+ A
A -
كتب عادل النجار
تفوق كاسح للمحترفين العرب شهدته المواسم الخمس الأخيرة في دورينا، بفضل التألق الكبير لنجوم شمال افريقيا الذين نجحوا في كتابة تاريخ مشرف في دوري نجوم QNB، خلال السنوات الأخيرة، وعكس ذلك الأرقام القياسية الاستثنائية التي صنعوها، وستبقى شاهدة على ذلك التميز، في مقابل تراجع واضح وكبير للنجوم الأجانب، خاصة من البرازيل، بعد أن كانت لهم الهيمنة والأفضلية في سنوات سابقة، الأمر الذي يدفعنا لتسليط الضوء على أبرز الأرقام والحقائق التي نجح النجوم العرب في صناعتها خلال المواسم الخمس الاخيرة، فقد نجح المحترف الجزائري في صفوف السد، بغداد بونجاح في تحطيم الرقم القياسي لأكثر لاعب يسجل أهدافا في موسم واحد برصيد 39 هدفا، وهو رقم كبير جداً مقارنة بالرقم السابق الذي كان في حوزة اللاعب البرازيلي كليمرسون، كما أن التتويج بالدوري لم يكن عائقا أمام تربع نجوم عرب على صدارة ترتيب الهدافين، وأبرز مثال على ذلك، نجاح عبدالرزاق حمدالله لاعب الجيش في الموسم القديم بالحصول على لقب الهداف موسم 2015/2016 رغم عدم الحصول على لقب الدوري، الأمر الذي يعكس قيمة ومكانة المحترفين العرب في دورينا، ويؤكد أحقيتهم بالتواجد لإثراء المنافسة وزيادة قوتها وإسعاد الجماهير، وخلال هذه السطور نرصد التفوق العربي في صراع الهدافين خلال آخر خمسة مواسم.
حمدالله يرفض الاستسلام
نجح عبدالرزاق حمدالله المحترف المغربي الذي كان يلعب في صفوف نادي الجيش بمسماه القديم، الدحيل حاليا، في الحصول على جائزة هداف الدوري في موسم 2015/2016، حيث رفض الاستسلام لتألق مهاجم الريان رودريجو تباتا الذي كان يتصدر الدوري، فتمكن كل منهما من تسجيل 21 هدفا، الأمر الذي جعل مؤسسة دوري نجوم قطر تمنح الجائزة بالمناصفة لكل منهما، وذلك بعد تساويهما في عدد الأهداف التي سجلها كل منهما برصيد 21 هدفا، وكانت لوائح الاتحاد تقضي بضرورة حصول لاعب بعينه على لقب الهداف حتى لو تساوى أكثر من لاعب في عدد الأهداف، غير أن المؤسسة المذكورة، ارتأت منح الجائزة مناصفة بينهما، في ظل تساويهما في كل شيء سواء عدد الأهداف أو عدد المباريات التي لعبها كل منهما أو عدد الأهداف التي سجلها كل منهما من ضربات الجزاء برصيد 7 أهداف لكل منهما.
ولاشك أن نجاح عبدالرزاق حمدالله في الحصول على الجائزة كان بمثابة إنجاز مستحق بعد أن قدم موسما مميزا، لم يتوج بالحصول على درع الدوري مع الجيش لكنه نجح في التتويج بجائزة خاصة جداً وهي جائزة الهداف ليمهد الطريق نحو هيمنة عربية فيما بعد على اللقب.
العربي يقتنص اللقب
نجح المغربي يوسف العربي مهاجم فريق نادي الدحيل السابق في التتويج بلقب هداف الدوري موسم 2016-2017 وبجائزته التي تقدر بـ 100 ألف دولار أميركي، وذلك بعدما حصد المركز الأول في صراع الهدافين برصيد 24 هدفاً، ليستمر التفوق العربي في الجائزة للموسم الثاني على التوالي.
وقد استحق العربي اللقب عن جدارة، خاصة أنه لم يشارك في الكثير من مباريات مع الدحيل في ذلك الموسم، سواء بسبب تواجده مع منتخب بلاده المغربي في بطولة كأس الأمم الافريقية التي اقيمت في يناير من ذلك العام، وهي الفترة التي لعب فيها الدحيل ما لا يقل عن 5 مباريات في الدوري دون مهاجمه الأول وهدافه، وغاب أيضا في الأسابيع الأخيرة من المنافسة بعدما تعرض لإصابة أنهت موسمه، ورغم ذلك كانت أهدافه كافية ليكون الهداف ويحصد الجائزة بصورة مستحقة، فقد نجح في الفوز باللقب برصيد 24 هدفاً في 15 مباراة فقط خاضها، بعد منافسة قوية مع الجزائري بغداد بونجاح مهاجم السد الذي سجل 23 هدفاً وحل في المركز الثاني، مما يعكس تألق النجوم العرب في دورينا.
