+ A
A -
كتب- عوض الكباشي
ارتبط اسم رودريجو تاباتا كثيرا بفريق الريان.. لأنه مميز وما قدمه يستحق للكثير من الوقفات، كان لا بد أن يكون قرار عدم التجديد له بمثابة «نقطة تحول» في مسيرة نجم كبير. يعد تاباتا المولود في 19 نوفمبر عام 1980، أكبر اللاعبين في قطر حاليًا على مستوى جميع أندية الدرجة الأولى، إلا أن اللاعب لا يزال قادرا على العطاء ولسنوات قادمة «على حد قوله»!.
وتبقى الأسئلة التي تتبادر إلى كل الأذهان بعد القرار الصادر من إدارة نادي الريان والذي قضى بعدم التجديد للاعب.. هل تسرع نادي الريان في قرار عدم التمديد للاعب تاباتا والذي قضى معه معظم سنوات تميزه الكروي أم أن النادي اختار الوقت المناسب؟ وهل لا يزال تاباتا قادرا على العطاء بذات المستوى أم أن للعمر أحكاما؟
أثار قرار إدارة الريان بعدم التجديد مع تاباتا جدلا كبيرا من جانب جماهير النادي خاصة أنه أفضل لاعبي الفريق وأكثرهم عطاءً داخل الملعب، وعلى مدار السنوات له بقميص الريان منذ موسمه الأول 2010-2011 قدم الكثير مع ناديه، ويعتبرونه في الدوحة أفضل لاعب تعاقد معه الريان طوال تاريخه الممتد منذ عام 1967، وهي كانت تتمنى ان يختم اللاعب حياته الكروية بقميص ناديه الذي ارتبط به، وبحب جماهير النادي التي كثيرا ما هتفت له وشجعته وهو يبدع ويمتع داخل المستطيل الأخضر، ولكن الإدارة ترى أن تاباتا يكفيه ما قدمه من أداء في السنوات الماضية وتميز حتى آخر المباريات.
وفي الجانب الآخر، كانت هناك جماهير ترفض القرار وعبرت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وأشارت إلى أن اللاعب لا يزال قادرا على تقديم الكثير مع الرهيب !
البعض يرى أن الطريقة لم تكن مناسبة على اعتبار أن النجم تاباتا لا يمكن الاستغناء عما قدمه من سنوات عطاء عبر «تغريدة» وكان الأفضل أن يتم التنسيق معه للاعتزال وهو بقميص الرهيب الرياني !!، وما بين هذا وذلك غادر تاباتا أسوار النادي بعد سنوات طويلة قضاها يقدم السهل الممتع مع فريقه.
وتتحدث أرقام تاباتا عنه بشكل واضح لأنه اللاعب الأكثر تهديفا مع الريان في المواسم الأخيرة، كما أنه اللاعب الأكثر صناعة للأهداف، والأكثر ركضًا في الملعب بين جميع لاعبي الفريق، إلا أن العمر له حكمه.
وانضم تاباتا إلى الريان في فترة الانتقالات الشتوية موسم 2010-2011 كلاعب محترف، وظل يعامل كلاعب أجنبي حتى تم تجنيسه قبل 3 سنوات ليلعب كلاعب قطري مع المنتخب، وتحول تاباتا إلى لاعب مواطن، وساهم في أول موسم له بهذه الوضعية في حصول الريان على الدوري موسم 2015-2016 بعد غياب استمر 21 عامًا دون نجاح الريان في الفوز بدوري النجوم القطري.. وواصل اللاعب تميزه وتألقه مع الرهيب حتى قبل أيام، حينما أعلنت إدارة النادي عن عدم التجديد للاعب لموسم جديد حسب رغبته، وإن كانت إدارة النادي ترى مواصلته مع الفريق حتى نهاية الموسم الحالي.
رودريجو تاباتا، الذي كشف سابقا عن بدايته مع كرة القدم وكيف كان لعائلته دور كبير في تشجيعه ودعمه لتنمية موهبته، وبرغم من صعوبة الظروف في الكثير من الأحيان، إلا أن أبويه كانا يتكبدان عناء إيصاله للمباريات حتى يحقق حلمه في ممارسة اللعبة وأكد على شعوره بالامتنان الدائم لهما، مشيرا إلى أنه بدأ اللعبة في حراسة المرمى عندما كان في عمر 12 عامًا، حتى تغير مدرب الفريق ونقله إلى موقع الوسط وكانت هذه نقله جيده لمشواره.
