+ A
A -
عادل النجار
تنتظر إدارة العربي التي سيتم انتخابها خلال العمومية القادمة في 31 أغسطس القادم تحديات كبيرة، ففي الوقت الذي تترقب الجماهير والمحبون وأعضاء العمومية نتائج الجمعية العمومية القادمة، إلا أن الكل يعلم حجم التحديات والصعوبات والملفات الهامة التي تنتظر الإدارة القادمة، فملف إنجازات كرة القدم أهم الملفات المهمة التي تنتظر تعاملا من نوع خاص من قبل الإدارة القادمة، لأن النادي لم يحقق أي بطولة منذ ما يقرب من 23 عاما.
وتبدو الصورة داخل النادي واضحة، حيث يخيم الهدوء والحذر على الأجواء، وربما يكون ذلك الهدوء مرحلة أخيرة قبل قدوم عاصفة للنادي قد تغير كل شيء، فالعاصفة تتعلق بطموحات فريق الكرة وقدرته على تغيير واقع استمر لسنوات طويلة وإسعاد الجماهير المتعطشة التي لا تزال تدعم النادي وتسانده بكل قوة، وربما يكون الأمل قريبا، فالعربي قريب من الوصول إلى لقب كأس سمو الأمير بعد التأهل للدور قبل النهائي لمواجهة المرخية الذي يلعب في الدرجة الثانية، وإذا نجح الأحلام في التتويج باللقب الغالي فإنه سيكون إنجازا كبيرا يحدث عاصفة حقيقية في النادي تبدأ معها طموحات العودة للمنافسة على مختلف البطولات بعد سنوات طويلة جدا لم يحقق خلالها العربي أي إنجاز، ورغم ذلك لا يزال جمهوره الوفي يسانده.
ولا شك أن ملف كرة القدم هو الملف الأخطر والتحدي الحقيقي أمام مجلس إدارة النادي العربي خاصة أن نادي القرن لم يحقق أي بطولة منذ مايقرب من 23 عاما، فالعربي الذي طالما صال وجال وحقق بطولات تاريخية أصبح بعيدا عن المنافسة وبعيدا عن منصات التتويج، وهذا الأمر هو ما يؤرق الجمهور الذي يمني نفسه بالعودة مع بداية كل موسم لكن ينتهي الأمر بدون أي جديد، ويبقى التساؤل الأبرز لدى الجمهور حاليا: هل تستطيع الإدارة التي سيتم انتخابها إعادة النادي إلى التتويج بالبطولات من جديد؟ وهل ستعود الكؤوس والألقاب إلى خزائن النادي مثلما عادت في الألعاب الأخرى؟
لقد أعلن سعادة الشيخ خليفة بن جبر آل ثاني رئيس النادي ترشحه لفترة رئاسية جديدة في قيادة العربي، استنادا على الاستقرار والنجاح الذي تحقق في الألعاب الأخرى وتطور فريق كرة القدم، وتحسن أوضاع النادي بصورة عامة، وتقليص الديون الضخمة إلى أقل درجة ممكنة، وفتح الباب لاستثمارات جديدة، لكن لا يزال ملف كرة القدم يحتاج الكثير من العمل بالرغم من وصول فريق الكرة إلى الدور قبل النهائي ببطولة كأس سمو الأمير واقترابه من العودة للظهور في النهائي الغالي، خاصة أنه سيواجه فريق المرخية الذي يلعب في الدرجة الثانية، لكن تحقيق اللقب هو التحدي الحقيقي لأن الطرف الآخر يشمل الدحيل والسد وهما الأقوى والأوفر حظا، فهل سينجح العربي في التتويج هذا الموسم أم سيحتاج مواسم أخرى، وهل ستعود البطولات في الأربع سنوات القادمة أم سيحتاج الأحلام للمزيد من السنوات لتحقيق النجاح.
