+ A
A -
في العام 2011، تحولت حركة احتجاجات ضد النظام في سوريا إلى نزاع مدمر تدخلت فيه أطراف إقليمية ودولية وأسفر عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف سكان البلاد. حيث بدأت في 15 مارس 2011 احتجاجات غير مسبوقة في البلاد ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصل إلى سدة الرئاسة في العام 2000 بعد وفاة والده حافظ الذي حكم البلاد منذ بداية السبعينيات بيد من حديد. فخرجت تظاهرات محدودة في العاصمة دمشق سرعان ما قمعتها الأجهزة الأمنية، إلا أن مدينة درعا جنوباً شكلت فعلياً مهد حركة الاحتجاجات خصوصاً بعدما أقدمت السلطات على اعتقال وتعذيب فتية إثر اشتباهها بكتابتهم شعارات مناهضة للنظام على الجدران.
امتدت التظاهرات لتشمل مناطق واسعة ومدن بارزة، وسرعان ما تحولت حركة الاحتجاج إلى نزاع مسلح.
وفي يوليو، أعلن ضابط منشق عن الجيش السوري من تركيا إنشاء «الجيش السوري الحر» من جنود وضباط منشقين عن قوات النظام ومدنيين حملوا السلاح.
وسيطر مقاتلو المعارضة، الذين توزعوا لاحقاً بين عشرات الفصائل المعارضة بعضها إسلامية وجهادية، على مناطق واسعة واتخذوا معاقل مهمة لهم.
ضربات جوية
في 17 يوليو 2012، أطلقت فصائل مقاتلة معركة دمشق. وتمكن المقاتلون المعارضون من السيطرة على أحياء عدة في العاصمة، إلا أن القوات الحكومية استعادتها بعد أسبوعين.
وانكفأت الفصائل المعارضة إلى أحياء في الاطراف وقرى وبلدات الغوطة الشرقية.
واعتباراً من العام 2013، بدأت مروحيات وطائرات السلاح الجوي بالقاء البراميل المتفجرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل.
حزب الله وإيران
في أبريل 2013، تحدث الامين العام لحزب الله حسن نصر الله للمرة الأولى عن مشاركة عناصره في القتال إلى جانب قوات النظام. وساهم هؤلاء على مر السنوات بشكل كبير في قلب موازين القوى لصالح دمشق.
وقدمت إيران دعماً سياسياً ومالياً وعسكرياً للنظام عبر مستشارين ومقاتلين كما استقدمت مقاتلين من دول مثل العراق وافغانستان وباكستان.
ضربات أميركية وهجمات كيميائية
في 21 أغسطس 2013، وقع هجوم بغاز السارين قرب دمشق تسبب بمقتل حوالي 1400 شخص واتهمت دول غربية دمشق بشنه. وبعدما كان على وشك شن ضربات عقابية، تراجع الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما وأعلن أنه توصل إلى اتفاق مع روسيا يقضي بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
وتكرر توجيه الاتهامات لدمشق بشن هجمات كيميائية برغم نفيها.
في أبريل 2017، وقع هجوم كيميائي آخر بغاز السارين في مدينة خان شيخون (شمال غرب) أسفر عن مقتل العشرات وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إثره بشن ضربات جوية ضد مواقع عسكرية للنظام.
وتكرر الأمر بعد هجوم بغاز الكلور اتُهمت القوات الحكومية بتنفيذه في مدينة دوما قرب دمشق في أبريل 2018، وشنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات ضد مواقع عسكرية سورية.
تنظيم الدولة الإسلامية
في يناير 2014، استولى تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الرقة (شمال) واتخذها معقلاً له في سوريا، قبل أن يعلن زعيمه السابق أبو بكر البغدادي من الموصل في حزيران/‏‏يونيو «الخلافة الاسلامية» على مناطق سيطر عليها في سوريا والعراق. في سبتمبر، شنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة التنظيم أولى غاراته في سوريا.
دعم التحالف المقاتلين الأكراد الذين شكلوا مع فصائل عربية أخرى تحالف قوات سوريا الديمقراطية، وبات رأس حربة المعارك ضد التنظيم بدعم من التحالف. وفي أكتوبر العام 2017، طردت قوات سوريا الديمقراطية التنظيم المتطرف من الرقة. ومُني التنظيم بعدها بخسائر متلاحقة. وفي 23 مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه والآلاف من أفراد عائلاتهم في بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية في أقصى ريف دير الزور الشرقي.
وفي ليل 26-27 أكتوبر قتل أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية أميركية في محافظة إدلب (شمال غرب). وفي نهاية الشهر ذاته، أعلن التنظيم تعيين أبا ابراهيم الهاشمي القرشي خلفاً له.
روسيا
في 30 سبتمبر 2015، بدأت روسيا حملة جوية دعماً لقوات النظام.
ساهم التدخل الروسي بقلب ميزان القوى على الأرض لصالح قوات النظام التي استعادت تدريجياً أكثر من 70 في المائة من مساحة البلاد، فيما منيت الفصائل المعارضة بانتكاسات متتالية خصوصاً بعدما فقدت أحياء حلب الشرقية والغوطة الشرقية.
معركة إدلب
منذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، على كامل إدلب في العام 2015، شنت قوات النظام بدعم روسي هجمات عدة تقدمت خلالها تدريجياً في تلك المحافظة، كان آخرها في ديسمبر 2019.
وسيطرت قوات النظام خلال هجومها الأخير على طريق دولي حيوي.
وفي مارس 2020، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسيا وتركيا .
copy short url   نسخ
23/07/2020
766