+ A
A -
كتب عادل النجار
هل ينجح المدرب الآيسلندي هيمير هالجريمسون مع النادي العربي ويحقق بطولات غابت لسنوات طويلة تجاوزت العقدين؟ سؤال يبحث عن إجابة لدى جماهير وعشاق النادي العربي التي شاهدت فريقها يتحسن مقارنة بالسنوات الماضية، فالمدرب الآيسلندي الذي تخلى عن وظيفته كطبيب للأسنان وتحول للعمل التدريبي ونجح في قيادة منتخب بلاده لكأس العالم وتقديم صورة مشرفة في مونديال روسيا 2018، اعتاد على النجاح ويقاتل من أجل ذلك داخل النادي العربي، لكن يبقى نجاحه مرهونا بتحقيق بطولة مع الأحلام.
لقد اجتهد المدرب منذ وصوله في وضع بصمة مع الفريق ومنافسة أندية تمتلك قدرات هائلة تفوق العربي مثل السد والدحيل، ولايزال يكافح من أجل الوصول إلى منظومة عمل ناجحة تعيد النادي العريق إلى واجهة البطولات من جديد، فمع بداية عمله مع قلعة الأحلام انتهج استراتيجية تطوير تعتمد على العناصر الشابة بالإضافة للعناصر المحترفة، وواجهته ظروف صعبة لم ينجح من سبقوه في اجتيازها، سواء النواحي المالية التي تؤثر على التعاقدات أو تراجع مستوى العناصر المحلية، أو غياب الثقة وسوء النتائج التي كادت ان تلقي العربي خارج دوري الكبار عندما لعب المباراة الفاصلة أمام معيذر في 2013، لكن الوضع تغير الآن وأصبح العربي يسعى للمنافسة من أجل التواجد في المربع، وأيضا وصل الفريق لقبل نهائي كأس سمو الأمير بعد غياب سنوات طويلة عن هذا الدور، وأصبح قريبا من النهائي ويتطلع للفوز باللقب، ولاشك ان التتويج بالبطولات هو المعيار الحقيقي لنجاح الفرق الكروية والمقياس الذي يقيس من خلاله الجمهور مدى النجاح من عدمه، الا ان المدرب الآيسلندي هيمير لديه مقياس آخر للنجاح والتطور مع فريق العربي قال عنه إنه يبني فريقا للمستقبل، وبالرغم من ذلك وصل لقبل نهائي كاس سمو الأمير واصبح قريبا من اللقب، فهل سينجح في تحقيقه والوقوف فوق منصات التتويج وتخليد اسمه في النادي ام لايزال يحتاج لسنوات جديدة لتحقيق ذلك !
لقد شكلت عودة العربي للظهور في الدور قبل النهائي بكاس سمو الأمير، تلك البطولة الغالية على جماهير الأحلام في زيادة الامل في إمكانية إعادة الفريق للتتويج من جديد عبر الباب الواسع، فقد كان آخر تتويج بالبطولة الغالية قبل اكثر من ثلاثين عاما، فقد حقق العربي كأس الأمير 8 مرات اعوام 1978 - 1979 - 1980 - 1983 - 1984 – 1989، ونحن الآن في 2020، فهل سيعود اللقب على يد المدرب الآيسلندي أم ستبقى الأحلام معلقة لسنوات جديدة؟
نجاح المدرب هيمير هذا الموسم يمكن قياسه بالعديد من المعايير الأخرى ليس فقط وضع بصمة وتحسين وضع الفريق أو الوصول للدور قبل النهائي أو المنافسة على موقع في المربع، بل ساهم أيضا في تقديم عناصر للمنتخب الوطني أكثر من السنوات السابقة رغم أنه لا ينافس على قمة الدوري، فقد اعتاد العربي في السنوات السابقة على ان يتواجد له ممثل واحد أو اثنان وأحيانا ثلاثة على أقصى تقدير في سنوات مضت، لكن تحت قيادة هيمير تضاعف العدد بفضل العمل المبذول، فارتفع العدد إلى نصف درزن «6 لاعبين» جملة واحدة، حيث قام جهاز المنتخب الوطني بقيادة فليكس سانشيز بضم لاعبين من العربي على فترات مختلفة، مثل القائد احمد فتحي، ومحمد صلاح النيل، ومصعب خضر، ويوسف عبدالرزاق، وجاسم جابر، وفهد شنين، ولاشك ان انضمام تلك العناصر للتجمعات الدولية ينعكس بصورة إيجابية عليهم وعلى الفريق وعلى شكل المنافسة داخل فريق العربي وعلى الخبرات التي يكتسبها اللاعبون، فالنجاح سيكون له مردود إيجابي على المنظومة ككل، فعندما يكون لديك 6 لاعبين دوليين بالاضافة إلى 5 محترفين بجانب حارس مرمى مميز مثل محمود ابوندى الصاعد بقوة والذي دخل ترشيحات المنتخب الوطني ايضا، فانك أمام فريق متطور قادر على المنافسة والدخول في دائرة الصراع على الألقاب بعد سنوات من الغياب والابتعاد.
