+ A
A -
الدوحة - قنا - نفذت جامعة قطر بنجاح برامج التدريب الصيفي للعام 2020، بمشاركة 234 طالبا وطالبة من المرحلة الجامعية والدراسات العليا، عبر منصات إلكترونية وذلك للمرة الأولى، بسبب التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية التي فرضها تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19).
وشاركت في البرامج التدريبية ستة مراكز بحثية تمثلت في مركز المواد المتقدمة، ومركز البحوث الحيوية الطبية، ووحدة المختبرات المركزية، ومعهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية، ومركز أبحاث حيوانات المختبر، ومركز جامعة قطر للعلماء الشباب، والتي طرحت برامج تركز على الأولويات والاحتياجات الوطنية في مجالات متعددة تتفق مع استراتيجية جامعة قطر 2018 -2022 وتدعم توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة.
وركز البرنامج التدريبي بمركز المواد المتقدمة على المشاريع التي تتوافق مع احتياجات البلاد فيما يتعلق بتطبيق تكنولوجيا النانو والتكنولوجيات الناشئة في إنتاج المياه، وإنتاج الطاقة، ومصادر الطاقة البديلة، ودعم الابتكار في مجالات التنمية المستدامة، جنبا إلى جنب مع حماية المواد ضد التآكل أو المجال الكهربائي.
وتضمن البرنامج التدريبي في مركز البحوث الحيوية الطبية لطلبة كليات الطب والصيدلة والعلوم والهندسة، تطبيقات مختبرية تقنية عالية التخصص قدمها محاضرون متخصصون، بما ينسجم مع استراتيجية قطر للبحوث والتطوير والابتكار 2030 بما فيها تأهيل الكوادر القطرية في البحوث العلمية.
وفي وحدة المختبرات المركزية تم تصميم البرامج التدريبية لتتماشى مع أبرز الاحتياجات المحلية وأحدث التطورات العلمية العالمية، في القطاعات الصناعية والطبية والزراعية وغيرها من المجالات الخدمية على المستوى العام، مع الاهتمام بالجانب العملي لأجهزة القياس الدقيقة والتحليل الكيميائي لأحد عشر جهازا، والتركيز على التطبيقات البحثية والصناعية وتفسير النتائج لطرق القياس المختلفة وإدارة جودة التحاليل الكيميائية وطرق السلامة في المختبرات.
وقدم معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية، برنامجا تدريبيا ركز على جميع مراحل تطوير المسوح الميدانية من تصميم الاستبيان، وطرق جمع البيانات، ومنها جمع البيانات من خلال الاتصال بالمستجيب هاتفيًا (CATI)، وجمع البيانات من خلال الزيارة الميدانية والمقابلة وجها لوجه مع المستجيب (CAPI)، وتحليل البيانات باستخدام برنامج STATA، المستخدمة في كتابة التقارير والمجلات المنشورة.
كما ركز المعهد على تنمية مهارات المتدرب في تصميم دراسات واستطلاعات الرأي العام المتعلقة بالقضايا المحلية والعالمية، وبالتحديد، المشاركة في مشروع بحثي جديد تم تمويله مؤخرا بمنحة داخلية في جامعة قطر حول وباء (كوفيد 19) في دولة قطر بعنوان «توجهات حول إدراك المخاطر العامة، الاستجابات السلوكية، والامتثال للإجراءات الاحترازية»، إلى جانب تنمية مهارات تحليل البيانات لمشاريع بحثية في دولة قطر والمنطقة، من أجل الإجابة على أسئلة هذه البحوث ومعرفة توجهات الرأي العام.
وطرح مركز أبحاث حيوانات المختبر برنامجا تدريبيا صيفيا جديدا ركز بشكل رئيس على الأسس والمعايير الخاصة بضمان الجودة الخاصة بالممارسات المخبرية والمهنية المتبعة عالميا في مختبرات البحث العلمي ومختبرات التشخيص والمراقبة في مجال علم الأحياء الدقيقة، بالإضافة إلى تقنيات المراقبة البيئية والصحية، وإدارة المخاطر والنفايات المخبرية، بما يساهم في سد بعض احتياجات المجتمع في مجال المختبرات العلمية التي تسعى لتطبيق المعايير الدولية وتلبية متطلبات الاعتماد المهني من خلال وكالات الاعتماد المختلفة.
