+ A
A -
الدوحة - قنا - أطلقت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية دراسة بحثية بالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا حول مدى تأثير العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي على الأطفال والمراهقين جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19).
وذكرت المؤسسة أن فئة الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضة لتأثيرات يمكن أن تنجم عن جائحة فيروس كورونا، لذلك كان لا بد من التركيز عليهم سعيا لتوفير أفضل السبل لحمايتهم من أي تأثيرات سلبية، خاصة أن عدم فهم التغيرات النفسية والسلوكية والاجتماعية الناتجة عن العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي، قد يؤدي إلى ظهور سلوكيات مجتمعية ونفسية غير مفهومة لدى هاتين الفئتين على المدى البعيد.
وقالت الدكتورة حمدة قطبة، مديرة إدارة الأبحاث الإكلينيكية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن المؤسسة وبالتعاون مع معهد الدوحة للدراسات العليا بدأت بإجراء بحث علمي يهدف إلى معرفة مدى تأثير العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي على الحالة النفسية والسلوكية عند الأطفال والمراهقين، حيث تم التركيز على الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 18 عاما بالإضافة إلى معرفة الممارسات التي تم تبنيها في المنزل، لتقليل التأثيرات السلبية الناتجة من العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي خلال فترة جائحة كورونا.
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالجليل زينل استشاري أبحاث الصحة العامة وطب المجتمع بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن هذا البحث يشكل أهمية بالغة للمجتمع القطري، حيث إنه يوفر قدر مهم من المعلومات عن الصحة النفسية لفئة تمثل مستقبل هذا المجتمع خلال الأوقات غير الاعتيادية كفترة جائحة كورونا (كوفيد - 19).
وأشار إلى وجود تفاعل مع الاستبيان الذي تم إرساله لما يقرب من 170 ألف مشارك في الدراسة، حيث تم اختيار العينة من الأشخاص المسجلين لدى مؤسسة الرعاية الصحية الأولية وذلك بواسطة رسائل نصية، حيث تجاوز عدد المشاركين 3 آلاف مشارك خلال الساعات الأولى من إرسال الاستبيان للفئة المستهدفة.
بدورها، أوضحت السيدة علياء المعاضيد من معهد الدوحة للدراسات العليا أن هذه الدراسة وباعتبار أنها تركز على الجوانب السلوكية والنفسية والاجتماعية، فهي تشكل فرصة فعلية لاستدراك وفهم أي تأثير سلبي من المحتمل أن يصيب الأطفال والمراهقين جراء معايشة أزمة كورونا التي أثرت على دول العالم أجمع بما فيها دولة قطر.
وقالت إن إجراء البحوث التي تركز على فهم سيكولوجية هاتين الفئتين يعتبر تحديا يواجه الكثير من المختصين في مجال البحوث النفسية والاجتماعية عالميا وتم اختيار هذه الفئة العمرية وتبني إجراءات تحترم خصوصية وراحة الأفراد للمشاركة في هذا البحث من خلال إرسال رابط لاستبيان موجه لأولياء الأمور والأبناء.
وأضافت أن الهدف الرئيسي من الدراسة هو تحري العوارض السلبية الناتجة عن العزل المنزلي في حال وجودها مثل عواض الاكتئاب وبعض أنواع القلق واضطرابات المزاج وصعوبات النوم إضافة إلى الانفصال الاجتماعي وأيضا تأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية وغيرها، مشيرة إلى أنه من خلال فهم هذه العوارض سيتم وضع توصيات لمختلف الجهات التي ترعى الأطفال والمراهقين، سعيا لإعادة دمجهم مع المجتمع بطريقة آمنة.
وأكدت أن جائحة كورونا أثرت بشكل سلبي على جميع نواحي الحياة في المجتمعات حول العالم، فكان لا بد من تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات والهيئات محليا ودوليا ففهم تأثيراتها، سعيا لوضع خطط مستقبلية لتقليص أي فجوات خدمية تذكر.
copy short url   نسخ
06/07/2020
2269