+ A
A -
نالت الولايات المتحدة الأميركية على مدار قرنين من تاريخها حصتها من الأيام الجيدة والسيئة، مثلها مثل بقية بلدان العالم، لكن هناك أياماً سوداء عاشها الأميركان جعلتهم يشعرون بالرعب.
أيام سوداء عاشتها أميركا
إليكم الأيامَ الثمانيةَ الأكثرَ رعباً في تاريخ الولايات المتحدة، بالترتيب الزمني، وفق ما ذكره موقع ThoughtCo.
واشنطن العاصمة يحرقها البريطانيون..
24 أغسطس 1814
في العام 1814، بعد مرور سنتين من حرب عام 1812، التي اندلعت بين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا العظمى ومستعمراتها في أميركا الشمالية، بالإضافة إلى الحلفاء من الهنود، ركَّزت إنجلترا بعد درء خطر احتلالها من جانب الفرنسيين بقيادة نابليون بونابرت قوتها العسكرية من أجل استعادة مناطق شاسعة من الولايات المتحدة.
في 24 أغسطس 1814، بعد هزيمة الأميركيين في معركة بلادنسبرغ في ميريلاند، هاجمت القوات البريطانية واشنطن العاصمة، وأشعلت النار في العديد من المباني الحكومية، من بينها البيت الأبيض.
وقد هرب الرئيس جيمس ماديسون وأغلب المسؤولين في إدارته من المدينة، وقضوا الليلة في مدينة بروكفيل بولاية ماريلاند، التي تُعرف في عصرنا بـ«عاصمة الولايات المتحدة ليومٍ واحد».
فاستيقظ الأميركيون في هذا اليوم ليروا عاصمتهم الوطنية وهي تحترق، ولم تُطفأ النيران سوى اليوم التالي، عندما أطفئت بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
وقد أدى احتراق واشنطن، رغم إرعابه للأميركيين وإحراجه لهم، إلى تشجيع الجيش الأميركي على دحر أي تقدمٍ مستقبلي للبريطانيين. وقد انتهت حرب 1812 بالتصديق على معاهدة «غنت» في 17 فبراير 1815، واحتفى بها العديد من الأميركيين بصفتها «حرب الاستقلال الثانية».
اغتيال الرئيس أبراهام لنكولن.. 14 أبريل 1865
بعد خمسة أعوام مزرية من الحرب الأهلية التي تُعد الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، والتي كانت ما بين الكونفدراليين والاتحاديين، اعتمد الأميركيون على الرئيس أبراهام لنكولن في حفظ السلام وتضميد الجراح ولمّ شمل الأمة.
وفي الرابع عشر من أبريل، بعد أسابيع من بدء مدته الثانية في الرئاسة، تعرَّض الرئيس للاغتيال على يد جون ويلكس بوث، المتعاطف مع الكونفدرالية.
بطلقة واحدة من مسدسه، بدا أن الاستعادة السلمية لوحدة الأمة الأميركية قد انتهت. فقد قُتل الرئيس أبراهام لنكولن، الذي أيد بقوة «التسامح مع المتمردين» بعد الحرب. وألقى الشمال باللوم على الجنوب، وخشيت أميركا كلها من أن الحرب الأهلية ربما لم تنتهِ حقاً.
الثلاثاء الأسود وانهيار البورصة.. 29 أكتوبر 1929
أدخلت نهاية الحرب العالمية الأولى في نهاية 1918 الولايات المتحدة في رخاءٍ وانتعاش اقتصادي غير مسبوق.
لكن هذه الفترة المزدهرة لم تكتمل؛ إذ وقع المزارعون في ضائقة مالية واسعة النطاق، بسبب الإنتاج الزائد للمحاصيل، وفي الوقت نفسه غياب تنظيم بورصة الأسهم حتى تلك اللحظة، إلى جانب الثروة والإنفاق الزائدين عن الحدّ بسبب التفاؤل والاستبشار بانتهاء الحرب، كلها أدت بالعديد من البنوك والأفراد إلى استثمارات عالية المخاطر.
وفي 29 أكتوبر من العام 1929، انتهى الزمن الجميل، ففي صباح «الثلاثاء الأسود» انهارت أسعار الأسهم المتضخمة بسبب استثمارات المضاربة.
ومع انتشار الهلع من وول ستريت إلى مين ستريت، بدأ كل أميركي يملك أسهماً يحاول يائساً بيعها. وبالطبع لأن الجميع كان يبيع لم يشترِ أحدٌ، وواصلت أسعار الأسهم سقوطها الحر.