وفي مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، ركز البرنامج التدريبي على المهارات البحثية اللازمة لمواكبة الاتجاهات العالمية التي تخص البحث العلمي، وتوضيح الأسس والمفاهيم اللازمة لتنفيذه بصورة احترافية وصحيحة، إلى جانب صقل المهارات الأساسية الضرورية للطلبة بما يخدم التوجه العام نحو بناء اقتصاد المعرفة مثل مهارات القيادة والتكيف مع الظروف المختلفة ومهارات الابتكار وحل المشكلات والقدرة على تحليل البيانات والمعلومات، كما ركز البرنامج التدريبي على مفهوم المشاركة المجتمعية والدمج بين المراحل الدراسية لتحقيق أكبر قدر من المنفعة، وذلك عن طريق ضم منتسبين من مراحل دراسية مختلفة.
التحديات الراهنة
وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أكدت البروفيسورة مريم علي المعاضيد نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، نجاح الجامعة في تنفيذ برنامج التدريب الصيفي للطلبة عن بعد، من خلال برامج تدريبية تم تكييفها بطريقة تتواءم مع التحديات الراهنة التي فرضها فيروس كورونا، وتضمن المحافظة على المعايير المتبعة عادة في التدريب داخل المراكز البحثية.
وقالت إن حرص الجامعة على تنفيذ برامج التدريب عن بعد، يعكس قدرتها على تجاوز التحديات في سبيل الارتقاء بالمعرفة ودفع عجلة الريادة والابتكار، والاهتمام بطلبتها ومستوى تحصيلهم العلمي، كونها مؤسسة تتمحور حول الطالب وتسعى لتخريج كفاءات متميزة تساهم في تطوير وتنفيذ استراتيجيات التنمية الوطنية.
وأضافت أن الاهتمام ببرامج التدريب الصيفي يعد جزءا من استراتيجية التحول 2018- 2022 في جامعة قطر التي تعرف بتميزها النوعي في التعليم والبحث، وتهدف إلى تدريب الطلبة على أساليب وتقنيات البحث العلمي وتعزيز مهارات البحث لدى الطلبة من خلال عملهم في المعامل البحثية ومشاركتهم المشاريع البحثية مع الكوادر البحثية المتميزة في قطاع البحث والدراسات العليا.
وأوضحت أن المراكز البحثية التي استضافت البرامج التدريبية اتبعت النهج البحثي والإحصائي والمعرفي بشكل خاص لهذا العام وذلك باجتماع الطلبة والباحثين في مشاركة فاعلة في المناقشات البحثية سعيًا لتطوير المهارات والخبرات المكتسبة للطلبة في مختلف الطرق والأساليب البحثية عبر منصات إلكترونية مدعومة من جامعة قطر تماشيا مع تعليمات اللجنة العليا لإدارة الأزمات وإجراءات الأمن والسلامة والاحترازات الوقائية من جائحة فيروس كورونا، آخذين بعين الاعتبار سلامة الطلبة والقائمين على التدريب الصيفي من أعضاء هيئة التدريس والباحثين في معامل المراكز البحثية.
وأشارت البروفيسورة مريم المعاضيد، إلى أن قطاع البحث والدراسات العليا في الجامعة يتبع نهج الريادة والابتكار، في خططه البحثية والتدريبية، ويسعى لتحقيق التميز ويركز على التطوير ودعم الإبداع في مجالات بحثية متوافقة مع الأولويات الوطنية واحتياجات المجتمع وتطلعاته المستقبلية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وأكدت أن الجامعة توفر بيئة داعمة لثقافة البحث والابتكار، وتحرص على تنوع واستدامة مصادر تمويل المشاريع البحثية، وعلى الشراكات التي تعقدها لتطوير الاقتصاد القطري، وذلك بالتوازي مع توفير بيئة تعليمية أكاديمية متميزة تدعم مشاركة الطلبة في التجارب العملية التي تقود إلى اكسابهم المهارات العلمية المناسبة، وتمكينهم من المشاركة مع الباحثين لتعزيز خبراتهم ودفعهم نحو المشاريع الابتكارية التي تعزز توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة.
