+ A
A -
كتب محمد الجعبري
أعادت الأزمة العالمية التي سببتها جائحة كورونا (كوفيد 19) تركيز الضوء على أهمية توفير الكوادر المتخصصة والمهنيين المؤهلين في مختلف القطاعات، وخاصة تلك التي تقف في خط الدفاع الأول عن العالم في مواجهة هذا الفيروس، من الأطباء إلى الممرضين والمسعفين، إلى الإداريين العاملين في القطاعات الطبية المختلفة، وصولاً إلى الباحثين ومطوري الأدوية، وكذلك العاملين في مختلف المجالات التي تتكامل مع بعضها البعض في سبيل مواجهة هذه الجائحة، وغيرها من التحديات الكبرى التي تواجه العالم.
نتابع يوميًا، خلال هذه الفترة، المواقف البطولية والمتفانية التي يظهرها العاملون في الخطوط الأمامية لمواجهة هذه الجائحة العالمية. يظهر هؤلاء في سلسلة من مقاطع فيديو مصورة أطلقها مركز قطر للتطوير المهني، عضو مؤسسة قطر، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، لتسليط الضوء على الدور المهم الذي يقوم به هؤلاء الأفراد في مواجهة الفيروس القاتل وحماية المجتمع من انتشاره، وفتح أعين الشباب على هذا النوع من المهن والتخصصات الدقيقة، وإبراز أهميتها في المجتمع.
وتضم السلسلة التي تحمل عنوان «الجيش الأبيض.. خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا» لقاءات قصيرة مع أكثر من 15 من الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي، يتحدثون فيها عن جوانب من المهام اليومية التي يقومون بها، كما يقدمون نصائح للطلاب الراغبين في سلوك المسارات المهنية نفسها، بالإضافة إلى إرشادات لكافة أفراد المجتمع للوقاية من الفيروس.
عن ذلك يعلّق السيد عبد الله المنصوري، المدير التنفيذي لمركز قطر للتطوير المهني، بالقول: «حين يختار كل فرد المهنة التي تتناسب مع قدراته وتطلعاته الشخصية، وتتوافق أيضًا مع احتياجات الدولة على المدى الطويل، نكون قد أنشأنا شبكة أمان من القوى العاملة الكفؤة التي نعتمد عليها في أوقات الأزمات. لا ننسى توجيه التحية إلى كل العاملين في القطاع الطبي، مع تقديرنا الكبير للجهود الجبارة التي يبذلونها، والكفاءة العالية التي يظهرونها في مواجهة هذه الجائحة العالمية. الواقع أن هذه الكفاءة لا تكون وليدة اليوم، بل هي نتيجة مسار طويل من التخطيط المهني السليم، الذي يبدأ من الأعمار الصغيرة، وصولًا إلى الشباب الذي ينطلق في دروب الحياة المهنية».
الواقع أن الأزمة الحالية أثبتت أهمية مقولة «الشخص المناسب في المكان المناسب»، وهو الدور الذي يؤديه التوجيه المهني، الذي يمكّن الطالب من اتخاذ القرار المهني السليم، واختيار المهنة المناسبة لقدراته وميوله، والإعداد لها، والالتحاق بها، بما يحقق التوافق المهني، ويزيد احتمالات النجاح والتقدم والتطور، على الصعيدين الفردي والمجتمعي.
هنا يتجلى الدور الوطني الهام الذي يلعبه مركز قطر للتطوير المهني، والذي يحمل على عاتقه مسؤولية نشر المعرفة والخبرات المهنية المتخصصة، وتدريب وتأهيل كوادر وطنية قادرة على النهوض بعملية التوجيه المهني، من أجل تمكين الشباب في دولة قطر. واستفاد من هذه الجهود آلاف الأشخاص من مختلف الفئات في جميع أنحاء الدولة، ما بين طلبة، وخريجين، وأولياء أمور، ومرشدين مهنيين، وأكاديميين، وغيرهم من المهتمين بمجال التوجيه والتطوير المهني.
ويقول المنصوري: «تبرز جهود مركزنا اليوم أكثر من أي وقت مضى، حيث أثبتت الظروف الاستثنائية التي يواجهها العالم أجمع، بفعل انتشار فيروس كورونا (كوفيد - 19)، صحة الخيارات التي اعتمدناها من أجل توفير خدماتنا إلكترونيًا، وخاصة نظام الإرشاد المهني الإلكتروني الخاص بنا، والذي يتضمن العديد من الوحدات المتنوعة والمكونات المبتكرة وأدوات القياس النفسي وتحليل الشخصية التي من شأنها مساعدة أبنائنا على التخطيط الأمثل لمستقبلهم الأكاديمي والمهني. ويوفر النظام كافة الأدوات بشكل إلكتروني دون الحاجة للخروج من المنزل».
من جهته، يؤكد السيد علي عبدالله الخاطر، الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي بمؤسسة حمد الطبية، على الدور الهام الذي تلعبه حملات التوعية في رفع مستوى الوعي حول الفيروس، والمساعدة في الحد من انتشار العدوى، لافتاً إلى أهمية هذه السلسلة المصورة في عرض المهن الموجودة في مجال الطب والرعاية الصحية.
ويقول: «تأتي هذه السلسلة من الحلقات التي نتعاون فيها مع مركز قطر للتطوير المهني، في سبيل التعريف بالجهود التي يبذلها القطاع الطبي في هذا الوقت الاستثنائي الذي نعيشه. ومن هذا التعاون، الذي تولت السيدة بلقيس الخزرجي إدارته من جهة مؤسسة حمد الطبية، فإننا نهدف إلى تعريف الشباب بالدور الهام الذي يلعبه المتخصصون في المجالات الطبية، وتحفيز أعداد متزايدة من الطلاب على الانضمام إلى هذه المجالات، وتكريس جهودهم في مجال الرعاية الصحية لخدمة وطنهم في المستقبل».
تتوفر هذه السلسلة المصورة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي التابعة لكل من مركز قطر للتطوير المهني ومؤسسة حمد الطبية.
copy short url   نسخ
22/06/2020
1671