والشراء للمعدن الأصفر.
وفي التفاصيل، يقول هشام اليافعي، مسؤول في محل الشلوي بسوق الذهب، إن موسم عيد الأضحى المبارك يرفع من حركة الإقبال على سوق الذهب، وينعش مبيعات المعدن الأصفر، حيث يصل متوسط ارتفاع المبيعات 50 % بالمقارنة مع الشهور الماضية في مرحلة ما قبل إغلاق المحلات، لافتا إلى استمرار تزايد الإقبال على الشراء خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع تطبيق المرحلة الثالثة من خطة رفع الحظر التدريجي وعودة النشاط التجاري والاقتصادي إلى سابق عهده في ضوء تطبيق الاحترازات الوقائية.
وأكد اليافعي أن محال الذهب شهدت حركة ملحوظة قبيل عيد الأضحى وسط إقبال على الذهب الخالص والذي لا يتضمن عمليات تصنيعية إطلاقا، ورغم ارتفاع مستويات أسعار الذهب واقتراب سعر الاوقية إلى نحو 2000 دولار عالميا الا ان الاقبال على شراء الذهب الخالص يتزايد ترقبا لارتفاع سعرة لاحقا خصوصا أن الذهب يعتبر حاليا ملاذا آمنا في ظل حالة عدم اليقين المسيطرة على مشهد الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن هناك الكثير من المستهلكين والمستثمرين يترقبون أسعار الذهب لتحديد الوقت الأمثل لشرائه، سواءً بهدف الاستثمار أوالزينة ، وذلك على الرغم من وصول أسعار الذهب لمستويات مرتفعة.
المشغولات التراثية
من جانبه، يقول سنان ثابت، تاجر ذهب ومسؤول في محل الأسطورة بسوق النجادة: لا يزال المعدن الأصفر يأتي في أولويات قائمة الهدايا الأكثر جاذبية للعملاء بالسوق المحلي وخصوصا في عيد الأضحى وعلى الرغم من استمرار ارتفاع مستويات أسعار الذهب عالميا، إلا أن الذهب لا يزال له رونقه الخاص الذي يرغب العملاء في اقتنائه، كما أن التوقعات تشير إلى
استمرار ارتفاع الطلب على الذهب خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن الأسعار في صعود مستمر وتشير التقديرات إلى إمكانية مواصلة ارتفاعها حتى نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن هناك ارتفاع في حجم المبيعات بنسبة تصل إلى 50 % خلال عيد الأضحى، قياسا على الأشهر الماضية، كما أن الإقبال على شراء الذهب يأتي في مقدمته عيار 21 قيراطا وخاصة للمشغولات المحلية الذهبية والتراثية، والتي يفضلها المواطنون بصورة كبيرة، حيث يقتني العديد من العملاء الأطقم الذهبية والمشغولات التراثية المحلية التي يشتروها بغرض الزينة أو للادخار باعتبار أن المعدن الأصفر يعد الملاذ الآمن لمن يريد الاستثمار، متوقعا استمرار ارتفاع المبيعات بشكل تدريجي خلال الأيام المقبلة.
وأكد ثابت أن جميع محال الذهب تطبق كافة الإجراءات الاحترازية التي حددتها الجهات المعنية مثل وزارة الصحة ووزارة التجارة والصناعة، من حيث ارتداء الكمامات للعاملين والزائرين والتطهير والتعقيم المستمر لكافة المشغولات الذهبية، علاوة على التأكد من اللون الاخضر في تطبيق احتراز لجميع المتواجدين في محال الذهب المختلفة، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تصب في صالح الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد والإسراع في الخروج من هذه الأزمة بشكل سريع وآمن، فيما يلتزم تجار الذهب بالإفصاح للعملاء عن جميع بيانات القطع التي يقتنيها بالإضافة إلى وجود شاشات تعرض وبصورة واضحة أسعار الذهب.
انتعاش المبيعات
من جهته، أكد بدر اليافعي، مسؤول في محل الجوهرة النقية، أن حركة الإقبال والشراء والبيع في سوق الذهب أصبحت في انتعاش مستمر، لا سيما في موسم عيد الأضحى المبارك، الذي تشهد خلاله جميع الأسواق حركة نشطة وكبيرة للمستهلكين، كما ان الإقبال على المشغولات الذهبية بات يشهد زخما مميزا على عياري 21 قيراطا و18 قيراطا بصورة خاصة، ومن المتوقع استمرار مستويات الإقبال عليهما خلال الفترة المقبلة حتى بعد انتهاء موسم عيد الأضحى، مؤكدا أن المواطنين يستحوذون على الحصة الأكبر في دعم مبيعات المعدن النفيس خلال عيد الأضحى، وتفضيلهم للمشغولات الذهبية التراثية بصورة كبيرة.
وأشار اليافعي إلى أن ارتفاع مستويات أسعار الذهب دفع البعض إلى بيع جزء من الذهب المملوك لهم للاستفادة من ارتفاع الأسعار ولكن في المقابل كان البعض الآخر يقبل على شراء المعدن الأصفر كوعاء ادخاري، لافتا إلى أن تجار الذهب يعملون على توفير قاعدة عريضة ومميزة من المشغولات الذهبية والعروض الرائعة لمختلف القطع الذهبية، لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
ولفت اليافعي إلى المعدن الاصفر يعد الخيار الأفضل أمام شريحة المستهلكين سواء من المواطنين أو المقيمين في الدولة، خاصة أن سوق الذهب في قطر يتمتع بالتنوع في هذا المجال، ووجود العلامات التجارية المحلية والعالمية المختلفة التي تناسب جميع الشرائح والأذواق، مؤكدا أن هناك إقبالا على المنتج الوطني من الذهب المحلي الذي بات يفرض نفسه وينافس وبقوة في سوق المعدن الأصفر.
ورغم صعود الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر لمستوى قياسي، فقد تراجع الطلب العالمي على الذهب بنحو 11 % خلال الربع الثاني من العام الجاري على أساس سنوي ليصل إلى 1015.7 طن. ووفقا للتقرير الفصلي الصادر عن مجلس الذهب العالمي، وأرجع مجلس الذهب العالمي السبب في انخفاض الطلب العالمي إلى وباء فيروس كورونا المستجد وإغلاق محلات الذهب بالفترات الأولى لاندلاع أزمة كورونا ورغم أن هذه الأزمة أضرت الطلب الاستهلاكي على الذهب لكنها وفرت في المقابل الدعم لصالح الطلب الاستثماري.
copy short url   نسخ
01/08/2020
1073