+ A
A -
إن اللؤلؤة المدفونة داخل النفس البشرية تحتاج من يكتشفها، فالغوص في أعماق النفس البشرية لمعرفة الذات، فالذات أعلم بالنفس دون الرجوع إلى نظرية معينة فبذلك نستطيع تقريب مفهوم العقل الباطن...
العقل الباطن هو الوعاء الذي يجمع كل ما أدخله الإنسان إليه من أفكار وتجارب سلبية ومشاعر الحقد والكره وأيضا أفكار إيجابية ومشاعر جميلة وذكريات مليئة بالحب والود...
إن العقل الباطن من اقوى الاسلحه الموجودة على الاطلاق فاذا اردنا تدمير مجتمع مثلا فانت أمام خيارين اما ان تضربه بسلاح فتاك وصواريخ وقنابل أو تصدر لهم فكرة حديثه يعملو عليها وهم غير مدركين ومع الوقت الفكرة تغزو العقل الباطن حتى تصبح واقع...
إن كثرة التأكيد على فكرة معينة في العقل الباطن يؤدي لانتشارها وتأكيدها فيعطيها روحا ووجودا...
نجد أن الفن قد يساهم في هذه الفكرة عن طريق المسلسلات والأفلام وذلك بتجسيد واقع الحرب والجريمة وسلبية المواقف بين البشر وحتى نهاية الأفلام والمسلسلات لتكون رسالتها إيجابية...
يتكون العقل من جزءين الجزء الظاهر النشط والذي يسمى العقل الواعي وفيه يحدث الإدراك الحسي مثل (الشم واللمس والتفكير اللحظي) أما الجزء الثاني فهو العقل الباطن وهو الكنز والقوة الجبارة ومركز الإحساس والمشاعر، وهنا يمكن تمييز العظماء من وصل القمر أو الغوص في أعماق البحار كما نجد أيضا الحفرة التي ينتهى فيها مستقبل الكثيرين من الناس...
إن العقل الواعي يستطيع ان يفكر ويميز الأشياء والألوان والأصوات والصح والخطأ.. كما ان العقل اللاواعي يستطيع ان يختار من الأشياء أي فكرة تتكون في العقل الواعي النشط تؤثر مباشرة على محتوى العقل اللاواعي (الباطن)....
أي معلومة تنفذ إلى العقل الواعي عن طريق مداخل المعلومات (الحواس الخمس) تؤثر على العقل الباطن ويأخذها كما هي دون زيادة أو نقصان وذلك لأن العقل الباطن لا يستطيع الاختيار ولا يمنطق الاشياء بل يتقبلها كما هي في العقل اللاواعي (وهنا تكمن خطورة الموضوع) العقل الباطن لا يستطيع أن يختار بين الصح والخطأ ويأخذ الأفكار كما هي من العقل الواعي سواء كانت صحيحة أم خطأ....
إن العقل الباطن هو مركز التحكم في الأحاسيس والشعور والتصور والذاكرة وهو مركز حفظ ما ترسمه من خيال عن الماضي والحاضر والمستقبل سواء كان في الخير أو الشر كما هو (العقل الباطن لا يختار ولكن يقبل ما يمليه العقل الواعي المفكر)...
إذا تحدثنا عن كيفية السيطرة على العقل الباطن نجد ان التفكير الايجابي في الحياة عموما وبث الأفكار المفرحة التي يغلفها التفاؤل تساعد في فرض الواقع الايجابي على حياتنا ونستطيع جذب كل ما هو إيجابي لحياتنا لأن هذه الأفكار تتحكم في ذكرياتنا ومشاعرنا الموجودة في العقل الباطن...
كذلك نجد أن التحاور مع الذات والاختلاء بها يساعد على تنقية العقل الباطن من الأفكار السيئة والسلبية والتخلص منها من خلال تحويلها إلى أفكار سعيدة عبر التفكير بالذكريات الجميلة...
كما ان محادثة النفس أمر ضروري واستعادة السيطرة على العقل الباطن خصوصا من خلال مدح النفس والذات وإلقاء الإطراءات....
علينا تدريب العقل الباطن باستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية ويتم ذلك من خلال مراقبة أفكارنا التي تراودنا مهما بدت لنا سخيفة سنستبدل أي فكرة سلبية بفكرة إيجابية....
كما علينا استخدام قانون التصور اذا كانت لدينا مشكلة ما في المستقبل، لا تدع الشكوك والمخاوف من الفشل تلتهم رأسك بل تخيل خروجك من المشكلة أو الموقف بطريقة إيجابية وابدأ التدريب على ما تريد فعله....
كما نجد التوسع هو من قوانين العقل الباطن مثلا إذا لديك مشكلة ما فيجب أن تفكر في الحلول وليس في المشكلة لأن ما نفكر فيه يتوسع ويزيد، وما تركز عليه يتوسع ويتضخم في العقل الباطن بفعل قانون الجذب....
ودائما يجب أن نجدد إيماننا بالله وبالقضاء والقدر وان كل ما يحدث لنا خير ولو كنا نجهل ذلك....
توقع الخير ولا تتفوه بعبارات سلبية ومتشائمة تفاءلوا بالخير تجدوه...
إن قانون التكرار من الأشياء المفيدة جدا لبرمجة العقل الباطن على التكرار حيث ان ما يعاد عليه يقوم بحفظه وتنفيذه....
فالعقل الباطن هو عبارة عن الصندوق الأسود للإنسان به الخفايا والحلول لكل مشاكلنا...
copy short url   نسخ
11/07/2020
4286