+ A
A -
كتب حسام وهب الله
أكد الدكتور عبد اللطيف الخال، رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا «كوفيد - 19» ورئيس قسم الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية، أن جائحة كورونا ما زالت مستمرة على المستوى العالمي وكذلك المستوى المحلي.
وقــال د. الخــال في مؤتمــر صحفــي عقــدته وزارة الصــحـــة أمس إنه وعلى الصعيد العالمي وبحسب المعلومات الواردة من منظمة الصحة العالمية، فإن وتيرة الوباء آخذة في التصاعد وتخطي عدد الإصابات اليومية أكثر من 150 ألف حالة يوميا وحالات الوفيات أكثر من 465 ألف منذ ظهور الفيروس، فيما تخطى إجمالي عدد الحالات المؤكدة المصابة بالفيروس على المستوى العالمي حاجز الثمانية ملايين حالة.
وحول الموقف في قطر، قال د. عبد اللطيف الخال إن الوباء في دولة قطر آخذ في الانحسار التدريجي بفضل الله تعالى وفضل الإجراءات الاحترازية التي أخذتها الدولة ونفذتها منذ اللحظة الأولى لظهور الوباء، بالإضافة إلى وعي والتزام المجتمع القطري مواطنين ومقيمين وهو ما أدى للتراجع في معدلات الحالات المصابة، حيث تراوحت يوميا بين ألف حالة إلى ألف وما بين حالة.
كذلك فإن معدلات الحالات المسجلة أسبوعيا آخذة في التراجع لكن لا بد من الحذر لأن الفيروس ما زال موجودا في المجتمع وما زالت فرص انتشاره قائمة والملاحظ.
ووفقا للبيانات والإحصائيات الخاصة بالفيروس على مســـتوى دولة قطر، فــإن عدد الإصــابات اليومية بين المواطنين القطريين والمقيمين من فئة المحترفين من المهندســــين والمعلمين وغيــرهــم آخذ في الازديــــاد رغم التراجـع فــي مـعـدلات الإصـــابة بشكل عام في دولة قــطــر.
حذر وتقيد
وأشار د. الخال من خلال الشرح البياني للأرقام والإحصائيات إلى أن معظم الإصابات التي انتشرت بين فئتي المواطنين القطريين وعائلات المقيمين جاءت بين أفراد الأسرة الواحدة والسبب الرئيسي لظهور تلك الحالات وانتشارها بشكل كبير كان الزيارات والمخالطات الاجتماعية، ولهذا لا بد من الحذر والتقيد بشدة بالإجراءات الاحترازية والحرص على التباعد الاجتماعي لأن خطورة انتشار الفيروس بين تلك الفئات تكمن في ارتفاع نسبة احتمالية وصوله للفئات الأكثر عرضة لخطورة المضاعفات التي يسببها الوباء، ومنها فئات كبار السن وفئات مرضى الأمراض المزمنة فتلك الفئات في حالة إصابتها بالفيروس قد يتعرضون لمضاعفات أكثر خطورة وتقود للوفاة لا قدر الله.
وكشفت الأرقام والإحصائيات التي عرضها رئيس قسم الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية عن انحسار عدد الحالات اليومية المصابة بالفيروس وتحتاج للدخول للمستشفى، لكن هذه الأرقام والمعدلات قد تزيد لو تراخى أفراد المجتمع ولم يحرصوا على استمرار التزامهم بالإجراءات الوقائية، مضيفا أن عدد الحالات التي تحتاج دخول العناية المركزة شهد أيضا تراجعا ملحوظا ووصل إلى 225 حالة في العناية، منها 110 حالات على جهاز التنفس الصناعي ومتوسط عمر من يدخلون إلى العناية المركزة كان خمسين عاما.
وشدد الخال على أهمية التباعد الاجتماعي مؤكدا أن الفترة الماضية شهدت زيادة في معدلات الحالات المصابة بالفيروس بين المواطنين والذين اضطرتنا المضاعفات لإدخالهم غرف الرعـــاية المركزة، كذلك وصل عدد الوفيات إلى «99» حالة وفاة، وهذا الرقم قابل للزيادة في الفترة القادة لأن القاعدة تقول إن ذروة الوفيات تأتي متأخرة عدة أسابيع بعد ذروة الوباء، وعلى الجميع الحرص جيدا خاصة فئات كبار السن والمرضى بالأمراض المزمنة لأن خطورة الوفاة تزداد بزيادة العمر وأكثر الحالات أو الفئات عرضة للوفاة بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد من هم فوق سن الخمسين، ولهذا ننصح المجتمع بالحرص على عدم وصول العدوى لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة وعلى كل أفراد المجتمع الحرص على تطبيق التدابير والإجراءات الاحترازية عند الاقتراب من تلك الفئات ويظل البقاء في المنزل أفضل إجراء يتبعه أصحاب الأعمار المرتفعة وكذلك المصابون بالأمراض المزمنة.