وفي أنحاء البلاد، بدأت البنوك التي قد استثمرت بغير حِكمة في الانهيار، وأخذت معها مدخرات العائلات والشركات. وفي غضون أيام، كان ملايين الأميركي ممن اعتبروا أنفسهم «في حالٍ جيدة»، قبل الثلاثاء الأسود، يقفون في طوابير إعانات البطالة والخبز التي طالت بلا نهاية.
وفي نهاية المطاف، أدى انهيار سوق الأسهم العظيم إلى «الكساد العظيم»، الذي امتد 12 عاماً، عانت فيها البلاد من الفقر والاضطرابات الاقتصادية، التي انتهت بخلق وظائف جديدة تحت مظلة برامج «الصفقة الجديدة» التي اقترحها الرئيس فرانكلين دي روزفلت، والنشاط الصناعي الذي سبق الحرب العالمية الثانية.
هجوم بيرل هاربور..
7 ديسمبر 1941
في ديسمبر من العام 1941، تطلّع الأميركيون إلى الاحتفال بعيد الميلاد آمنين، معتقدين أن السياسات الانعزالية التي تبنّتها الحكومة ستحمي بلادهم من الانخراط في الحرب المستعِرة في أوروبا وآسيا.
لكن بنهاية يوم 7 ديسمبر لعام 1941، أدركوا أنهم كانوا واهمين.
في الصباح الباكر، الذي سماه فرانكلين دي. روزفلت لاحقاً: «تاريخاً سيبقى في صحف العار»، شنَّت القوات اليابانية قصفاً مفاجئاً على أسطول البحرية الأميركية بالمحيط الهادي، عند بيرل هاربور بمدينة هاواي.وبحلول نهاية اليوم، قُتِل 2345 عسكرياً و57 مدنياً، وجُرِح 1247 عسكرياً و35 مدنياً. إضافة إلى ذلك تعرَّض أسطول المحيط الهادي للدمار الشامل، وأُغرقت أربع سفن حربية ومدمرتان و188 طائرة.
ومع نشر صور الهجوم في كل الصحف بالولايات المتحدة، في الثامن من ديسمبر، أدرك الأميركيون فاجعة تدمير أسطول المحيط الهادي، ليصير الغزو الياباني للساحل الغربي للولايات المتحدة احتمالية قائمة إلى درجة كبيرة.
ومع ازدياد المخاوف من الهجوم البري، أمر الرئيس روزفلت بوضع 117 ألف أميركي من أصل ياباني في معسكرات العمل. شاؤوا أم أبوا، فتيقّن الأميركيون في تلك اللحظة من أنهم دخلوا الحرب العالمية الثانية.
أزمة الصواريخ الكوبية..
22 أكتوبر 1962
في مساء 22 أكتوبر من العام 1962، تحولت مناوشات الحرب الباردة التي استمرت بين كوبا والولايات المتحدة لفترة من الزمن إلى تصعيد جدّي، تسبَّب في الخوف للأمريكيين، حين ظهر الرئيس جون إف. كينيدي على شاشة التلفاز، ليؤكد الشكوك في أن الاتحاد السوفياتي ينشر صواريخ نووية في كوبا، على بُعد 90 ميلاً من ساحل فلوريدا.
وقد حذر كينيدي، لأنه يعرف أن تلك الصواريخ قادرة على ضرب أي موضعٍ في الولايات المتحدة، من أن إطلاق أي صاروخٍ نووي سوفياتي من كوبا سيُعتبر إعلاناً للحرب «يستوجب رداً انتقامياً شاملاً على الاتحاد السوفياتي».
ومع أن أزمة الصواريخ الكوبية انتهت بسلام بعد التفاوض على إزالة الصواريخ السوفييتية من كوبا، فإن الخوف من نهاية العالم بالصواريخ النووية ما زال يلوح في الأفق.
اغتيال جون إف. كينيدي.. 22 نوفمبر 1963
بعد 13 شهراً من حلّ أزمة الصواريخ الكوبية، اغتيل الرئيس جون إف. كينيدي أثناء مروره بموكب سيارات في وسط مدينة دالاس بولاية تكساس.
هزّت هذه الميتة البشعة للرئيس الشاب الجذّاب واسع الشعبية الولايات المتحدة والعالمَ كله.
ففي الساعة الأولى بعد إطلاق النيران زاد من المخاوف أخبارٌ متواترة عن مقتل نائبه ليندون جونسون أيضاً، الذي كان يستقل سيارة أخرى على بُعد سيارتين من كينيدي في الموكب نفسه.
