+ A
A -
كتب حسام وهب الله
حرصت وزارة الصحة العامة منذ بدء جائحة كورونا على الاهتمام بالصحة النفسية على اعتبار أن لها دورا مهمّا في تعزيز مناعة جسم الإنسان وتحسين قدرته على مقاومة الأمراض المختلفة ومنها المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
وأكدت الوزارة في عدد من الإرشادات الخاصة بالرعاية النفسية أنه من المهم أيضًا إعطاء الأولوية للصحة النفسية في هذا الوقت؛ حيث يشعر الكثير من الناس بالقلق جراء الوضع الحالي، وقد يشعرون بالخوف أو الارتباك أو الهمّ أو الاكتئاب، وغالبًا ما تكون أعراض الحالات النفسية مثل الاكتئاب والقلق غير مرئية، ولكن لا يمكن الاستخفاف من قدرة تأثيرها على الفرد.
القلق والاكتئاب
وفي هذا الإطار يقول الدكتور مشعل عبد الله المسيفري مدير مركز الوجبة الصحي إن الصحة النفسية هي الطريقة التي نفكر فيها ونحس بها ونتصرف على أساسها وتؤثر الصحة النفسية على حياة وعيشة الإنسان وعلاقاته الشخصية والاجتماعية وجسده وتقول الدراسات والإحصاءات ان شخص من كل أربعة أشخاص على مستوى العالم يشعرون ويتأثرون بالمشاكل النفسية في مرحلة من مراحل حياتهم.
يضيف د. المسيفري أن القلق والاكتئاب هي الأعراض والمشكلات الأكثر انتشارا من مشكلات الصحة النفسية ومن الطبيعي أن تنتشر مشاعر الخوف والتوتر والقلق في ظل انتشار واستمرار جائحة كورونا فمن الطبيعي ان يشعر الإنسان بالخوف والهلع والاكتئاب والغضب وكلها أمور طبيعية لكن عندما تزيد تلك المشاعر عن حدها فقد تنقلب لمشاكل صحية ومشاكل نفسية لابد من التعامل معها على الفور.
الروتين اليومي
وتقول الدكتورة سارة بلوديان أخصائية الطب النفسي بالرعاية الصحية الأولية إن هناك أشياء من الممكن القيام بها لمقاومة الشعور بالارتباك والحزن ومنها الحفاظ على روتين حياة اليومى ومتابعة العمل حتى لو عن بعد ولابد من التواصل مع الأصدقاء والأقارب من خلال الهاتف أو غيرها من آليات التواصل ولابد من العمل على تحقيق إنجاز يومي ولو من خلال التواصل بشكل جيد مع الأبناء ومن الممكن أن تقوم الأم مثلا بعمل وجبة جديدة بحيث تكون قد جددت نوعا ما في روتين الحياة.
تضيف د. بلوديان: المحافظة على الروتين اليومي تحافظ على تحسين الصحة النفسية ولابد من الحرص على عدم التعرض للأخبار السيئة باستمرار ونفس الحال بالنسبة لأخبار الجائحة حيث يكفي مرة أو مرتين يوميا ليكون الإنسان على دراية بالمستجدات دون التعرض الدائم لأخبار الجائحة بشكل يؤثر على صحته النفسية.
الإجهاد وقلة النوم
من جانبها تقول ديالا محمود شاهين رئيسة تمريض ان من الأعراض النفسية التي يجب الانتباه إليها الشعور بالحزن لفترات طويلة والتقلبات الحادة في المزاج وعدم القيام بالأنشطة المعتادة وعدم القدرة على التركيز والمعاناة من الإجهاد، ووجود مشكلات عديدة في النوم وانخفاض مستوى الطاقة وحين الشعور بتلك الأعراض يجب على الفور التعامل مع المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها.
من جهتها أصدرت وزارة الصحة العامة دليلا إرشاديا لتوعية الأفراد باهمية الحفاظ على الصحة النفسية أكدت خلاله على أنه من المهم أيضًا إعطاء الأولوية للصحة النفسية ففي هذا الوقت يشعر الكثير من الناس بالقلق جراء الوضع الحالي، وقد يشعرون بالخوف أو الارتباك أو الهمّ أو الاكتئاب. وغالبًا ما تكون أعراض الحالات النفسية مثل الاكتئاب والقلق غير مرئية، ولكن لا يمكن الاستخفاف من قدرة تأثيرها على الفرد، مشيرة إلى أنه حتى في الظروف الطبيعية، سيعاني الكثير منا بعض أشكال الإجهاد أو الاضطراب النفسي لكن ظهور وانتشار وباء كوفيد 19 وتأثيره على حياتنا قد يكون سببًا رئيسيًا للتوتر والقلق؛ لذا من المهم أن نتذكر أن هذه الأوقات الصعبة ستمر وستعود الحياة إلى طبيعتها.
