+ A
A -
الدوحة الوطن
مع بداية فصل الصيف الحار أطول فصول السنة، تبرز الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية التي يتعرض لها الناس من مختلف الأعمار، ومن بين أشهر هذه الأمراض يبرز اسم التسمم الغذائي وإن كان المصطلح غير طبي لكنه شائع، ويطلق لوصف الأعراض التي تصيب شخصا أو مجموعة من الأشخاص نتيجة تناول طعام ملوث، بينما يعرف المتخصصون هذه الأعراض طبيا بمصطلح آخر هو «الأمراض المنقولة عبر الغذاء»، ومن الناحية الطبية فكل الناس معرضون لخطر الإصابة بالتسمم الغذائي على الأقل مرة واحدة في حياتهم.
ومن أجل إلقاء الضوء على هذا المرض وتوعية المجتمع بخطورته ضمن الخطط التي تقوم بها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لزيادة الوعي الصحي لدى الجمهور، قالت الدكتورة نائلة درويش مديرة مركز أم صلال الصحي في بداية حوارها الشامل حول أخطر أمراض الصيف إن التسمم الغذائي يحدث نتيجة تلوث الطعام بالبكتريا والطفيليات والفيروسات أو سمومها، وهذا التلوث قد يحدث في أي مرحلة من مراحل تحضير الطعام أو الإنتاج. وأضافت: في فصل الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة تكون الأجواء الحارة والرطبة البيئة المثالية لتكاثر الجراثيم، وبالتالي يزداد تلوث الطعام بها، كما أن فصل الصيف هو فترة الإجازة لغالبية الناس حيث يكون السفر والترفيه والخروج لتناول الأكل في المطاعم، ورغم أن غالبية حالات التسمم تحدث من تناول الأكل في المطاعم، فإنه يمكن أن يحدث التسمم أيضا من خلال تناول الأكل في البيت، عندما لا تتوافر الشروط الصحية في إعداده وتجهيزه.
الأعراض
وحول أعراض التسمم الغذائي، قالت الدكتورة نائلة درويش إنه يمكن لأعراض التسمم الغذائي أن تبدأ في غضون ساعات من تناول الطعام الملوث، وفي بعض الحالات قد تبدأ الأعراض بعد أيام من تناوله، وقد تتخذ الأعراض علامة واحدة أو أكثر من العلامات التالية: غثيان، إسهال، قيء أو ألم وتشنجات في البطن وأحيانا الحمى، وقد تستمر هذه الأعراض بين ساعات إلى عدة أيام، وبعض الحالات تستدعي الذهاب إلى الطبيب، وتعتمد قوة الأعراض أو ضعفها على كمية الطعام الملوث الذي تم تناوله، وكذلك على عمر المصاب بالتسمم الغذائي وحالته الصحية.
وعن الأشخاص المعرضين للتسمم، قالت الدكتورة نائلة درويش إن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي أكثر من غيرها، وهم عبارة عن خمس فئات هي: كبار السن والنساء الحوامل والرضع والأطفال الصغار والمصابين بالأمراض المزمنة والذين يتناولون المضادات الحيوية، ولو تحدثنا عن كبار السن يمكننا القول إنه مع التقدم في السن قد لا يستجيب الجهاز المناعي بسرعة وبشكل فعال للكائنات المعدية، أما النساء الحوامل فخلال فترة الحمل تحدث بعض التغييرات في عملية التمثيل الغذائي والدورة الدموية وهو ما قد يزيد خطر الإصابة بالتسمم الغذائي، وقد تكون رد فعل المرأة أثناء الحمل أكثر حدة، أما فئة الرضع والأطفال الصغار فإن أهم المشاكل بالنسبة لهم تكمن في أجهزة المناعة لديهم حيث إنها تكون غير مكتملة النمو، أما الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض الكبد أو تلقي العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان فتقل لديهم الاستجابة المناعية، وآخر هذه الفئات التي تكون الأكثر عرضة للتسمم فهم الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية لمرض ما وذلك لأنها تقلل من البكتريا النافعة والصديقة للجهاز الهضمي.
