+ A
A -
توصلت دراسة بريطانية جديدة إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، قد يفقدون مناعتهم للمرض في غضون أشهر، ما يثير احتمالية أن يُصاب الأشخاص مجدداً عاماً بعد آخر، مثل نزلات البرد العادية.
دراسة لحالات عشرات المرضى: ففي أول دراسة طولية من نوعها، حلل العلماء الاستجابة المناعية لأكثر من 90 مريضاً وعامل رعاية صحية في مؤسسة Guy''s and St Thomas التابعة لهيئة الصحة الوطنية البريطانية، ووجدوا أن مستويات الأجسام المضادة التي بإمكانها تدمير الفيروس بلغت ذروتها بعد حوالي ثلاثة أسابيع من ظهور الأعراض ثم تراجعت بسرعة.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الأحد 12 يوليو 2020، إن اختبارات الدم كشفت أنه في حين أن استجابة الأجسام المضادة لـ60% من الأشخاص كانت «قوية» في ذروة معركتهم مع الفيروس، لم تستمر هذه الاستجابة القوية إلا في 17% منهم فقط بعد ثلاثة أشهر.
كذلك انخفضت مستويات الأجسام المضادة بما يصل إلى 23 مرة خلال هذه الفترة، وفي بعض الحالات، أصبحت غير ظاهرة.
الإصابة من جديد أمر مُحتمل: تقول الدكتورة كاتي دوريس، أحد المشاركين الرئيسيين في الدراسة في كلية كينغز كوليدج في لندن، إن «الأجسام تنتج استجابة معقولة من الأجسام المضادة، ولكنها تتراجع خلال مدة زمنية قصيرة ومدة بقاء الأجسام المضادة تعتمد على مدى شدة ذروة المرض».
ولهذه الدراسة تداعياتها على تطوير لقاح، والسعي إلى تحقيق «مناعة القطيع» في المجتمع بمرور الوقت، إذ إن الجهاز المناعي يتبع عدة طرق لمحاربة فيروس كورونا، ولكن إذا كانت الأجسام المضادة خط الدفاع الرئيسي، فإن النتائج تشير إلى أن الأشخاص يمكن أن يصابوا بالفيروس مجدداً في موجات موسمية وأن اللقاحات قد لا تحميهم لفترة طويلة.
تضيف كاتي في هذا الصدد: «غالباً ما تمنحك الإصابة أفضل سيناريو لاستجابة الأجسام المضادة، لذلك إذا كانت إصابتك توفر لك مستويات من الأجسام المضادة تتضاءل في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر، فمن المحتمل أن يفعل اللقاح الشيء نفسه. ولذا قد يحتاج بعض الأشخاص إلى جرعات تعزيزية وقد لا تكون الجرعة الواحدة كافية».
مناعة قصيرة العمر؟ وتُعد دراسة كينغز كوليدج هي الأولى التي راقبت مستويات الأجسام المضادة في المرضى والعاملين في المستشفيات لمدة ثلاثة أشهر بعد ظهور الأعراض.
في هذه الدراسة اعتمد العلماء على نتائج اختبارات 65 مريضاً وستة من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، و31 موظفاً آخرين تطوعوا لإجراء اختبارات الأجسام المضادة بصفة منتظمة بين مارس ويونيو 2020.
يقول البروفيسور جوناثان هيني، عالم الفيروسات بجامعة كامبريدج، إن الدراسة أكدت مجموعة من الأدلة على أن المناعة ضد كوفيد-19 قصيرة العمر، موضحاً أن «الأهم من ذلك أنها تضع مسماراً آخر في نعش مفهوم مناعة القطيع الخطير».
أضاف هيني: «لا يمكنني تأكيد مدى أهمية أن يفهم أفراد الجمهور أن الإصابة بهذا الفيروس ليست بالشيء الجيد. إذ أصبح بعضهم، وخاصة الشباب، غير مبالين بالإصابة بالمرض، معتقدين أنهم سيسهمون في مناعة القطيع. وهم بذلك لن يعرضوا أنفسهم، والآخرين، للخطر فحسب، بإصابتهم بالمرض، وضياع مناعتهم، بل قد يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بأمراض رئوية أشد حدة إذا أصيبوا مرة أخرى في المستقبل».
أما البروفيسور روبين شاتوك من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، فقال إن هذه الدراسة مهمة و«تشير بالتأكيد إلى أننا لا يمكننا الوثوق في أن الإصابة الطبيعية ستحمي نسبة كبيرة من الأفراد، ولا التأكد من مدة استمرار أي نوع من الحماية».
copy short url   نسخ
14/07/2020
799