+ A
A -
الدوحة- قنا - نجح فريق من جراحي مستشفى حمد العام، ومعهد العلوم العصبية، التابعين لمؤسسة حمد الطبية ومن سدرة للطب، في إجراء عملية بالغة الدقة لطفل حديث الولادة لم يكمل أسبوعين من عمره، يعاني من مرض دماغي نادر.
وقد أشرف على العملية التي تكللت بالنجاح، أخصائي في الطب العلاجي العصبي بالأشعة التداخلية في مستشفى حمد العام، إثر تشخيص حالة الطفل التي تبلغ نسبة حدوثها (1-2 ) بالمائة من حالات التشوه الخلقي الدماغي، أثناء الفحص الروتيني لوالدة الطفل في المراحل الأخيرة من الحمل من قبل فريق طبي في سدرة للطب.
وكان الطفل يعاني من تشوه في وريد (جيلين)، وهو تشوه يحدث للجنين يؤدي إلى تداخل غير طبيعي بين الأوردة والشرايين الدموية داخل الدماغ، إضافة إلى تشوهات وراثية في القلب مرتبطة بهذه الحالة المرضية، وأجرى أطباء «سدرة للطب» عملية ولادة قيصرية لوالدته قبل موعد الولادة بثلاثة أسابيع لحمايته من مخاطر المضاعفات المرتبطة بحالته الصحية.
وقال الدكتور أيمن زكريا استشاري أول الطب العلاجي العصبي بالأشعة التداخلية في مستشفى حمد العام، ومعهد العلوم العصبية، الذي أشرف مع فريقه على العملية، إن علامات هذه الحالة النادرة المسماة «تشوه وريد جيلين» تظهر عادة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل حيث يؤدي هذا التشوه إلى ترابط الشرايين الدموية مباشرة مع وريد جيلين بدلا من الترابط مع الشعيرات الدموية الدماغية، الأمر الذي ينجم عنه زيادة في الضغط في وريد جيلين ويمكن أن يتعرض المريض معه للنزف الدموي الدماغي أو لتوسع كبير في الوريد يصعب معه تصريف السوائل من الدماغ.
كما يمكن أن يتسبب ذلك في تدفق مفرط في الدم باتجاه القلب والرئتين مما يضع كما كبيرا من الضغط على الجانب الأيمن من القلب ويتسبب فيما يعرف بالقصور القلبي الاحتقاني.
وقد قام بإجراء الجزء الأول من العملية العلاجية الذي استغرق خمس ساعات، الدكتور زكريا يسانده فريق من مستشفى حمد العام، إضافة إلى الدكتور وليد مبارك الطبيب الاستشاري في وحدة التصوير الطبي الإشعاعي في «سدرة للطب»، حيث تم إجراء العملية في وحدة العلاج التداخلي الإشعاعي في «سدرة للطب» وهي عبارة عن غرفة عمليات هجينة متطورة مخصصة لعمليات العلاج التداخلي بالغة التعقيد ومجهزة بتقنيات تصوير إشعاعي مباشر وحي أثناء العمليات.
كما تم إجراء المرحلة الثانية من العملية التي تهدف إلى تحسين الدورة الدموية القلبية لدى الطفل المريض بعد أسبوع من المرحلة الأولى، حيث قام بهذه المرحلة الدكتور زكريا وفريقه، بمساندة من الدكتورة آشلي روبنسون رئيس قسم العلاج التداخلي الإشعاعي في «سدرة للطب».
ومن المقرر أن يتم إجراء المرحلة الثالثة من العملية العلاجية عند بلوغ الطفل شهره الثاني، لاستكمال إقفال التحويلات الوريدية المتبقية والتحقق من الحالة النمائية والوظيفية الطبيعية للدماغ.
من جانبه قال الدكتور أحمد عون رئيس معهد العلوم العصبية، إن الفريقين الطبيين من مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب، راضيان عما تم تحقيقه من نتائج علاجية ناجحة لهذه العملية المعقدة، خاصة وأن معالجة هذه الحالة النادرة والمهددة للحياة كانت تنطوي على نسبة كبيرة من المخاطر، حيث يرجع الفضل في نجاح العملية إلى التعاون العلمي والطبي المتواصل بين الجانبين.
بدوره أفاد الدكتور عبدالله الأنصاري رئيس الإدارة الطبية بمؤسسة حمد الطبية، بأن مزودي الرعاية الصحية عازمون على مواصلة تقديم أفضل مستوى ممكن من الرعاية الصحية وفق أعلى المعايير الدولية للمرضى في دولة قطر، وذلك على الرغم من الظروف غير المسبوقة التي يمر بها العالم جراء جائحة كورونا (كوفيد - 19).
من جهته، نوه البروفيسور زياد حجازي الرئيس الطبي بالوكالة في سدرة للطب بتعاون المركز مع مستشفى حمد العام ومؤسسة حمد الطبية ومعهد العلوم العصبية، والذي ساهم في توفير مستوى راق من الرعاية الصحية لأطفال دولة قطر، كما كان لمنهجية الفرق متعددة التخصصات الطبية المتبعة في الجهتين دور محوري في تقديم الرعاية الصحية التي يحتاجها هذا الطفل وإنقاذ حياته.
copy short url   نسخ
01/07/2020
732