العلاج
وحول العلاج في البيت بالنسبة لمعظم الناس المصابين، فإن أعراض التسمم الغذائي تختفي من دون علاج ومن تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة، ولا يحتاج الأمر عادة إلى أي مساعدة طبية، لكن على المريض الركون إلى الراحة وشرب الكثير من السوائل لتعويض فقدان السوائل في الجسم بسبب القيء والإسهال، التوقف عن تناول الطعام لساعات قليلة، حتى تستقر المعدة ثم العودة للأكل بشكل تدريجي مع تناول وجبات صغيرة من الأطعمة التي يمكن هضمها بسهولة مثل الخبز المحمص والموز والتفاح والأرز والحساء، كما يجب التوقف عن تناول الأطعمة الدهنية والغنية بالبهارات والقهوة، وكذلك على المريض بالتسمم الغذائي مراقبة التبول، فإذا كان البول صافيًا وغير داكن فإن هذا الأمر يشير إلى حصول المريض على القدر الكافي من السوائل، وكما لا يوصى بوجه عام بتناول الأدوية التي تساعد في تخفيف الإسهال.
وأوضحت مديرة مركز أم صلال الصحي أن بعض حالات التسمم الغذائي تقتضي العرض على طبيب مختص، وإذا ظهرت أي من الأعراض التالية فيجب طلب الرعاية الطبية: مثل نوبات متكررة من القيء، والقيء الدموي، وعدم القدرة على الحفاظ على السوائل والشعور بجفاف شديد، والإسهال لأكثر من ثلاثة أيام أو المصحوب بنزيف أو الألم الشديد أو تشنجات شديدة في البطن وارتفاع في درجة الحرارة أعلى من 38 درجة. وكذلك ظهور بعض الأعراض العصبية التي لم تكن موجودة من قبل مثل ضبابية الرؤية أو ضعف العضلات أو وخز في الذراع فعند الإصابة بأي من هذه الأعراض يقتضي الأمر العرض على طبيب مختص، حيث يقوم الطبيب بمعرفة تفاصيل الحالة ويقوم بالفحص السريري وعمل تحليل للبراز لمعرفة العامل المتسبب في التسمم، كما يمكن أن يحتاج المصاب إلى التدخل الطبي من أجل تعويض السوائل والأملاح المفقودة عن طريق الحقن بالوريد لمنع الجفاف، حيث إن الجفاف أخطر المضاعفات التي قد تحدث لدى المصاب بالتسمم الغذائي، وقد يتطلب الأمر إعطاء بعض المضادات المناسبة.
الوقاية
وتحدثت الدكتورة نايلة درويش عن كيفية تجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، ودعت إلى غسل اليدين بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وبعده وقبل تناوله وبعده وغسل أدوات المطبخ جيدا وتطهيرها بغليها وغسلها بالماء والصابون قبل الانتهاء من إعداد الطعام وبعده وغسل أسطح تحضير الطعام بشكل متكرر وكذلك عدم استخدام لوح واحد لتقطيع أكثر من نوع من الأطعمة، وإنما تخصيص لوح لكل نوع، فمثلا لا تستخدم لوح تقطيع الخضراوات لتقطيع اللحم والعكس، وينبغي فصل اللحوم النيئة عن بقية الأطعمة سواء داخل الثلاجة أو الفريز، ووجوب عدم تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة إلا بعد غسلها جيداً، كما لا ينبغي ترك أي طعام لأكثر من ساعتين في درجة حرارة الغرفة، ويفضل نقل الأطعمة المتبقية من الوجبات مباشرة إلى الثلاجة.
وأضافت الدكتورة نائلة درويش مديرة مركز أم صلال الصحي أنه يتوجب علينا أيضا لتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي طهي الطعام جيدا وفي درجة حرارة لا تقل عن 70 درجة مئوية وهي درجة كافية لقتل الجراثيم، وعدم تناول الطعام خارج المنزل إلا في مطاعم موثوق بها وتطبق معايير صارمة في النظافة، وكذلك الانتباه إلى تاريخ الصلاحية على الأطعمة المعلبة والمحفوظة وعدم تناولها في حالة انتهاء تاريخ الصلاحية، كما يتوجب علينا تبريد أو تجميد الأطعمة القابلة للتلف على الفور وفي غضون ساعتين من شرائها أو تجهيزها، وأيضا فك تجميد الطعام بطريقة آمنة، بحيث لا تفك تجميد الطعام في درجة حرارة الغرفة، فالطريقة الأكثر أمانًا لإذابة الطعام هي فك تجميده في الثلاجة، وأيضا التخلص من الطعام إذا كنت تشك في سلامته فإذا لم تكن متأكدًا من أن الطعام قد تم تحضيره وتقديمه وتخزينه بطريقة آمنة فتخلص منه .
copy short url   نسخ
07/07/2020
2456