يوسف يحتفظ بالقمة
احتفظ النجم المغربي يوسف العربي هداف نادي الدحيل بجائزة هداف دوري نجوم QNB للموسم الثاني على التوالي، إثر تصدره للقائمة برصيد 26 هدفا سجلها خلال مشاركاته مع الفريق في الدوري والذي توج به الدحيل للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخ النادي، وجاء حصول العربي على الهداف للموسم الثاني على التوالي كتأكيد لقيمته كمهاجم من الطراز الرفيع، ويؤكد استمرار التفوق العربي في جائزة الهداف، فقد حصل على اللقب في 2016 / 2017 بتسجيله 24 هدفا، ثم حصل عليه في موسم 2017/2018، برصيد 26 هدفا وخلفه مباشرة يأتي النجم التونسي يوسف المساكني برصيد 25 هدفا، ليعكس استمرار التفوق العربي.
ولاشك أن العربي أثرى المنافسة على لقب الهداف بشكل كبير في المواسم الأخيرة، فلم يكن حصوله على لقب هداف الدوري للمرة الثانية على التوالي من فراغ، بل للإمكانيات العالية التي يتمتع بها، في مشهد عكس التفوق العربي الواضح أمام تراجع المحترفين الأجانب في صراع الهدافين.
بونجاح يحطم الرقم القياسي
نجح النجم الجزائري في صفوف السد بغداد بونجاح في الفوز بجائزة أفضل هداف للدوري موسم 2018/2019، وذلك بعدما تصدر قائمة ترتيب الهدافين، حيث أحرز 39 هدفا خلال 22 مباراة، وهو معدل تهديفي كبير ويؤكد على القدرات التهديفية التي يمتلكها، فقد نجح في تحطيم الرقم القياسي بتسجيله هذا العدد من الأهداف خلال بطولة الدوري في موسم واحد، حيث حطم رقم البرازيلي كليمرسون مهاجم الغرافة السابق والذي كان قد أحرز 27 هدفا في البطولة خلال موسم واحد، لكن بونجاح تفوق عليه بعدد كبير من الأهداف، ليصبح الرقم القياسي في حوزة نجم عربي وليس برازيليا، ويؤكد تواصل الهيمنة العربية على لقب الهداف، فقد كان صاحب المركز الثاني في الصراع التهديفي خلال ذلك الموسم هو النجم أكرم عفيف لاعب السد، مما يعكس ايضا استمرار تفوق العرب في مقابل تراجع الأجانب في صراع الهدافين.
بغداد يحافظ على الصدارة
الموسم الحالي لم ينته بعد، ورغم ذلك نجح الهداف الجزائري بغداد بونجاح لاعب السد في مواصلة الهيمنة والتفوق بتربعه على صدارة ترتيب الهدافين حتى الآن برصيد 13 هدفا متقدماً بفارق هدف عن زميله في فريق السد أكرم عفيف، بينما يأتي كل من ياسين براهيمي لاعب الريان وسفيان هني مهاجم الغرافة في المركز الثالث ولكل منهما (11) هدفاً.
ويأتي في المركز الرابع بترتيب الهدافين هذا الموسم لاعب الوكرة محمد بن يطو برصيد 10 أهداف، ثم أحمد علاء لاعب الغرافة برصيد 9 أهداف، ثم حمدي الحرباوي لاعب العربي ايضا برصيد 9 أهداف، الأمر الذي يعكس تفوق العرب بصورة واضحة في ترتيب الهدافين، فعندما تجد أن أول 7 لاعبين في القائمة هم عرب، فلاشك أن ذلك أمر مميز للغاية، يؤكد أن الهداف في قبضة عربية واضحة، في وقت تراجع المحترفون الأجانب بصورة ملحوظة عن التواجد في قمة ترتيب الهدافين. الموسم لم ينته بعد، وقد أعلن اتحاد الكرة عن استئناف المنافسة في الرابع والعشرين من شهر يوليو الجاري، فهل سنشهد تغيرا في خريطة الهدافين التي يكتسحها العرب حاليا، أم سيستمر اختفاء المحترفين الأجانب عن القائمة، ويستمر التراجع الغريب غير المفهوم خاصة أن معظم الأندية لديها محترفون أجانب في المراكز الهجومية لكن مايزال التفوق عربيا.
copy short url   نسخ
11/07/2020
811