الحرص على كبار السن
وأشار د. الخال إلى أن نسبة الوفاة بين مرضى القلب في حالة إصابتهم بفيروس كورونا تصل إلى «13 %»، فيما تصل بين مرضى السكري إلى «9 %»، ومرضى ضغط الدم إلى نسبة «8 %»، ومرضى الجهاز التنفسي إلى نسبة «8 %»، لهذا لا بد من العائلات التي بها تلك الفئات أن تحرص جيدا على عدم وصول الفيروس إليها.
وحول خطة رفع إجراءات الحظر، قال د. الخال إن دولة قطر بدأت في رفع إجراءات الحظر بشكل تدريجي منذ تاريخ 15 يونيو، لكن ذلك لا يعني التراخي من قبل أفراد المجتمع لأن الفيروس ما زال موجودا وتراجع درجة الحذر بين أفراد المجتمع قد يعيد الوباء لموجة جديدة قد تعيدنا للمربع الأول، لهذا ننصح بالحذر واستمرار التباعد الاجتماعي والحفاظ على لبس القناع الواقي والحذر عند الاقتراب من كبار السن أو المصابين بالأمراض المزمنة وتقليل الزيارات الاجتماعية وتحديدها بخمس عشرة دقيقة كحد أقصى وعدم القيام بزيارات اجتماعية جماعية.
وأكد الدكتور عبد اللطيف الخال أن دولة قطر تجاوزت ولله الحمد ذروة الوباء منذ عدة أسابيع، لكن بالرغم من ذلك هناك حالات وفاة تحدث لأنه وكما قلنا في السابق فمن المعروف أن الوفاة تحدث بعد فترة من الإصابة بالفيروس وتعرض المريض لمضاعفات خطيرة مثل التعرض للفشل التنفسي والفشل الرئوي والكلوي وكذلك فشل التجلط الدموي وتلك المضاعفات تستمر لعدة أسابيع قبل الوفاة، ولهذا تأخذ فترة زمنية بين ذروة الوباء وذروة الوفاة.
تطبيق الاحترازات
وحـول أسباب تراجع الجائحة، قال د. الخال إن انخفاض الإصـــابــات حدث بفضل تطبيق الإجراءات والاحترازات من قبل الدولة والجهود المكثـــفة لوزارة الصحة العامة وكذلك التعاون بين الجهات والمؤسسات المختلفة والتزام المواطنيـــن والمقيمين بالإجراءات ومنها التباعد الاجتماعي وما نراه نتيجة عملية لتلك الإجراءات التي تم تطبيقها على مدار الأسابيع الماضية، ونتوقع أن يستمر الوباء في الانخفاض التدريجــي لكن ينبغى الحذر الشديد لأنه مع عودة الأنشطة قد يكون هناك عودة للفيروس، لهذا يجب على الجميع أن يكونوا أكثر حذرا لأن فرصة انتشار الفيروس ستكون أكبر عند الاختلاط وخروج الناس للعمل وللمجمعات التجارية، ومن هنا يتوجب على الجميع أن يكونوا أكثر حذرا من أي وقت مضى وأن يحرصوا على تطبيق الاحترازات الوقائية.
وحول أثر تخفيف القيود على انتشار الفيروس، قال الدكتور الخال: تخفيف القيود قد يؤدي لعودة الفيروس من جديدة، لذلك فإن وزارة الصحة العامة وضعت تسعة مؤشرات تجمعها بشكل يومي وأسبوعي، وتدل نتائج تلك المؤشرات على نشاط الفيروس في المجتمع وتتعلق تلك المؤشرات التسعة بأعداد الحالات التي تدخل للمستشفى ونسبة الفحوصات الإيحابية بمجمل الفحوصات اليومية، ويتم جميع وتقييم تلك الإحصائيات والمعلومات بشكل يومي وأسبوعي، وتقوم الوزارة بالتالي برفع توصيات للحكومة فيما يتعلق بالانتقال من مرحلة لأخرى فإذا التزم الناس بالإجراءات الوقائية فإن المؤشرات التسعة ستكون إيجابية، وبالتالي يتم الانتقال من مرحلة لمرحلة، وهكذا وفي النهاية يعود الأمر إلى التزام الجميع بتطبيق الاحترازات والأمور الوقائية بما فيها تجنب الزيارات العائلية والاختلاط قدر الإمكان.
