+ A
A -
«الأمراض المزمنة» مصطلح تردد كثيرا مؤخرا خاصة مع بدء جائحة كورونا والتحذيرات المتتالية لأصحاب تلك الأمراض من خطورة مضاعفات الإصابة بالفيروس بالنسبة لهم.
حول ماهية الأمراض المزمنة يقول الدكتور محمود الدرينى طبيب الاسرة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية إن الأمراض المزمنة هي مجموعة من الأمراض التي تسمى أيضا «الأمراض غير المعدية» يضيف د. الدريني: وهي أمراض لا تنتقل بالعدوى من شخص لآخر، وتأخذ عادة إصابة الشخص بها وتطورها فترة طويلة ضمن عملية بطيئة نسبيا، وقد تشمل خمس مجموعات رئيسية، وهي أمراض القلب، مثل أمراض الشريان التاجي والكوليسترول وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، السرطان بأنواعه، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، مثل الربو أو حساسية الصدر والانسداد الرئوي المزمن، داء السكري، ومضاعفاتة، وأمراض الكلى المزمنة.
ونوه إلى أهم خصائص الأمراض المزمنة، فهى لا تنتقل بالعدوى، وهي ليست ناجمة عن البكتيريا أو الفيروسات، والإصابة بها عادة تكون صامتة، وقد لا ينتبه المريض لها إلا بعد بدء حدوث المضاعفات، مثل مرض ارتفاع ضغط الدم، وتكاد ترتبط بالسلوك الغذائي والحركي للأفراد والمجتمعات، فمثلا داء السكري يرتبط بزيادة الوزن والبدانة، وترتبط أمراض الجهاز التنفسي بالتدخين.
وذكر ان عوامل الخطر، استعمال التبغ ومشتقاته مثل تدخين السجائر، قلة النشاط الحركي، واتباع نظام غذائي غير صحي، وتعاطي الخمور، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن والبدانة، وارتفاع مستوى السكر في الدم.
وحول تأثير فيروس كورونا على أصحاب الأمراض المزمنة، قال د. الدريني: يُعاني أصحاب الأمراض المزمنة من ضعف في جهازهم المناعي، ما يجعلهم عرضة للإصابة بأي عارض صحي بنسبة أكبر من الأشخاص الأصحاء، ومع انتشار فيروس كورونا، أظهرت البيانات أن نسبة الوفيات، الناتجة عن الفيروس، تعود للذين يعانون من الأمراض المزمنة.
ووفق ورقة بحثية طبية حديثة فإن «النسبة الأكبر للوفيات في مدينة ووهان الصينية بسبب فيروس كورونا تعود إلى أشخاص يعانون من أمراض مزمنة وتبين ان 10.5 % من نسبة الوفيات تعود إلى مرضى القلب والأوعية الدموية، و7.3 % لمرضى السكري، و6.3 % لمرضى الجهاز التنفسي، و6 % لمرضى ضغط الدم، و5.6 % لمرضى السرطان.
وتتنوع المضاعفات – يستطرد د. الدريني – على كل فئة من فئات الأمراض المزمنة مثل:
السكري حيث يواجه الأشخاص المصابون بداء السكري خطراً أكبر بحدوث مضاعفات إذا أصيبوا بالفيروس التاجي، وعادة ما يعاني مرضى السكري من ارتفاع مستويات الغلوكوز (كميات السكر في الدم)، ما يجعل مناعتهم أضعف من غيرهم. ويقول دكتور محمود الدرينى «يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في حدوث أعراض ومضاعفات أكثر خطورة لدى مرضى السكري. لذا، فإن كان مريض بالسكري يعاني من أي عوارض خاصة بكورونا، كالسعال أو ضيق التنفس، فعليه مراقبة نسبة السكر في الدم والعمل على ضبطها، خوفاً من حصول هبوط في السكر».
