+ A
A -
عواصم- الأناضول- بثت فضائية ليبية،أمس الأول، مقطع مصورا يظهر أماكن احتجاز وصفتها بأنها «أفران بشرية»، كانت تستخدمها مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، في مدينة ترهونة جنوب شرق العاصمة طرابلس، لتعذيب المعارضين.
ويسلط المقطع، الذي بثته فضائية «فبراير» (خاصة)، الضوء على شكل آخر من أشكال الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا حفتر بحق معارضيها، بخلاف المقابر الجماعية، وعمليات زرع الألغام في مناطق المدنيين ومنازلهم، وتظهر في المقطع زنازين ضيقة للغاية لا يمكن للمحتجز داخلها سوى الجلوس في وضع القرفصاء، مع أبواب حديدية محكمة الإغلاق.
وعلقت الفضائية على المقطع قائلة: «زنازين ضيقة جدا كانت تستخدمها عصابة الكاني الإرهابية التابعة لمليشيا حفتر في ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس)، حيث يوضع السجين بداخلها وتوقد النار على سطحها العلوي».
مشاهد هذه الزنازين أثارت غضب واستنكار نشطاء على مواقع التواصل.
إذ قال أحدهم إنها «تشبه الأفران التي استخدمها هتلر»، فيما وصفها آخر بـ«هولوكوست ليبيا».
وتساءل ناشط ثالث مستنكرا: «بالله عليكم عن أي حوار يتكلمون؟.. كيف يكون الحوار مع عصابات إجرامية لا تملك ذرة رحمة في قلبها؟».
وأضاف: «هؤلاء مكانهم المحاكم الجنائية والقصاص العادل».
والثلاثاء، وافقت المحكمة الجنائية الدولية على إرسال فريق للتحقيق في جرائم مليشيا حفتر، بترهونة وجنوب طرابلس. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة، في بيان، مقتل وجرح 138 شخصا في غضون شهرين، جراء ألغام زرعتها قوات موالية لحفتر في ليبيا.
وإلى جانب الألغام، تم اكتشاف مقابر جماعية تضم جثامين أكثر من مائتي شخص في المناطق التي فرت منها مليشيا حفتر، في ترهونة وجنوب طرابلس.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استعداد حفتر، لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا، متهما حكومة طرابلس بأنها «غير راغبة» في ذلك. جاء ذلك في تصريح له، عقب مؤتمر افتراضي عقده مع نظرائه من دول جمهورية الكونغو ومصر وجنوب إفريقيا، بحسب وكالة أنباء «تاس» الروسية.
وقال لافروف: «في مرحلة ما عندما دعونا القادة الرئيسيين السادة (خليفة) حفتر، و(فايز) السراج، و(عقيلة) صالح، في يناير هذا العام قبيل مؤتمر برلين، كان الجيش الوطني الليبي (مليشيا حفتر) يعتقد أن موقفه على الأرض أقوى، ولم يكن مستعدا لتوقيع وثيقة اعتبرها السراج مقبولة».
وأضاف: «الآن، فإن قوات حفتر، بحسب تقييماتنا، مستعدة لتوقيع مثل تلك الوثيقة بشأن وقف إطلاق نار فوري، لكن هذه المرة حكومة طرابلس هي من لا يريد فعل ذلك». وأعرب وزير الخارجية عن أسفه، لأنه رغم إعلان جميع الأطراف أنه لا حل عسكريا للصراع الليبي، إلا أن هذا لا يترجم إلى خطوات عملية.
وفي أنقرة أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن بلاده تدعم الحكومة الشرعية في ليبيا بموجب اتفاق التعاون العسكري المبرم بين أنقرة وطرابلس في ديسمبر الماضي.
وأوضح قالن أن التدخل التركي في ليبيا غيّر مجريات الأحداث والاشتباكات في هذا البلد، وحقق توازنا في الاشتباكات، أقر به الجميع.
وأضاف قالن: «لولا الرؤية الصحيحة للرئيس رجب طيب أردوغان في التدخل، لكانت الاشتباكات في ليبيا ستزداد وسيموت اناس كثيرون، وربما كان انقسام ليبيا أمرا محتّما».
وأردف قائلا: «حاليا يوجد طرفين في ليبيا، تركيا تبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق تقدم في المسار السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة، وحكومة فائز السراج لها حق الدفاع الشرعي عن النفس ضد هجمات حفتر، وتعاوننا مع حكومة السراج يستمر في هذا الإطار».
وأشار إلى أن تركيا تؤكد مرارا أن حل الأزمة القائمة في ليبيا لن يكون عسكريا، مبينا أن من أولويات تركيا تحقيق تقدم في المسار السياسي استنادا إلى مبادئ مؤتمر برلين.
copy short url   نسخ
09/07/2020
2298