+ A
A -
قال جيفري هسو، واحد من كبار المستثمرين في شركة Orbimed، أكبر شركة على مستوى العالم مخصصة للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية، إن الوصول للقاح فيروس كورونا «مؤكدٌ تقريباً» بفضل تكريس «القوى العقلية الجماعية في أنحاء العالم» لصالح البحث.. وفق تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية، فإن المسؤول نفسه أكد أن «هناك لقاحاً أو أكثر من بين اللقاحات الخاضعة للاختبار حالياً وعددها تقريباً 150 اقتربت كثيراً من تأكيد فاعليتها»، مضيفاً أن «الأمر ذاته ينطبق على بعض من العلاجات المحتملة قيد الاختبار وعددها تقريباً 257».
يقين تام
المستثمر نفسه شدد في تصريح للصحيفة البريطانية، على أن «احتمالات فاعلية أحد هذه اللقاحات أو أكثر من واحد قريبة من 100%»، مضيفاً: «جَرب العالم العديد من السبل المتعلقة باللقاحات والعلاجات، فكر في القوى العقلية الجماعية على مستوى العالم أجمع».
كما أشار إلى أن هناك 17 لقاحاً محتملاً في مرحلة التجارب السريرية، وهناك 132 أخرى في المرحلة السابقة لمرحلة التجارب السريرية، وهذا وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بينما تذكر أرقام منفصلة من معهد ميلكن أن عدد العلاجات في مرحلة التجارب السريرية أو في المراحل السابقة 257.
قال جيفري إن ظهور مرض جديد عادة لا يؤدي لكل هذا العدد من المحاولات، مضيفاً: «عادة ما تظهر القليل من المحاولات، تقريباً 5 تجارب أو شيء من هذا القبيل. ليس رقماً يُقدر بالمئات بكل تأكيد».
سؤال الفاعلية
جيفري هسو، يؤكد أنه لم يكن من الضروري للقاح أن يكون فعالاً 100%، موضحاً: «لقاح الإنفلونزا الموسمية فعال بنسبة تتراوح من 30-50 % لكن هذا كافٍ للحد من انتشار المرض».
يوضح بهذا الخصوص: «إذا كانت الفاعلية تتراوح بين 50-70% فهذا يبطئ الانتقال. ومن يمرض على الرغم من أنه أخذ اللقاح فإنه على الأغلب يمر بأعراض أخف من المرض».
كما يضيف: «ما نمني به النفس هو أن نجد اللقاح الفعال بنسبة 100%، لكني لا أعتقد أننا بحاجة إليه».
بيانات إيجابية
من جانبها، قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الأربعاء 1 يوليو 2020، إنها بحاجة لأي لقاح واسع الانتشار وفعال بنسبة 50% على الأقل.
أقر جيفري بأن هناك لقاحاً اعتُمد في الصين للاستخدام بين أفراد القوات المسلحة، وقال إنه من المتوقع صدور «اعتماد طارئ» مماثل لأحد اللقاحات، لاستخدامه في مواقف معينة في الولايات المتحدة قبل نهاية العام، وسيتبعه تصريح لاستخدامه مع عامة المواطنين.
أما Pfizer، وهي عملاق صناعة الدواء الأميركي، فقد أعلنت، الأربعاء، مع شركة ألمانية اسمها BioNTech أن هناك «بيانات إيجابية مبكرة من دراسة قائمة في المرحلة ½ للقاح محتمل يعتمد على «الحمض النووي الريبوزي الرسول» لمرض «كوفيد- 19».
أول لقاح في العالم
في 29 يونيو الماضي، قالت شركة كانسينو بيولوجيكس، إن الجيش الصيني حصل على الضوء الأخضر لاستخدام لقاح لكوفيد-19، طورته مع وحدة أبحاث عسكرية بعدما أثبتت التجارب السريرية أنه آمن وفعال إلى حد ما.
اللقاح الذي يُطلق عليه اسم (أيه.دي.5-إن.كوف) هو أحد ثمانية لقاحات تطورها شركات صينية وباحثون، حصلت على موافقة لتجربتها على البشر للوقاية من المرض التنفسي الذي يسببه فيروس كورونا. كما حصل اللقاح على الموافقة على تجربته على البشر في كندا.
قالت كانسينو إن اللجنة العسكرية المركزية الصينية صادقت على استخدام الجيش للقاح، في 25 يونيو لمدة سنة، واللقاح من تطوير كانسينو ومعهد بكين للتكنولوجيا الحيوية التابع لأكاديمية العلوم الطبية العسكرية.
وكان المدير عام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال الإثنين 29 يونيو 2020، في مؤتمر صحفي عقده بجنيف عبر تقنية الفيديو كونفرانس، إن العالم لم يواجه بعد أسوأ مراحل جائحة كورونا، مؤكداً أن «حالة الشقاق بين دول العالم، وغياب التضامن في مواجهة الوباء، ساهما في تفشي الفيروس بشكل أكبر».
تيدروس أشار إلى أنه ومنذ ظهور الفيروس لأول مرة في الصين، شهد العالم نماذج لمقاومة الوباء، والتضامن ضده، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود إرشادات خاطئة حول الفيروس، وتسييس الوباء.
كما شدد على أن السؤال الحساس الذي سيواجه جميع بلدان العالم خلال الأشهر المقبلة، هو كيفية تعايشهم مع الفيروس، مشيراً إلى أن تتبع مخالطي المصابين بفيروس كورونا هو الخطوة الأهم في مكافحة جائحة كوفيد-19 وأن الدول التي تفشل في ذلك لا عذر لها.
القادم أصعب
وأضاف مدير الصحة العالمية: «هناك حقيقة مؤسفة، وهي أن نهاية الوباء ليست بقريبة أبداً. العالم لم يواجه بعد أسوأ مراحل الوباء، وعلى الرغم من تحقيق العديد من الدول لبعض التقدم على المستوى العالمي في الواقع فإن الجائحة تزداد حدة».
كما وجه تيدروس تحذيراً للعالم قال فيه إن «معظم الناس لا يزالون عرضة للإصابة، فلا يزال أمام الفيروس مساحة كبيرة للتحرك».
فريق التحقيق في الفيروس: وفي خطوة سعت لها الولايات المتحدة أكثر الدول انتقاداً لمنظمة الصحة العالمية، أعلن تيدروس أن المنظمة سترسل فريقاً إلى الصين في الأسبوع المقبل للتحقيق في أصول الوباء.
تيدروس قال إنه «يمكن أن نكافح الفيروس على نحو أفضل عندما نعرف كل شيء عن الفيروس، ومن ذلك كيف بدأ»، مضيفاً «سنرسل فريقاً في الأسبوع المقبل إلى الصين للإعداد لذلك».
كما أشار تيدروس إلى أنه بعد ستة أشهر من إبلاغ الصين المنظمة للمرة الأولى بشأن ظهور عدوى تنفسية جديدة، تم الوصول إلى حاجز عشرة ملايين إصابة مؤكدة و500 ألف حالة وفاة.
فيما قال مايك ريان، مدير برنامج الطوارئ بالمنظمة، إن المنظمة تتوقع القيام بعمل ضخم من أجل التوصل لمصل آمن وفعال لمنع مرض كوفيد-19 ولكن لا يوجد ما يضمن النجاح في ذلك، مضيفاً أن الدول يمكنها من ناحية أخرى أن تكافح انتشار المرض بالفحوص وعزل حالات الإصابة المؤكدة ورصد المخالطين، وخص بالذكر اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا بسبب «استراتيجيتها الشاملة والمستدامة» في مواجهة الفيروس.
copy short url   نسخ
04/07/2020
1102