حماس الطلاب
من جهتهم، نوه مسؤولو المراكز البحثية في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا) بالحماس الذي أبداه الطلبة خلال فترة التدريب وبما أظهروه من دافعية ورغبة كبيرة في التعلم مما انعكس إيجابا على أدائهم البحثي، مشيدين في الوقت ذاته بقدرات الطلاب والطالبات على تجاوز تحدي التدريب عن بعد، من خلال تجاوبهم التام مع برامج التدريب التطبيقية، التي صممت بطريقة تحاكي العمل داخل المختبرات والمعامل.
وقالت الدكتورة أسماء آل ثاني مدير مركز البحوث الحيوية الطبية، إنه «بالرغم من الشكوك الأولية في كفاءة وعملية برامج التدريب الصيفي عبر منصات إلكترونية، إلا أن تجربتنا كانت إيجابية للغاية وأثبتت أن طلابنا وموظفينا يمكنهم التكيف والتغلب على القيود التي فرضتها الإجراءات الاحترازية وإعطاء نتائج وأداء متميزين».
من ناحيته، قال الدكتور محمد السفران رئيس وحدة المختبرات المركزية، إن التدريب كان مميزا، هذا العام، حيث تم تنفيذه عبر المنصات الإلكترونية المدعومة من جامعة قطر ليتماشى مع الإجراءات الاحترازية المتبعة على مستوى الجامعة للحفاظ على الطلاب والكوادر البحثية والفنية القائمة بالتدريب، في حين عبر الدكتور ناصر النعيمي مدير مركز المواد المتقدمة عن سروره بنجاح التدريب العام الجاري عن بعد، والذي شارك فيه عدد كبير من الطلبة.
وأكد الدكتور حسن السيد مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية، أنه بالرغم مما يواجه التدريب هذه السنة من تحديات بسبب فيروس كورونا (كوفيد - 19)، أثبتت التجربة حتى الآن فاعليتها، حيث يدخل المتدرب إلى اجتماعات الفريق البحثي عن بعد، ويشترك في المناقشات، ويتلقى من قبل المشرف على التدريب العناصر الأساسية ويكلف بمهام يقوم بإعدادها ويعيدها لتقييم عمله.
إمكانيات تقنية
ومن جانبها، نوهت الدكتورة حمدة النعيمي مدير مركز أبحاث حيوانات المختبر، بالدعم الذي حظيت به برامج التدريب هذا العام لتجاوز التحديات التي فرضها فيروس كورونا.. وقالت «إن قطاع البحوث والدراسات العليا نجح في توفير منصة إلكترونية يدعمها فريق تقني مؤهل لتدعم جهودنا وتمكننا من تقديم هذا البرنامج بصورة احترافية ومرنة».
وأضافت أن المركز تمكن من تدريب الطلاب والتركيز بشكل كبير على المكونات العملية باستخدام تقنية العالم الافتراضي لتحقيق النجاح المطلوب، و«نحن على ثقة بأن هذا البرنامج التدريبي سيساهم بشكل متميز وفعال في تأهيل الطلاب المتدربين للالتحاق بالكوادر المؤهلة فنيا والمساهمة في النهضة العلمية في بلدنا الغالي قطر».
بدورها، عبرت الدكتورة نورة آل ثاني مدير مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، عن فخرها بالبرنامج التدريبي الصيفي كأول إنجازات المركز في مجال البحث العلمي والدمج بين المرحلتين الجامعية والثانوية في تعزيز ثقافة البحث.. مؤكدة نجاح المركز في تحقيق إنجازات عدة، من أهمها استقطاب طلاب المرحلة الثانوية لدراسة التخصصات العلمية بجامعة قطر وتكوين جسر من التعاون وتبادل العلم والخبرات بينهم وبين طلبة الجامعة.
copy short url   نسخ
30/06/2020
1059