+ A
A -
كتب - محمد الجعبري
أكدت السيدة عائشة المضاحكة، مدير تطوير الشراكات والمبادرات الاستراتيجية في مؤسسة قطر، أن مؤسسة قطر تستعد لإطلاق «TED بالعربي» بالشراكة مع مؤتمر تيد، وهي مبادرة يتم بموجبها توفير منصة عالمية للمفكرين والباحثين وصنّاع التغيير الناطقين بالعربية.
وقالت في لقاء مع «الوطن»: «يأتي إطلاق هذه المبادرة ضمن مساعي مؤسسة قطر للارتقاء بمكانة اللغة العربية وتعزيزها، والتزامًا منّا في المؤسسة بترسيخ مكانة هذه اللغة محليًا وعالميًا، فمبادرة «TED بالعربي» تهدف إلى ابتكار محتوى عربيّ عالي الجودة يسلط الضوء على تجارب قيّمة لمجموعة من المفكرين والمبدعين في مختلف المجالات، وذلك عبر منصة شهيرة عالميًا.. وإلى نص الحوار:
{ ما هي أهداف مبادرة «TED بالعربي»، ومن هم المتحدثون الذين تسعى المبادرة بشكل خاص إلى استقطابهم، وماذا عن أبرز المواضيع التي سيتم مناقشتها؟
- تعدّ مبادرة «TED بالعربي» الأولى من نوعها لـمؤتمر تيد، والذي يتعاون لأول مرة مع مؤسسة أخرى لإطلاق منصة باللغة العربية، حيث تلتقي أهداف هذه المنصة العالمية مع أهداف مؤسسة قطر الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان وتمكين أفراد المجتمع ودعمهم لإحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات، فمبادرة «TED بالعربي» تهدف إلى تبادل الحلول والابتكارات وقصص النجاح باللغة العربية ونقلها إلى العالم، ما يسهم في تعزيز مكانة هذه اللغة كجسر للتواصل بين الشعوب.
{ ما هي توقعاتكم لهذه المبادرة ومدى نجاحها محليًا وعالميًا؟
- إن مؤسسة قطر تسعى من خلال هذا النوع من المبادرات، إلى إبراز قدرات الإنسان في منطقتنا، وإظهار حجم التأثير الذي يُمكن لشبابنا ومفكرينا ومبدعينا إحداثه في مجتمعاتهم، كما أننا في مؤسسة قطر نسعى إلى تعزيز ثقة الجيل الحالي بلغته الأم، بحيث يفكر ويبحث ويعبر عن أفكاره الملهمة وإبداعاته وأحلامه بهذه اللغة. نحن في مؤسسة قطر متفائلون بالتغيير الذي ستحدثه مبادرة «TED بالعربي»، لأنها دون شك ستعزز الشغف باللغة العربية، كما ستُساهم في بلورة أفكار الأفراد في المجتمعات الناطقة بالعربية، وتُمكّنهم من تطوير أفكارهم والتعبير عنها بكل جرأة وثقة أمام جمهور دولي أوسع.
{ كيف تقيّمين واقع اللغة العربية اليوم ومكانتها بين أفراد المجتمع القطري بشكل خاص والعربي بشكل عام؟
- لا شك أن استخدام اللغات الأجنبية وتحديدًا اللغة الانجليزية بات شائعًا في مجتمعاتنا، ليس في دولة قطر فحسب وإنما في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهذا أمر له وجهه الإيجابيّ دون شكّ، لكن لا يفترض أن تحظى أي لغة أخرى بالأولوية على حساب اللغة الأم، فلغتنا العربية لغة جميلة جدًا، كما أنها غنية وممتعة.
لقد واجهنا في جيلنا تحديات معينة، لا سيما فيما يتعلق بالتركيز على اللغة العربية دون غيرها، فقد كنا مدفوعين بشكل أكبر لتعلّم اللغة الانجليزية باعتبارها اللغة التي تهيئ لنا مستقبلًا أكاديميًا وعلميًا أفضل، لكننا اليوم، بفضل كل الجهود التي تبذلها دولة قطر بشكل عام، ومؤسسة قطر في هذا المجال، بتنا أشد وعيًا بأهمية لغتنا الأم في مسارنا الأكاديمي والعلمي وفي حفاظنا على هويتنا الثقافية والاجتماعية، وسنسعى لأن نعزز هذا المفهوم لدى أبنائنا من الجيل الحالي، ونجعلهم يفتخرون أكثر بلغتهم.