الدعم النفسي
وأشارت الصحة إلى أنه إذا شعر الإنسان بالتوتر أو القلق فإن أفضل ما يقوم به هو التحدث إلى شخص ما وطلب المساعدة ولهذا فقد أطلقت مع بداية الجائحة خط المساعدة الوطني للصحة النفسية بالتعاون بين وزارة الصحة العامة ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية لتقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل على مستوى الصحة النفسية نتيجة لوباء كوفيد 19 وهو خط يضم فريق خط المساعدة متخصصين في مجال الصحة النفسية بإمكانهم تقديم تقييم ودعم للمتصلين من أربع فئات رئيسية: الأطفال والأهل، والبالغين، وكبار السن، والعاملين في الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية.
خط المساعدة
يهدف خط المساعدة إلى توفير خط دعم يسهل الوصول إليه للأشخاص الذين يحتاجون إلى مشورة ورعاية مهنية، حيث يشعر الجميع في الفترة الحالية بسبب الجائحة بمشاعر التوتر والقلق والحزن، وفي معظم الأحيان تمر هذه المشاعر بسرعة، ولكن بالنسبة لبعض الناس، تستمر هذه المشاعر وتؤثر سلبًا على نوعية حياتهم، لهذا فمن المهم إدراك التغييرات المبكرة في طريقة تفكيرنا أو تصرفنا أو شعورنا أو ملاحظة هذه التغييرات في الأشخاص القريبين منا لضمان حصولنا جميعًا على المساعدة والدعم الذي نحتاجه لنكون أصحاء وسعداء.
الإنذار المبكر
وأشارت الصحة العامة إلى أن هناك بعض علامات تمثل «الإنذار» المبكر تشير إلى أن الشخص يعاني من مشاكل على مستوى الصحة النفسية وهي:
-الشعور بالانفعال والتوتر وذرف الدموع.
-الرغبة في قضاء الكثير من الوقت على انفراد وتجنب الأنشطة الاجتماعية.
-التعب والإرهاق.
-صعوبة في الاسترخاء أو التركيز.
-الشعور بالحزن أو السوء تجاه أنفسنا.
-تناول طعام غير صحي وتفويت الوجبات.
-أنماط نوم غير منتظمة أو الاستيقاظ في وقت متأخر عن المعتاد.
-الشعور باليأس والعجز.
-التفكير في إيذاء نفسك.
-الشعور بالقلق أو الخوف أو التوتر أو التشنج.
-أعراض جسدية مثل التعرق والرعشة والدوار وتسارع دقات القلب.
وفي حالة شعور الإنسان بأي من الحالات أو الأعراض السابقة عليه اتخاذ نهج استباقي تجاه صحته ورفاهيته النفسية واتباع خطوات بسيطة للحفاظ على صحة نفسية جيدة وذلك بالعمل على اتخاذ بعض الخطوات الحياتية البسيطة منها الحفاظ على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة. حاول ممارسة الرياضة في المنزل إن أمكن أو اذهب في نزهة في الخارج، ولكن عليه تجنب ممارسة التمارين ضمن مجموعة، كذلك على الإنسان العمل على الحفاظ على علاقات قوية مع العائلة والأصدقاء. استخدم الهاتف المحمول وأجهزة الكمبيوتر للبقاء على اتصال مع الأصدقاء عبر الإنترنت لضمان الالتزام بإرشادات التباعد الجسدي ويجب عليه ان يعمل على أن يمارس عادات النوم الجيدة. حتى إذا تغير الروتين المعتاد، فعليه ان يحاول الذهاب للنوم والاستيقاظ في أوقات محددة وفي نفس الوقت يحصل على قدر كاف من النوم وعليه أيضا ان يحرص على أن يتحدث مع آخر يثق به.
وأشارت الوزارة إلى أهمية تعلم الإنسان لطرق للحفاظ على مواقف إيجابية، مشيرة إلى أن الإنسان قد يكون غير قادر على القيام بالعديد من الأنشطة اليومية العادية بسبب الوضع الحالي، ولكن عليه أن يحاول أن يرى الموضوع من وجهة نظر إيجابية ويركز على ممارسة هوايات أو أنشطة جديدة يمكنه القيام بها في المنزل وعليه أيضا أن يحرص على أن يتحدث مع شخص يثق به، ففي هذا الوقت من عدم اليقين وعدم الاستقرار، من البديهي أن يشعر بالقلق أو الخوف أو الارتباك أو الهمّ أو الاكتئاب لهذا فإن واحدا من أفضل الحلول التي عليه القيام بها هو التحدث إلى شخص ما حول ما يشعر به بحيث يحاول ان يتحدث على سبيل المثال إلى أحد أفراد العائلة أو احد الأصدقاء المقربين ومن الممكن في هذا الإطار التواصل مع خط المساعدة الخاص بالصحة النفسية على الرقم «16000» حيث يكون بمقدوره التحدث إلى أحد الأخصائيين الذي سيقدم له رعاية صحية ونفسية مناسبة لحالته.
copy short url   نسخ
04/07/2020
1609