+ A
A -
أحمد يوسف التاي كاتب سوداني
لم يعد خافياً أن الحكومة الأثيوبية بدأت تتعامل بسياسة الأمر الواقع مع مصر والسودان دون اعتبار للاتفاق الذي تم بشأن عدم اتخاذ أي قرار أحادي بشأن ملء بحيرة سد النهضة إلا بعد التوافق بين الدول الثلاث...مواقف السودان من مشروع سد النهضة يكتنفها كثير من الغموض كما أنها ظلت متأرجحة ومتذبذبة طيلة السنوات الماضية حسب درجة حرارة الطقس السياسي بين الخرطوم وأديس أبابا من جهة، وبين القاهرة والخرطوم من جهة أخرى، وهي سياسة زئبقية انتهجها نظام البشير تعتمد اللعب على كل الحبال و(مسك العصا من النصف)، فقد كانت مواقف نظام المخلوع ايام مع السيسي وأخرى مع آبي أحمد.
نظام البشير لم يتعامل مع قضية سد النهضة بِبُعديها الإستراتيجي والأمني فقد كانت النظرة سطحية وعاطفية لم تتجاوز موضع القدمين ولم تخرج من لغة المناورات السياسية والبُعد التاكتيكي...وجاءت حكومة حمدوك ومضت على ذات الطريق فكانت في بادئ الأمر (دافنة دقن) مع أديس فتلبس موقف الدولة الرسمي بالنظرة العاطفية نظراً للدور الذي لعبه آبي أحمد لتجسير هوة الخلاف بين المجلس العسكري، وقوى الحرية والتغيير، ثم اتجه الموقف الآن مع القاهرة خاصة بعد الفتورالمكتوم في العلاقات بين الخرطوم وأديس على خلفيات هجمات المليشيات الأثيوبية المسنودة ببعض فصائل الجيش على منطقة الفشقة السودانية.
القرار الأحادي الأثيوبي فيه تحدٍ سافرٍ وعدم احترام للشركاء واستخفاف بهم، وهو مؤشر يعكس نية أثيوبيا في تحدي شركائها وتنفيذ كل خططها وأطماعها... الموقف السوداني من هذه القضية الإستراتيجية الأمنية تحول من (الزئبقي) إلى موقف يُعبر عن غيبوبة الدولة... دعونا من الذي سبق، المطلوب الآن اتخاذ قرار وموقف بحجم دولة ومؤسس على المعلومات الدقيقة ومبني على النظرة الإستراتيجية والمستقبل، واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون... كونوا رجال دولة ولو لمرة واحدة ؟ متى يا قوم..متى ستكونون؟.. اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخير:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
copy short url   نسخ
24/07/2020
502