+ A
A -
كل المتخصصين وأصحاب البصر والبصيرة يقولون: «الحب ليس أعمى» بل مبصر، ونظره (6/6) وله عيون واسعة ومدورة وجميلة، وله آذان جمع أذن يسمع بها، حتى الهمس ومرادفاتها من وشوشة، وحس، وصوت خافت، وهجس وحس، ولكن المحب عادة يتغاضى عن كل العيوب والقصور والزلات والهنات في سبيل التنعم والشعور بالسعادة مع من يحب في تلك اللحظات، وعند فقدان ذلك الشعور المؤنس الجميل تبدأ الاعتراضات والاحتجاجات، والخلافات والنزاعات، والمشاحنات والمعايرات، والمضايقات والانتقادات، من طرف أو من الطرفين، ويأتي الشيطان بأعوانه، ويزيد في النار، وتطل الفتنة لعن الله من أيقضها، ويقع الشر على الحبيبين الهانئين، ويتطاير الشرر من الحبيب والزوج، ويرتفع صوت الحبيبة والمرأة الزوجة، وتبدأ الضربات، واللكمات، والخناقات، وتبدأ عيون الخدم تتلصص في فضول، وآذان الجيران وزميلات العمل تصغي في شماتة، وتظهر على السطح تلك العبارات النارية: «ما رأيت منك حسناً قط»، ويشتد حمى الوطيس في المحاكم، وتكون النتيجة دفن الحب الذي كان ليوارى الثرى، الحب هو وصال، يجمع القلوب، يلهب الإحساس، يثير المشاعر، يحفز الوجدان، الحب جميل، يعرفه العقلاء الصادقون، حب في الله، حب حقيقي مبصر لا أعمى، يفيض بالشوق والرغبة والخوف والحرص على المحب، الحب ليس آنياً وقتياً، لحظات وينتهي بانتهاء متعة اللقاء، الحب يظل لقيا دائمة لا تنقطع، ولو تباعدت الأجساد، وحكمت الظروف بالتوقف، الحب الحقيقي المبصر يتجاوز حواجز الحياة ومنغصات الظروف، و«كلاكيع» النفس الأمارة بالسوء، هذا هو الحب الذي يمتد إلى جنات النعيم، والذي لا يعرفه إلا المحبين الصادقين، الحب الحقيقي المبصر أن أربط حبيبي بالآخرة، أن أغنيه بالحلال عن الحرام، أن أغرس فيه حب الله وخوف الله، بعد أن أعينه على ذلك، الحب ليس ألفاظا ومفردات وخواطر وشعراً وكفى، الحب المبصر الواضح هو ألفاظ وتغزل وأفعال وصنيع حسن، لا أنانية، وخداع مشاعر، واحتكار، وشفط للسيولة، ونفسي نفسي ومن بعدي الطوفان! يا رجل ابحث عن المرأة التي تعينك، وتغنيك بالحلال عن الحرام، كن كحال ذلك الرجل الذي حدد مواصفات شريكة دربه حين قال: «حاجتي إلى زوجة صورتها حسنة، ينعم بها طرفي، ويلتذ بها قلبي، وتعينني على عبادة ربي» -وأنت كذلك- خيارات موفقة، ورؤية استشرافية، وخارطة طريق محددة الأهداف، هذا هو الحب والعلاقة الإيجابية المبصرة، وفق الله الجميع إلى حب لا ينتهي،، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
08/07/2020
362