{ لطالما كان تعزيز اللغة العربية من أهم أولويات مؤسسة قطر، سواء في مراكزها أو مدارسها، أخبرينا عن أهم المبادرات التي قامت بها المؤسسة من أجل تحقيق ذلك؟
- لقد أولينا في مؤسسة قطر اهتمامًا خاصًا باللغة العربية، فقد أطلقنا العديد من المبادرات الهادفة المصممة بعناية والتي من شأنها أن تنهض بالعربية كلغة تمتلك القدرة على مسايرة العصر وتلبية احتياجات الأفراد ومواجهة أي تحديات.
على سبيل المثال، يلعب معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، دورًا في تقديم الدعم التقني لمعالجة التحديات التي تواجه اللغة العربية، ويعدّ برنامج «جليس» للتعليم على الحاسوب أبرز ابتكاراته. بالإضافة إلى ذلك، يأتي «نجوم العلوم» وهو برنامج تليفزيون الواقع التعليمي والترفيهي الذي أُطلق بمبادرة من مؤسسة قطر، ليقدم ابتكارات الشباب العربي باللغة العربية، ما يرسخ مكانتها كلغة للعلم والابتكار والإبداع. كما يهدف مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر، إلى تنمية مهارات الشباب في المناظرة باللغة العربية، ويشارك في هذه المناظرات طلاب ناطقون باللغة العربية من كافة أنحاء العالم.
أضف إلى ذلك تستضيف الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر العديد من الندوات وورش العمل لتعزيز تعليم اللغة العربية ودعم انتشارها عالميًا، هذا بالإضافة إلى تعاون مؤسسة قطر مع منظمات ومؤسسات تعليمية عالمية لنشر لغة الضاد بين الطلاب غير الناطقين بها.
{ ماذا عن تخصيص مناهج باللغة العربية والتراث داخل مدارس مؤسسة قطر، ودور ذلك في توطيد العلاقة بين الطلاب ولغتهم الأم؟
- تأسيس المناهج باللغة العربية خطوة حاسمة قامت بها مؤسسة قطر بمدارسها في سبيل النهوض باللغة الأم، على سبيل المثال، مدرسة أكاديميتي، العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، والتي تعد الأولى من نوعها في قطر كمدرسة تقدمية ورائدة بتقديمها نموذجًا تعليميًا عالميًا فريدًا من نوعه، ويتم تدريس اللغة العربية فيها إلى جانب اللغة الانجليزية، ومن المثير للإعجاب أن نسمع أولياء الأمور والمعلمين يتحدثون بالعربية مع الطلاب، ويقدمون لهم طرق تعليم ممتعة بلغتهم الأم.
{ هل هناك برامج متخصصة تنظمها مؤسسة قطر تهدف إلى حفظ مكانة اللغة الأم لدى الأطفال في عمر مبكر؟
- يعتبر برنامج «سراج» التليفزيوني الترفيهي من بين المبادرات الهامة التي أطلقتها مؤسسة قطر لمساعدة الأطفال في عمر مبكر على تعلم اللغة العربية بأسلوب ممتع وشائق، كما أن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، عضو مؤسسة قطر، تبذل جهودًا لافتة في تشجيع الأطفال على القراءة، وأيضًا التأليف، كذلك يلعب دورًا في جعلهم أكثر إقبالًا على اللغة العربية وحبًّا بها. من المهم أن نبتكر محتوى عربيا شيّقا وممتعا يجذب الطفل إلى عالم الروايات العربية المصورة، مثل قصص الأنبياء وغيرها، وهذا المحتوى أيضًا متوفر في مكتبة قطر الوطنية بالمدينة التعليمية.
{ شخصيًا، ماذا تعني لك اللغة العربية؟
- تحتضن اللغة العربية ذكرياتنا عندما كنا صغارًا، نردد الأغاني الشعبية وأناشيد اليوم الوطني، ويسعدنا أن نستعيد هذه الذكريات مع أطفالنا الذين نحرص على أن يحفظوا هذه الأغاني ويرددوها لما لها من قيمة في نفوسنا. ما نريده كأولياء أمور، أن يستمر هذا الإرث مع الأجيال القادمة كي نحفظ تراثنا وثقافتنا.
{ ختامًا، ما مدى حماسك لإطلاق «TED بالعربي»؟
- نحن متحمسون لإطلاق هذه المبادرة التي ستتيح لنا فرصة الالتقاء والتواصل مع مفكرين ومبدعين في مختلف المجالات، من الرائع أن يشاركنا هؤلاء تجاربهم بالعربية على منصة عالمية، نحن واثقون أننا سنقدم محتوى إبداعيا سيلقى استحسانًا من الجمهور المحلي والعالمي.
كما أننا نتطلع إلى المزيد من المبادرات التي تقودها مؤسسة قطر بهدف تعزيز اللغة العربية، والتحفيز على الابتكار في التفكير، الذي من شأنه أن يحدث التأثير الإيجابي في المجتمعات كافة.
copy short url   نسخ
16/07/2020
1472