+ A
A -
منى بابتي
قررت إحدى الجمعيات الخيرية في لبنان، ونحرص على عدم ذكر اسمها ابتعادًا عن تحقيق الشهرة للجمعية، والعمل على تحقيق الشهرة للفكرة الاجتماعية المميزة التي طرحتها هادفين أعضاء الجمعية إلى تغيير النمط التقليدي في الزواج الذي نتجت عنه نسب عالية من الطلاق في لبنان وفي العديد أيضا من الدول، ساعين إلى الابتعاد عن الموضوعات التي يتم تداولها بشكل متواتر ومتشابه بين جميع الجمعيات العاملة في هذا المجال للوقوف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء انتشار ظاهرتين، ظاهرة الطلاق وما يتنج عنها من مشاكل، وظاهرة العائلة المفككة وما ينتج عنا من ظواهر اجتماعية سيئة.
جاءت تلك التجربة الفريدة من نوعها برعاية الهيئة الطبية الكندية الللبنانية، حيث حاولت الجمعية مقارعة الواقع وطرح موضوعات توعوية أكثر توافقًا مع الواقع المعاش، وتقديم حلول ناجعة وحقيقية لها.
بدأت التجربة من خلال طرح استبانة إلكترونية شملت أكثر من أربعة آلاف زوج وزوجة تعرضا للانفصال والطلاق في العديد من الدول العربية، وضمت الاستبانة مجموعة من الأسئلة الحساسة جدا، شملت كل نواحي الحياة الزوجية.
بعد تحليل الاستبانة الغريبة في الطرح والجريئة في العرض، توصلت الجمعية إلى مجموعة من النقاط ولكنها تصل إلى نتيجة واحدة، وهي أن السبب الرئيسي للانفصال والطلاق في تلك الدول «المرأة تريد رجلاً، والرجل يريد أنثى».
المرأة تريد رجلاً، يشبه كل الرجال، يملك القوة ليحميها ويساندها عندما تحتاجه، ويملك العاطفة والأحاسيس عندما تود أن تشعر بأنوثتها، ويملك الشهامة والمروءة عندما تواجهها ظروف الحياة الصعبة، تريد رجلاً يراها بعيونه أجمل النساء، ويسمعها بأذنيها كلمات لا تشبه الكلمات، وتتذوق معه مرارة وحلاوة الحب والحياة.
والرجل يريد أنثى تشبه النساء، بعيدة عن تعقيدات المرأة العصرية، ترتدي ثوبًا بسيطًا يظهر جمالها البريء، بريد سكنًا يعيد لعينيه السكينة عند المساء، ويريد عشقا ليس له زمن أو أوان، يريد وردة فواحة تعطر بيته بالأحلام، يريد أنثى لا امرأة تصارع الرجال، وتدعي أنها قد فاقته في الذكاء والحياة.
القصة أبسط من تعقيدات العلماء، ولا تحتاج إلى دراسات ومناقشات وتحليلات، القصة لا تتطلب منا إنشاء الجمعيات والمنظمات، والعمل على تحليل الأسباب والمشكلات، كل ما نحتاجه أمرين، وهو أن نربي شبابنا على سمات الرجولة، ونربي بناتنا على ارتداء عباءة النساء، كل ما يتطلبه منه الموضوع هو أن نعيد التوازن إلى الطبيعة، والتوازن هو أن يعود الرجل رجلاً، وتعود المرأة أنثى تشبه كل النساء.
ففي إحدى الاستبانات وأنا أجري التحليلات، واجهتني إحداهن بإجابة مريرة عن سؤالنا الغريب (هل طلبت الطلاق وأنت ما زلت تحبين زوجك؟): توقفوا عن تحليلنا ووضعنا في خانة التجارب للوصول إلى الإجابات، الإجابة الوحيدة «سادتي» ليعود الرجل رجلاً والمرأة أنثى تشبه كل النساء.
توقفوا عن دعوة النساء إلى التحرر من قبضة الرجال تحت مسمى التطور والتمكين، فليس هناك قلب أحن على المرأة من قلب رجل يحبها.
وعندما تدرك المرأة أنها تصبح أثمن وأجمل عندما يحبها رجل، عندها يعود الرجل رجلاً وتعود المرآة تشبه كل النساء
هنا أوقفت التحليل لا متضامنة ولا معارضة، وتركت الخيار لكم في اتخاذ الإجابة عن السؤال:
ماذا يحتاج الرجل ليعود رجلاً، وماذا تحتاج المرأة لتعود أنثى كسائر النساء؟
copy short url   نسخ
04/07/2020
1650