رفع تدريجي
من جانبه، قال الدكتور حمد الرميحي مدير إدارة حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية بوزارة الصحة العامة إنه ومع اقتراب الرفع التدريجي للقيود المفروضة بسبب جائحة كورونا، فإن هناك فريقا تم تكوينه يقوم بجهود الفحص والتقصي وتابع لوزارة الصحة للعمل على كشف الحالات الجديدة المصابة بالفيروس بصورة مبكرة وتقديم الرعاية الصحية والعلاج المبكر لمنع المضاعفات المحتملة التي يعاني منها بعض المصابين بالفيروس وخاصة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
وأضاف د. الرميحي أن وزارة الصحة العامة قامت بتشكيل عدة فرق ميدانية للفحص والتقصي وتنفيذ خطة تتبع المخالطين الشاملة والتي تشمل الفحوصات الاستباقية وتضم الفرق ممثلين عن وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الاولية بالإضافة إلى عدد من المتطوعين، وقد تم مراعاة التوزيع الجغرافي لتقديم هذه الخدمات للمواطنين والمقيمين مع التركيز في المناطق التي تتركز بها فئات العمالة الوافدة.
وأشار د. الرميحي إلى أن نتائج فحص الأشخاص المخالطين الذين تم فحصهم بواسطة فريق الفحص والتقصي وصل إلى 66218 شخصا من المخالطين للمرضى، بالإضافة إلى عدد 17282 شخصا تم فحصهم ضمن إجراءات الفحوصات الاستباقية ضمن الأشخاص المعرضين لخطر انتقال العدوى بحسب طبيعة عملهم أو بسبب اختلاطهم في المناطق الصناعية أو سكن العمال، وبلغت نسبة الحالات الإيجابية بين الأشخاص الذين تم فحصهم من فرق الفحص والتقصي «28 %» ومعظمهم لم تظهر عليهم أي أعراض مرضية، حيث تعكس هذه النسبة المرتفعة فعالية عملية تتبع المخالطين ودقة تحديد المخالطين الذين تم فحصهم.
فترة الذروة
وأشار د. الرميحي إلى أنه بعد تجاوز فترة الذروة هناك انخفاض في العدد الإجمالي للإصابات ومن بينها الحالات التي تتطلب رعاية صحية داخل المستشفيات لكن لم يحدث أي انخفاض ملحوظ في عدد حالات الإصابة بين المواطنين القطريين والمقيمين من ذوي اللياقة البيضاء، حيث إن عدد الإصابات بين المواطنين والمقيمين شهد زيادة ملحوظة خلال شهر رمضان المبارك بسبب التجمعات الأسرية ولا زالت الزيادة مستمرة، وقد لوحظ خلال الأسابيع الماضية ارتفاع عدد الحالات المصابة بين القطريين وعائلات المقيمين بين فئات الأطفال واليافعين وربات المنازل، وتم تسجيل عدد من حالات الإصابة بين العمالة المنزلية نتيجة الاختلاط مع أفراد الأسرة، وهذا يدل على أن الفيروس موجود ولديه القدرة على الانتشار السريع وليس بالضرورة أن يكون الاختلاط في تجمع عادي من عدة أشخاص، ولكن من الممكن أن يتسبب مصاب واحد في نقل العدوى لعدد من المخالطين من أفراد الأسرة داخل المنزل أو أفراد العائلة الممتدة في عدة منازل ويتسبب في انتشار العدوى.
وعرض د. الرميحي عددا من أمثلة الانتشار الكبيرة للعدوى بين العائلات بسبب المخالطة الاجتماعية، ومنها حالة شخص يبلغ من العمر «44» عاما تسبب في إصابة والديه وأبنائه ثـــم قــــام بزيارة لمنـــزلين من أقاربه فنقل العدوى لعدد من أفراد المنـــزلين، ووصل عدد من أصيبوا بالفيروس بسبب هذا الشحص إلى «15» حالة، أما المثال الآخر فكان لعائلة قطرية كانت البداية مع إصــابة سيدة تبلغ من العمر 64 عاما وأصيبت بالعدوى من أبنائها وانتقلت من خلالها العدوى إلى «7» منازل أخرى ووصل مجموع الحالات إلى «27» حالة بين الأبناء والأحفاد والسبب في النهاية الاختلاط الأسري.
ودعا د. الرميحي إلى الالتزام بالتباعد الاجتماعي خلال هذه الفترة وتجنب الزيارات العائلية، وفي حالة الضرورة يجب أن تتم الزيارات الاجتماعية من خلال فرد واحد ولا تزيد فترة الزيارة عن «15» دقيقة، والتقيد بالمسافة الاجتماعية والتباعد الجسدي وضرورة توخي الحذر والحرص على حماية كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة والالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل والحرص على غسل اليدين باستمرار وانتظام، موجها شكره لسعادة وزيرة الصحة الدكتورة حنان الكواري على توفير الدعم اللازم للقطاع الصحي لمكافحة هذا الوباء.
copy short url   نسخ
24/06/2020
935