خلال فترة توقف الدوري بسبب جائحة كورونا، عمل المدرب بشكل مكثف على كتابة تقارير عن اللاعبين وقدراتهم وطموحات المرحلة القادمة التي تعمل وفق استراتيجية تهدف للبناء من أجل المستقبل لذا شاهدنا تجديد عقود عدد كبير من اللاعبين المواطنين، ولاشك ان ذلك يتواكب مع تجديد عقد المدرب الآيسلندي نفسه، بعد سنوات تغير فيها عدد ضخم من المدربين في العربي، الا ان الطبيب الآيسلندي قدم نفسه بصورة جيدة، ومايزال يواصل التخطيط من أجل مضاعفة قوة العربي للمرحلة القادمة وللسنوات القادمة من خلال الاستراتيجية التي وضعها وستمتد لاكثر من موسم، لكن التحدي الحقيقي هو تحقيق بطولة، وان يعود الفريق لمنصات التتويج، فالوصول لقبل نهائي كاس سمو الأمير أو الدخول للمربع ليس كافيا، بل سيكون على المدرب صاحب الخبرة المونديالية ان يواصل جهوده وان يكثف من عمله لانه اقترب من منصات التتويج وعليه ان يتوج ذلك العطاء بتحقيق البطولات حتى يدخل تاريخ النادي العربي بكل قوة، وعلى الإدارة والجمهور مواصلة الدعم والمساندة حتى تتحقق الاستراتيجية التي ينتهجها من أجل اعادة نادي بقيمة العربي إلى مكانه الطبيعي في القمة من جديد.
الأرقام الإحصائية تكشف عمل المدرب هذا الموسم، فالعربي يحتل المركز الخامس في الدوري لكنه قريب من المركز الرابع، فالفارق مع الغرافة صاحب المركز الرابع 4 نقاط، فالعربي لديه 24 نقطة، ولاتزال هناك 5 جولات متبقية قد تشهد تغييرا في خريطة الصراع، الأمر الذي جعل المدرب الآيسلندي هيمير هالجريمسون يضع استراتيجية للمرحلة القادمة املا في انهاء الدوري في المربع لانه مهم بالنسبة له، من أجل المشاركة في كاس قطر، وربما التمسك بأمل الظهور الاسيوي، كذلك قدم الفريق مستوى مقبولا في الدوري مقارنة بسنوات سابقة وظروف تنافسية صعبة، حيث سجل الفريق الموسم الحالي 27 هدفا، ولاتزال هناك 5 مباريات، وتلك الحصيلة التهديفية هي نفسها التي سجلها الفريق الموسم الماضي ككل مما يعكس تحسن الأداء الهجومي، ايضا استقبل الموسم الحالي 24 هدفا، في حين استقبل الموسم الماضي 41 هدفا، وهنا تبدو النقطة الايجابية في تحسن الأداء الدفاعي للفريق ورغم ذلك يتطلع المدرب الآيسلندي للافضل، ولاشك ان انهاء الدوري في المربع سيكون تتويجا لعمل المدرب وجهده الملحوظ، وأيضا الوصول لنهائي كاس سمو الأمير سيكون بمثابة إنجاز في ظل الظروف التي مر بها العربي في السنوات الماضية، لكن سيبقى التحدي الحقيقي أمام المدرب هو الوقوف فوق منصات التتويج كمان كان العربي في السابق ونال بسبب تلك الألقاب شرف ان يكون نادي القرن في قطر، فهل سيكتب التاريخ من جديد على يد الطبيب الآيسلندي أم سيحتاج العربي لسنوات جديدة من العمل والأمل حتى يعود لمنصات التتويج؟
copy short url   نسخ
02/07/2020
585