بداية نجمنا كانت في دوري أبطال أوروبا مع فريق بيشكتاس التركي، إلى حين التقى مع المدرب باولو أتوري وعرض فكرة اللعب الريان عليه، ومن هنا جاء للعب في الريان على سبيل الإعارة ولحسن حظه ولجهوده تمكن في الستة أشهر الأول مع الفريق من تحقيق بطولة كأس الأمير وإحراز هدفين في المباراة مما شجع النادي على نقل عقده من الفريق التركي للعب في دورينا، ليواصل النجم تقديم أفضل المستويات مع الرهيب.
سجل اللاعب تاباتا يظل مليئا بالكثير من الأحداث وهو يبدع مع كل الأندية التي لعب طول مشواره في كرة القدم، حيث لعب سابقاً لعدة أندية برازيلية أبرزها نادي سانتوس ولعب بعدها لنادي غازي عنتاب سبور التركي ونادي بشكتاش التركي وانتقل إلى نادي الريان في عام 2010 وأعاره الريان إلى نادي السد في عام 2014، ثم عاد ليواصل تميزه مع الرهيب الريان ومثل المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2018، وفي الكثير من الاستحقاقات القارية.
وحول الانتقادات التي وُجّهت لقائد الريان رودريجو تاباتا، كشف فابيو سيزار، نجم الريان السابق والمدرب الحالي بالمنتخب القطري للشباب، وأن موعد الاعتزال قد حان خاصة أنه اقترب من بلوغ عامه الـ 40، قال فابيو: «تاباتا لا يزال يحافظ على مستواه، وهو لاعب خبير ومخضرم وقائد للفريق.. وأضاف فابيو سيزار: ومن وجهة نظري الريان يحتاج إلى تاباتا وتاباتا لا يزال قادراً على العطاء في الدوري، ليس في هذا الموسم فحسب بل لمواسم قادمة، والمباريات الأخيرة للريان أكدت أنه لاعب له وزنه في الفريق، وبالتالي اعتزاله موضوع مؤجل».
الأرقام لا تكذب ولا تتجمل والسنوات الـ 10 التي قضاها تاباتا في ملاعبنا جعلت منه أنشودة جماهير فريقه الرهيب الرياني، ويمتلك اللاعب في رصيده الكثير من الأرقام الخاصة التي حققها، حيث نجح في الفوز بأفضل لاعب في قطر لأكثر من مرة، متفوقا على الكثير من الأسماء التي لعبت في دورينا.. ونجح كذلك مع فريقه في الحصول على الكثير من البطولات وكانت إسهاماته مع زملائه واضحة للعيان، إلى جانب تفوقه وحصوله على الكثير من جوائز الأفضل «شهريا» وهي جائزة تقدم من مؤسسة دوري نجوم قطر لأفضل اللاعبين في الدوري في كل شهر، قياسا على ما يقدمونه من مستويات ومساعدتهم وأنديتهم في الظفر بالنقاط الغالية.
إلى جانب الكثير من الأهداف التي تظل عالقة في أذهان جمهور الرهيب الرياني إن كان مع الفريق في الاستحقاقات المحلية أو القارية، وتميز نجمنا ببراعته في تسجيل وصناعة الأهداف، وهو ما جعله «أنشودة» للجماهير.
تاباتا يريد أن يثبت أنه لا يزال قادرا على العطاء، وربما تكون له تجربة قادمة في دورينا في الموسم المقبل تكون هي المرحلة الأخيرة في تاريخ نجم كبير قدم الكثير، خاصة أن اللاعب تلقى عددا من العروض من أندية «دورينا».. وفي المقابل يراهن الكثيرون على أن وقت الاعتزال قد حان، وكان على اللاعب إعلان التوقف ليجد كل التقدير والاحترام من كل الجمهور الرياني. الأيام المقبلة ستكون ستحمل الإجابة عن الكثير من التساؤلات، وربما ينتظر الجمهور حتى الموسم المقبل لتقييم ما سيقدمه النجم المميز والذي ارتبط بالرهيب.
copy short url   نسخ
10/07/2020
2492