وكانت توترات الحرب الباردة ما زالت مستمرة حينها، وخشي الناس أن يكون اغتيال كينيدي جزءاً من هجومٍ واسع النطاق على الولايات المتحدة من أعدائها.
ونمت هذه المخاوف مع كشف التحقيقات أن القاتل المتهم لي هارفي أوزوالد، الجندي السابق بقوات المارينز الأميركية، كان قد تخلّى عن جنسيته الأميركية وحاول الانشقاق لحساب الاتحاد السوفياتي في 1959.
اغتيال د. مارتن لوثر كينغ الابن.. 4 أبريل 1968
في الوقت الذي كانت كلماته وأساليبه القوية، عبر الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية، تمضي سلمياً إلى الأمام بحركة الحقوق المدنية للأمريكيين، تعرَّض د. مارتن لوثر كينغ الابن إلى الاغتيال، على يد قناصٍ في ممفيس بولاية تيناسي، في الرابع من أبريل لعام 1968.
وفي المساء السابق لاغتياله، ألقى د. كينغ خطبته الأخيرة الشهيرة، التي قال فيها كما لو كان يتنبأ بما سيحدث: «هناك أيام صعبة تنتظرنا، لكن هذا لا يهم بالنسبة لي الآن، لأنني قد وصلت إلى قمة الجبل، شاء لي الرب أن أصل إلى قمة الجبل، وقد اطلعت منها، ورأيت الأرض الموعودة. ربما لا أصل معكم إليها، لكنني أريدكم أن تعرفوا الليلة أننا، نحن الشعب، سنصل إلى الأرض الموعودة».
وفي غضون أيامٍ من اغتيال الزعيم الحاصل على جائزة نوبل في السلام، تحوّلت حركة الحقوق المدنية من نبذ العنف إلى إراقة الدماء، فبدأت أعمال الشغب والضرب والاعتقالات التعسفية وقتل العاملين بالحقوق المدنية.
وفي الثامن من يونيو، تم اعتقال المتهم بتنفيذ الاغتيال، جيمس إيرل راي، في مطارٍ بلندن عاصمة إنجلترا. وقد اعترف راي لاحقاً أنه كان يُحاول الوصول إلى روديسيا، زيمبابوي الحالية، التي كانت تسيطر عليها وقتها حكومة فصل عنصري جنوب إفريقية مؤلفة من الأقلية البيضاء.
وكشفت التحقيقات تفاصيل أدت بالكثير من الأميركيين السود إلى الخوف من أن راي كان يلعب دوره في مؤامرة حكومية أميركية سرية تستهدف قادة الحقوق المدنية.
وقد أدى الحزن والغضب الذي تبع مقتل كينغ إلى تركيز الولايات المتحدة على محاربة الفصل العنصري، وسرع تمرير تشريعات مهمة في مجال الحقوق المدنية، من ضمنها قانون الإسكان العادل في 1968، الذي تم تطبيقه ضمن مبادرة «المجتمع العظيم» التي طرحها الرئيس ليندون بي. جونسون.
هجمات 11 سبتمبر..
11 سبتمبر 2001
في صباح الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001، حين استولى أعضاء من تنظيم القاعدة على أربع طائرات تجارية، واستخدموها في تنفيذ هجمات انتحارية على أهداف في الولايات المتحدة.
اثنتان من هذه الطائرات اصطدمتا ببرجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والثالثة ضربت البنتاغون بالقرب من واشنطن العاصمة، والرابعة سقطت في حقلٍ خارج بيستبرغ.
وبحلول نهاية اليوم، قَتل 19 شخصاً من القاعدة نحو 3 آلاف شخص أميركي، وجرحوا 6 آلاف أو يزيد، ودمروا ممتلكات بقيمة 10 مليارات دولار أميركي.
وخشية من تنفيذ هجمات مشابهة حظرت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية كلّ الرحلات التجارية الخاصة حتى تحسين الإجراءات الأمنية في المطارات الأميركية.
ولأسابيع ظلَّ الأميركيون ينظرون إلى أعلى في رعب حين تحلق طائرة نفاثة فوقهم، لأن الطائرات الوحيدة التي كان مسموحاً لها بالتحليق كانت الطائرات العسكرية.
وقد تسبَّبت هذه الهجمات في شنِّ الأميركان حروباً على أفغانستان والعراق.
وفي نهاية المطاف، تركت الهجمات الأميركيين مستعدين للقبول بقوانين، مثل القانون الوطني لعام 2001، وبإجراءات أمنية صارمة وتدخلية في كثير من الأحيان، تضحّي ببعض الحريات الشخصية لحساب الأمن العام.
copy short url   نسخ
24/06/2020
742