لاعب الكرة السابق عبدالعزيز السليطي أعلن ترشحه للانتخابات أيضا، بطموحات شابة نحو روح جديدة للنادي، مما جعل الأضواء تتسلط بصورة كبيرة على النادي العربي وجمعيته العمومية التي ستكون مثيرة للغاية، فلاشك ان طموحات عبدالعزيز السليطي ومعه فهد عبدالله المال تتعلق في المقام الأول بعودة النادي للبطولات، فعلى الرغم من رفضه الوعد بتحقيق بطولات، الا ان ذلك هو الهدف الأساسي بالتأكيد، حيث اكد تطلعه لاعادة النادي لمنصات التتويج، الا ان الأمر ليس بتلك السهولة، فالمهمة شاقة أمام أندية تمتلك قدرات هائلة، فهل سينجح في ذلك ويحقق ما يتطلع اليه الجميع، ام ستكون السنوات الأربعة غير كافية، بل ستكون عباراة عن مراحل جديدة من مراحل البناء والتأسيس للمستقبل عبر صناعة قاعدة من اللاعبين في الفئات السنية من أجل مستقبل أفضل للاحلام.
ولا شك أن الجمهور العرباوي المحب للنادي ينتظر إعلان كل مرشح لبرنامجه الانتخابي وطموحاته خلال السنوات الأربع القادمة، لكن المبدأ الذي يتفق عليه الجميع هو أن فريق الكرة في المرحلة القادمة سيكون في أهم معارك المجلس القادم، ففي الوقت الحالي يتطلع الجميع من أجل مساندة الفريق من أجل مراحل الحسم بعد إعلان عودة الدوري بعد توقف بسبب جائحة كورونا، وذلك من أجل إنهاء الدوري في المربع، وأيضا من أجل دعم الفريق قبل خوض نصف نهائي كأس سمو الأمير والتحضير له بأفضل صورة بعيدا عن لعبة الانتخابات، مما يتطلب فصل الصراع الانتخابي عن الصراع الميداني للفريق حتى يتحقق للعربي مراده على المستويين بما يخدم النادي ويصب في مصلحته، ويحقق نجاح للنادي، ويؤكد أن الكل يقف خلفه وليس خلف أهداف شخصية، وأن العمل الذي يقوم به الجميع يصب في مصلحة العربي وجماهيره في المقام الأول، ويمتلك العربي بدون شك خبرة كبيرة في التعامل مع الملف الانتخابي بعيدا عن المنافسات الكروية، فنجاح فريق الكرة يسعد الجميع، وفي الوقت الحالي الأمور تبدو مختلفة لأن العربي تطور وأصبح قريبا من تحقيق نجاحات غابت عنه لسنوات عديدة.
نجاح العربي في السنوات القادمة قد يكون مرتبطا بنجاحه الفريق في الوقت الحالي، لأن الأحلام إذا أنهى الدوري في المربع وحقق لقب كأس سمو الأمير سيكون حافزا كبيرا للغاية للمجلس القادم من أجل مواصلة النجاح، وبالتالي يجب على الجميع في الوقت الحالي دعم العربي بأقصى درجة بعيدا عن التنافس الانتخابي، ومن الجيد في الوقت الحالي إقامة معسكر الفريق في فندق الانتركونتيننتال والتدرب على ملاعب جامعة قطر وليس على ملاعب النادي، فهذا من النواحي الإيجابية وأيضا مواصلة جهاز العربي عمله في هدوء بعيد عن الأضواء وتجديده لعقود اللاعبين المواطنين بشكل سلسل للحفاظ على القوام الأساسي والمستقبلي للعربي رغم أن الإدارة قد تتغير في ظل توافر قائمتين مرشحتين في الوقت الحالي، ويعول الجمهور أيضا على خبرة المدرب الايسلندي هيمير التي سيكون لها دور هام للغاية في المرحلة الحالية، لمواصلة العمل بهدوء في الطريق نحو تحقيق نجاح افتقده العربي خلال السنوات العديدة الماضية، فالنجاح في السنوات القادمة يبدأ من الوقت الحالي عبر تضافر كل الجهود للوقوف خلف الفريق في مرحلة هامة للغاية اقترب فيها العربي بشكل لم يعتده في السنوات الماضية من تحقيق لقب وهو كأس سمو الأمير، وعلى الجميع العمل بأفضل صورة من أجل مساندة الفريق للنجاح رغم صعوبة منافسة فرق بقوة السد والدحيل وأيضا عدم الاستهانة بمواجهة نصف النهائي، ومن المهم للغاية تثمين دور الجمهور الذي يقف خلف فريقه رغم سنوات الغياب الطويلة عن البطولات، ويأمل أن تنجح الإدارة القادمة في إعادته لمنصات التتويج من جديـــــد.
copy short url   نسخ
04/07/2020
711