+ A
A -
الدوحة-الوطن
نظم معهد الدوحة للدراسات العليا، أمس، محاضرة افتراضية -عبر تقنية الاتصال المرئي- بعنوان: «رشفات من العربية: محاضرات في التدقيق والتحرير»، وفيها سلّط الدكتور إلياس عطا الله، أستاذ المعجمية العربية في معهد الدوحة للدراسات العليا، الضوء على بعض المفردات والمواد الملحونة بالتركيز على صوابية اللغة بشكل عام. يأتي ذلك ضمن سلسلة المحاضرات الإلكترونية التي أطلقها المعهد لمناقشة مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية واللغوية من جهة، وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي والخارجــــــي من جــــــهة أخرى.
وفـــــي مستهـــــــــــــــل محاضرتـــــه، الــــتي جــــــــرى بثّها عـــــبر منصـــات التواصــــــل الاجتماعي للمعهــــــــد، عرض الدكتــــــــور عطا الله مجموعة من المواد الملحونة، مبيّنًا مواضع اللحن فيها، ومصوبًا إيّاها بالأمثلة. وتناول المحاضِر -في هذا السياق- بعضًا من الملاحن والمفردات انطلاقًا من عدة عوامل أهمها: شيوع التراكيب والمفردات الملحونة، ورودها على ألسنة وأقلام عدد متزايد من الدارسين والأساتذة، إضافة إلى ورودها في كتب التدريس وفي مقالات بحثيّة منشورة، وفي معاجم معاصرة وغيرها من العوامل، مشيرًا إلى مواد غير ملحونة أدخلتها كتب التصويب والتقويم في اللحن، وإلى صحة بعض المواد التي أقصاها الكتبة من معاجمهم الكلامية والكتابية.
وقدّم عضو المجلس العلمي لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، بعض الإرشادات في تقنيّات الكتابة العلميّة، موجهًا خلال محاضرته عدة ملاحظات للكتّاب والمدقّقين والمحرّرين في أسس الكتابة العلميّة، وملاحظات أخرى تعينهم على تجنّب اللحن، تاركًا لهم حرية الاختيار بين الأفصح والفصيح والجيّد والمقبول.
وفي تصريح له عن المحاضرة، أشار الباحث في علوم اللغة العربية، إلى أنه ليس أوّل من يكتب في الملاحن، فقد سبقه إلى ذلك كثيرون بدءًا بالكسائيّ في القرن الثاني الهجريّ، وانتهاءً بعصرنا هذا، موضحًا أن من الكتَبَة المتزمّت، ومنهم المتسمّح، وأنه لا يهدف من خلال مداخلته الانقضاضَ على اللحن، بل الإرشاد والتوضيح، متّخذًا من اللحن منطلقًا لهما.
من الجدير ذكره أن «رشفات من العربيّة» هو كتاب صدر عن سلسة دراسات لسانية ومعجمية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وقد كان في الأصل مجموعة من المحاضرات في صوابيّة اللغة، ألقاها الدكتور إلياس عطا الله وقام بجمعها في ثمانية لقاءات، ويعد خلاصة جهد لما يزيد عن عقدٍ من الزمان.
copy short url   نسخ
08/07/2020
520