من المرجح أن يكون لدى الشخص المصاب بأمراض القلب نظام مناعي ضعيف، وعند الإصابة بفيروس كورونا، يبدأ الفيروس بالانتشار بشكل سريع إلى الرئتين، ما يتطلب من القلب القيام بجهد أكبر للحصول على الدم، وعادة لا يستطيع مريض القلب بذل هذا الجهد، ما يتسبب في حدوث أزمة قلبية.
والربو من الأمراض التي تؤدي إلى حدوث التهاب في أنابيب التنفس التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين، ويؤكد الدكتور محمود الدرينى «يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في حدوث مشاكل تنفسية لأي شخص، ولكن بالنسبة إلى مرضى الربو فإن الخطر أكبر». ويضيف «أن انتشار الفيروس في الجهاز التنفسي، يؤدي إلى حدوث أزمة ربو، وربما إلى حدوث وفاة». لذا ينصح بضرورة استخدام الأدوية الخاصة بالربو بانتظام، كونها تخفف من خطر الإصابة بنوبات الربو.
الانسداد الرئوي المزمن
وهو من الأمراض التي تتسبب بحدوث صعوبات في التنفس نتيجة انتفاخ الرئة، أو تلف الحويصلات الهوائية، أو التهاب الشعب الهوائية، لذا فإن احتمالية إصابة أصحاب هذا المرض بالفيروس التاجي أكبر من غيرهم، نتيجة التلف الحاصل في الرئة، مما يسهل دخول الفيروسات إلى الجسم.
وبالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة فانهم من أولويات الاستراتيجية الوطنية الصحية لدولة قطر ويأتي تخصيص عيادة الأمراض المزمنة بما تضمه من أطباء استشاريين متخصصين بالأمراض المزمنة وتمريض ومثقفة صحية واخصائية اجتماعية وصيدلي إكلينيكي مدرب وبما تقدمه من علاجات وارشادات وتطعيمات فعالة لأصحاب الأمراض المزمنة يأتي في مقدمة أولويات المؤسسة وخاصة بعد جائحة كورونا وما تتطلب من تركيز واهتمام اكثر بأصحاب الأمراض المزمنة، حيث تم توفير الاستشارات الطبية الهاتفية بصفة مستمرة وبوتيرة سريعة من أجل تمكين المرضى من التواصل المستمر مع الفريق الطبي كما تم توفير الاتصالات عن طريق الفيديو لكى يتمكن المرض من التواصل مع طبيبه المعالج بالصوت والصورة في بعض الحالات التي تتطلب ذلك ويتم خلال المحادثة الاستفسار عن الحالة المرضية أو أي اعراض جديدة ويتم طلب التحاليل اللازمة كما يتم توفير كل العلاجات مع توصيلها لمنازل المرضى بالتعاون مع بريد قطر في خدمة مميزة لكل تقلل من خطر حضور هؤلاء المرضى من أصحاب المناعة القليلة إلى المركز ونتجنب تجمعات المرضى لتقليل نسبة اصابتهم بأي خطر وتم تقديم الخدمة للجميع من مواطنين ومقيمين بدون تمييز، مستمرين في سحب عينات التحاليل بكل جودة ودقة ويتم التواصل بصفة مستمرة بالمرضى لإخبارهم بنتيجة التحاليل واي تعديل للأدوية، كما تم عمل حصر كلي لكل مرضى الأمراض المزمنة بالمراكز الصحية وتحديد مواعيد سريعة للتواصل معهم وفق آلية منظمة بدون الحاجة للانتظار لفترات طويلة لتلقي اتصال الطبيب المعالج ونفس الخدمة مفعلة لتلقى المشورة والنصيحة الطبية من المثقفة الصحية واخصائية التغذية لكل مرضى الأمراض المزمنة.. اما بالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة من كبار السن والخاضعين للزيارات المنزلية من قبل فريق مؤسسة الرعاية الصحية الأولية فيتم سحب عينات الدم من المنزل وتوفير الفريق الطبي اليومي لقياس العلامات الحيوية والكشف السريري وتوفير الادوية اللازمة بصورة منظمة وسريعة وتتواكب مع الظروف الحالية.
copy short url   نسخ
06/07/2020
2658