+ A
A -
نجح سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في تطوير طريقة ثانية بسيطة وسريعة لإجراء اختبار فيروس كورونا كوفيد-19 تعتمد على استخدام معالجة مسبقة للعينة (عينة المسحة) بدل عملية استخلاص الحمض النووي الريبي (RNA) المستخدمة حاليا في اختبارات كوفيد-19.
وتتألف طرق اختبار كوفيد-19 الحالية من ثلاث خطوات تتمثل الأولى في أخذ عيّنة مسحة من الشخص الذي يتم فحصه، أما الثانية فتتضمن استخراج الحمض النووي الريبي الفيروسي من العيّنة، والثالثة في اكتشاف الحمض النووي الريبي الفيروسي الخاص بـ «كوفيد-19» عن طريق التفاعل العكسي لسلسلة تفاعل البوليميراز (RT-PCR) حيث يمكن أن تستغرق هذه العملية ما بين أربع إلى ست ساعات بدءا من وقت استلام المسحة في المختبر وحتى الإبلاغ عن النتائج.
أما الطريقة الجديدة التي تم تطويرها في مختبرات علم الأمراض في سدرة للطب المعتمدة من قبل كلية علم الأمراض الأميركية (CAP) فهي تتمثل في استبدال عملية استخراج الحمض النووي الريبي الفيروسي، بتخفيف بسيط باستخدام ماء خال من النيوكلياز 1 ومعالجة حرارية حيث يتم تطبيق التخفيف عند الدرجة 65 مئوية لمدة 10 دقائق قبل الكشف عن الحمض النووي الريبي الفيروسي باستخدام نوع معين من كواشف RT-PCR.
وحسب توجيهات قانون تحسين المختبرات الطبية (CLIA)، تم التحقق من صحة طريقة الاختبار البديلة في قسم علم الأمراض في سدرة للطب وثبت أنها تعطي النتائج بشكل أسرع من الطرق الحالية وتظهر دقة 98 في المائة، مقارنة بالطريقة القياسية التي تتطلب استخراج الحمض النووي الريبي.
وبما أن عملية استخلاص الحمض النووي الريبي تتطلب تكلفة ووقتا أكبر لاختبار كوفيد-19، فإن الطريقة البديلة، الأقل كلفة - إلى حد بعيد- ستكون مفيدة بشكل خاص للبلدان ذات الموارد المحدودة، إذ تساعد هذه البلدان على توسيع قدرتها في اختبارات كوفيد-19.
وطوّر الطريقة الجديدة الدكتور محمد روبايت حسن، أخصائي المكروبيولوجيا الجزيئية السريرية بالتعاون مع فريق من التقنيين وشركاء الأبحاث من مختبر الأمراض الجزيئية المعدية (MID) في سدرة للطب، وأشرف على البرنامج الدكتور باتريك تانغ رئيس قسم علم الأمراض.
وقال الدكتور محمد روبايت حسن، إن العديد من المنظمات العالمية بما في ذلك سدرة للطب خصصت استثمارات كبيرة لتطوير تقنيات رائدة وتقديم بروتوكولات متقدمة لاختبار كوفيد-19، حيث أثبت استخدام منصات استخراج الحمض النووي الريبي الآلية وروبوتات معالجة السوائل جدواه في الاختبارات واسعة النطاق.
وأضاف أنه في سدرة للطب تم العمل على إيجاد بديل إضافي في حال شحّت مصادر كواشف استخراج الحمض النووي الريبي.
وأشار إلى أن العديد من الموارد المستخدمة في اختبارات كوفيد-19 حاليا هي إما مفقودة أو نادرة الوجود في البلدان النامية، لذا فإن الطريقة الجديدة التي تُستخدم فيها عملية ما قبل المعالجة وتستغني عن استخراج الحمض النووي الريبي الفيروسي، ستساعد في زيادة القدرة على إجراء اختبارات كوفيد-19، وهي سهلة التنفيذ لأنها لا تحتاج إلى أي معدات أو مواد أو مهارات خاصة.
وتضمن الطريقة الجديدة تخفيض كلفة الاختبار بنسبة 75 في المائة، من خلال تجاوز خطوة استخراج الحمض النووي الريبي واستبدالها بعملية ما قبل المعالجة البسيطة، كما تختصر أيضا حوالي ساعتين من الوقت للحصول على نتائج الاختبار.
من جهته، قال الدكتور باتريك تانغ، رئيس قسم علم الأمراض في سدرة للطب، إن سدرة طور هذه الطريقة كجزء من خطة تخفيض التكلفة والاستعداد لمواجهة النقص العالمي في الكواشف الحرجة اللازمة لاختبار كوفيد-19، وهي متاحة كبديل في حالة نقص المعدات أو سلاسل التوريد كما أنها تعتمد على المعدات المتاحة بسهولة في معظم المختبرات أي (مصدر حراري ومياه خالية من النيوكلياز).
وأشار إلى أن سدرة للطب يستخدم عملية أخرى مطورة داخليا لاختبار كوفيد-19، إلا أنه من المطمئن أن علماء وتقنيي سدرة للطب يعملون دون هوادة على اكتشاف طرق مبتكرة وفعالة منخفضة التكلفة، لضمان وجود خطط احتياطية كفيلة بتقليل الاعتماد على المعدات والكواشف التي ربما تكون شحيحة خارج قطر.
جدير بالذكر أن هذه الطريقة الجديدة هي الثانية التي يتم تطويرها داخليا في سدرة للطب بعد نجاح الطريقة الأولى التي اعتمدت على عملية استخلاص مختلفة للحمض النووي الريبي (RNA) بمكونات اختبار بديلة. كما يشار إلى أن سدرة للطب ليس من المستشفيات المخصصة لعلاج كوفيد-19، ولا يعالج المرضى المصابين بالمرض.
copy short url   نسخ
01/07/2020
3297