+ A
A -
عمر صقر
تبحث الفتاة عن «الفارس» والرجل عن «سندريلا» وتدور حول هذه الأحلام والرغبات معظم المشاكل! وكما أن الزمن قد تغير فإن العلاقات الإنسانية أيضا تغيرت وليس معنى ذلك أنها أخذت منحى جديدا ولكن بمعنى أن صور العلاقات الاجتماعية بات مختلفا في أشكاله وطرق التعبير عنه، فقديما كان الرجل الذي يريد أن يقترن يذهب إلى البيت المتفق معه دون أن يرى «فتاته» حتى ليلة الدخلة وليس هذا كلاما «أحلاميا» بمعنى أنه في الأحلام فقط، ولكن لأنه كان يحدث فعلا وقد حكى لي جدي تلك الوقائع.
أما اليوم فالفتاة ترى الذي يريد أن يخطبها بل وتذهب إلى صفحته على الفيس بوك أو السوشيال ميديا التي يستخدمها إذا وجدت أو أي نافذة لتسمع منه، وكذلك العكس بالعكس وتبدأ مرحلة من أصعب ما يكون وهي مرحلة تسمى في علوم الرياضة البدنية «مرحلة اكتشاف قدرات الخصم».
وقد بات من السهل جدا هذا الأمر بل و«عاديا» جدا إلا من رحم ربي لأولئك المتمسكين بالعادات والتقاليد العربية والإسلامية مواجهين ذلك بحجج ليبطلوا «تزمتا» بحجة «عاوزين نجوز البنت» أو «دع الفتى يختار زوجته» ليذهب في هذا مذاهب شتى.
الولد أول ما تقع عينه على «البنت» فإنه يذهب إلى عينيها العميقتين وجسدها متناسيا أنه لا يذهب ليشتري قطعة «جاتوه» رائع بل ذهب ليقترن «برفيقة رحلة الحياة» وهو أصعب قرار برأيي في الحياة لأنه القرار الذي يعيش معك طوال حياتك، فقرارات الشراء أو البيع تنتهي عادة بزوال المؤثر وهو فناء الشيء أو مضي فترة زمنية عليه، وكذلك قرارات الحياة الأخرى مهما كانت فالزمن كفيل بعلاجها أما هذا فتبعاته تزداد يوما بعد الآخر، بل وتتعقد ومآلات القرار إما أن تجعلك سعيدا أو تعيسا.
لهذا أنصحك في الاختيار وهي نصيحة مجرّب وهي رؤيتي التي قد تكون خاطئة أو صحيحة أنك إن رغبت بالزواج أن تقف أعلى قليلا في أسرتك لترى كل شيء، انظر حولك للبيوتات القريبة منك فأنت أعلم بهم وبأحوالهم وهم كذلك.. فإن وجدت الرؤية محدودة فاستعن بآخرين من أقربائك الخلصاء ليشيروا لك؛ لأنك قد تجد جوهرة بجوارك ولكنك لا تراها جيدا تطبيقا للمثل الذي يقول «النار القريبة تعمي» ثم ابدأ بتوسيع الدائرة قليلا قليلا كالماسح الضوئي تماما، ومنها إلى أصدقائك ثم إلى جيرانك ثم إلى أهل بلدتك وهكذا..
copy short url   نسخ
11/07/2020
580