+ A
A -
تعيش الأمة العربية -في الوقت الراهن- أزمة ثقة، فالكثيرون تتراجع مستويات ثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم لأسبابٍ يجدونها منطقية، بينما يربط البعض تقدُّمه في مشواره العملي بآراء الناس وانتقاداتهم، بل وربما يقف كلامهم السلبي حائلًا منيعًا بينه وبين هدفه!! في حين أن مطالعة سير العظماء والناجحين ترشدك إلى حقيقة مفادها أنهم لا يضخِّمون أقوال الآخرين للحد الذي يمنعهم عن مواصلة دربهم، كما أنهم يحفزون أنفسهم دون الحاجة لسماع الثناء أو التشجيع من الآخرين.
أقبلت العداءة الأميركية، توري بوي، على أوليمبياد لندن 2017 وهي تحمل بين جنبيها إصرارًا واستبسالا؛ لتحقيق مركز متقدم في سباق 100 متر. لم يتوقع زملاؤها منها تحقيق ميدالية في هذا الأوليمبياد، وكانت هي قد عقدت العزم على اقتناص الميدالية الذهبية في السباق؛ فكان لها ما أرادت ولم تمنعها توقعاتهم الهزيلة عن بلوغ هدفها. إن كنت صادقًا فيما تريده؛ فإنك ستحقق فيه ما يفوق توقعات الجميع، وستدهشهم وتلهمهم في الوقت ذاته. ربما لن يضع الآخرون عليك آمالًا عريضة، فلما لا تضع أنت آمالك وتحققها؟! افعلها الآن وكن في الصدارة.
ليس لأقوالهم قوة تردعك عن هدفك؛ فامض في طريقك دون الاكتراث بما يلقونه من عقبات، كن أذكى من أن تضيع وقتك في الرد بالكلام، واجعل ردودك بقوة الأفعال التي ترفع بها من قدرك ومكانتك. لو كانت كلمات الهزيمة النفسية -التي يبعثرونها ببالغ الكرم- تأثير في الناجحين؛ لما كتبت لك الآن حرفًا واحدً عن فيني باز بطل العالم في الملاكمة الذي فقد حزام بطولته إثر حادث سير أليم!! رغم أن الفقرة الثالثة من عموده الفقري قد كُسرت، وأجمع الأطباء على استحالة رجوعة للحلبة بأي شكل، ونصحه مدربُه والمقربون بالتفكير في كل ما يخطر على باله عدا أن يفكر بالملاكمة مرة أخرى!! برغم كل ذلك كان باز يدرك في قرارة نفسه أنه قادر على تحقيق ما يراه الناس من حوله مستحيلًا؛ فما النتيجة؟! عاد باز للحلبة وسحق المستحيل قبل أن يسحق منافسه ويفوز ببطولة العالم للملاكمة ويحقق أفضل عودة في العالم من تاريخ الملاكمة. أنت أقوى من كل الكلمات السلبية التي تزحف كالأفعى لتقتل أحلامك؛ فكن يقظًا واستجمع قواك وسخرها لبلوغ هدفك؛ والبطل لا تتلاعب به كلمات الثناء والنقد السلبي.
copy short url   نسخ
04/07/2020
634