+ A
A -
يعقوب العبيدلي
تكلم الكثيرون عن التغذية، ومحاربة السمنة، وضرورة الحمية، ووجوب مراعاة التغذية الصحية السليمة، والتأسي بما ورد في المأثور بما معناه «المعدة بيت الداء» و«الحمية خير دواء»، ونحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع «صرنا العكس نأكل الأخضر واليابس دون شعورنا بالجوع»، ونخمخم من هنا وهناك طوال الأسبوع! وكأننا مصابون بحالة من الشراهة العصبية، وهي حالة تصنف أنها مرضية تشعر معها بحاجة ماسة للأكل دون حاجتك له، حالة قهرية لا تستطيع مقاومتها، ونتيجة هذه الشراهة نعاني السمنة والانتفاخ والكرش والامتلاء، نزيد على ذلك ونتيجة منغصات العمل، والحنة، والإحباط والتوتر، والصراعات، والصدامات، تزيد الحالة شوي وكأنها تحريض نفسي. الأيادي تمتد إلى كل شيء في المكتب في المنزل في الخارج في الداخل، شراهة لا حدود لها، وكأن المعدة مبرمجة نحو الأكل لا شعورياً، بغض النظر عن نوع الأكل أو طعمه أو شكله، بعض هذه النوعية اتبعت الحمية ما نفعت، رجيم مدروس ما نفع، قص معدة ما نفع، فكيف بالله عليكم ستحمل الأمراض المزمنة من سكر وضغط وكولسترول وغيرها عصاها وترحل من ديارنا العامرة بما لذ وطاب. أحجامنا باتت مشكلة، سمنة ملحوظة، والسؤال هل الرياضة وممارستها اليوم وليس غداً ستصلح ما أفسده الدهر وما خربه الأكل؟ إن معايير الجمال تغيرت عن ذلك الزمان الذي يرى النوعية الممتلئة هي الجميلة، اليوم غير الأمس، اليوم هناك معايير وفق المنطق العلمي العام يضع الطول والوزن والحجم في التقييم في حكم الطبيعي أو اللا طبيعي، السؤال: هل ممارسة الرياضة، والمشي في المولات الباردة، والإكثار من النوادي الرياضية، ومراكز التربية الرياضية والعلاج الطبيعي، سيصلح الأمر، وسيوقف متعة الأكل، والسلوك الاشتهائي للطعام، إذا كانت الإجابة بـ «نعم»، فالمطلوب تخفيض أسعارها لا المبالغة فيها! ووجوب دعمها وتشجيع روادها، لا تنفيرهم بسبب غلاء الأسعار والرسوم المقررة، هذا إذا أردنا أن يسود التفكير الصحي في المجتمع، وأن الرشاقة تساوي الصحة، والامتلاء والانتفاخ والكرش والسمنة المفرطة تساوي المرض، نسأل الله الصحة والعافية للجميع، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
14/07/2020
180