+ A
A -
يوسف بوزيةكتب
أكد عدد من المتخصصين وأصحاب المزارع على قدرة تقنيات البيوت المحمية الذكية في زيادة إنتاج المزارع القطرية، وتقليل كمية الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية المستخدمة، مع تحقيق نفس الكفاءة في إنتاج أنواع متعددة من الخضراوات والفاكهة بما فيها المحاصيل الورقية.
وأكدوا في تصريحات لـ الوطن، في هذا السياق ان مزايا الأنظمة الزراعية الحديثة التي أدخلتها المزارع القطرية، بما فيها أنظمة «الأكوابونيك» و«الهيدروبونيك» تعطي أقصى انتاجية لوحدة المساحة مع الاستغناء عن العمليات المكلفة مثل الحرث والتعقيم والتسميد وإزالة الحشائش والبعد التام عن أمراض التربة وملوثاتها وآفاتها.. وكذلك الحصول على محصول مبكر وسريع الإنتاج على مدار العام، من دون النظر إلى الموسم، ما يتيح القيام بعدد أكبر من الزراعات في الموسم الواحد مع تحكم أفضل في الري والتسميد.
أقصى إنتاجية
واستعرض أحمد الخلف، رجل الأعمال والمستثمر بالقطاع الزراعي، مميزات البيوت المحمية ودورها في مساندة الدولة في تحقيق الأمن الغذائي من الخضار من خلال تزويد السوق بالمنتجات الطازجة والصحية، مؤكداً انها تعطي أقصى إنتاجية لوحدة المساحة وكمية المياه، وكذلك الأسمدة المستخدمة للزراعة، إلى جانب انها أقل تكلفة من حيث توفير الأيدي العاملة والبيئة الصحية واستمرار الإنتاج على مدار العام، من دون النظر إلى الموسم، كما أن البيوت المحمية تحمي المحاصيل العالية القيمة من الظروف غير الملائمة والحشرات والأمراض، ويتيح استخدامها مضاعفة الإنتاج أكثر من ثلاث دورات زراعية سنوياً، إلى جانب توفير العمالة، كما أن كفاءة استخدام المياه في البيوت المحمية عالية، حيث يمكن إنتاج 76 كيلوغراماً من الطماطم باستخدام متر مكعب من المياه في البيوت المحمية مقابل 5 كيلوجرامات لنفس كمية المياه في الحقل المكشوف.
وأكد الخلف ان الشركة العالمية لتطوير المشاريع، التي يترأس مجلس إدارتها، بدأت العام الماضي 2019 في زراعة «300» ألف متر لانتاج الخضراوات والورقيات على مدار العام، إلى جانب مشروع آخر يشغل مساحة «100» ألف متر ينتج المحاصيل الزراعية على مدى 9 اشهر من العام. مشيرا إلى ان القطاع الزراعي في قطر يتضمن وجود نحو 1400 مزرعة غير مستغلة، لكنها قابلة لإعادة التأهيل لتوفير البنية التحتية اللازمة، في حين ان تحقيق الاكتفاء الذاتي يتطلب استغلال 6 ملايين متر مربع، وهي المساحة المطلوبة لتلبية حاجة السوق المحلي.
نظام متكامل
بدوره قال غازي عمر عوض، خبير الإنتاج الزراعي، ان تقنيات الزراعة المحمية الحديثة تساهم في حماية البيئة بالمقارنة مع الزراعة التقليدية والمكشوفة، من خلال ترشيد استخدام المياه والأسمدة المستخدمة في الإنتاج الزراعي، والحد من تلوث المياه الجوفية بالمبيدات الحشرية والفطرية والأسمدة الكيماوية الأخرى، حيث تتيح تطبيق برنامج الإدارة المتكاملة للإنتاج والوقاية في مكافحة الآفات.
وأكد أن مزرعته تعتمد نظام البيوت المحمية «الاكوابونيك» من خلال استخدام تقنيات حديثة لتدوير المياه واستخدامها في إنتاج المحاصيل الزراعية العضوية إلى جانب الاسماك، فهو نظام يساعد في تقليل استخدام مياه الري وتجاوز ظروف البيئة وخفض تكلفة مستلزمات الإنتاج التي تتوافر في البيئة المحلية، كما يتغلب هذا النظام على تحديات ارتفاع الملوحة في التربة، وصعوبة الحصول على منتجات عضوية.
وأكد ان هذا النظام يسمح بالتحكم في كمية الأحياء الدقيقة الموجودة في الماء بما فيها الحالب والبكتيريا وغيرها من الأحياء الدقيقة، والتي تمثل مصدر غذاء الاسماك وتنظيف الأحواض وتكسير الامونيا وبالتالي يتم الاستغناء عن تبديل ماء الاسماك حتى انتهاء دورة التسمين وهو ما يساعد في تحقيق التنمية المستدامة.. وهو نظام قليل التكلفة وسهل التشغيل ولا يتطلب مبيدات حشرية أو أسمدة كيماوية أو خبرات فنية كبيرة.
التحفيز الحكومي
وتوقع ناصر أحمد الخلف، خبير التطوير الزراعي وصاحب مزرعة، التوسع في نظام البيوت المحمية في قطر في ظل التحفيز الحكومي واتجاه المزارع لاستخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في مجال الإنتاج الزراعي. منوهاً بتصنيع البيوت المحمية محلياً وتطبيق الممارسات الزراعية الحديثة في المناخات الحارة دون الاستعانة بالخبرات الأجنبية، وهو ما ساهم في رفع الإنتاج الزراعي المحلي بجودة وكفاءة عالية، وهي طريقنا في دعم ومساندة الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.. مؤكدا على سعي المزارعين في دولة قطر إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات بنسبة 70 % بحلول عام 2023، من خلال استخدام أفضل الممارسات الزراعية وفق النظام العضوي المائي لإنتاج المحاصيل الزراعية على مدار العام، معربا على أمله في قدرة الزراعة الحديثة على تزويد السوق القطري بما يحتاجه من خلال المنتج المحلي، مدللاً على ذلك بعد أن باتت طاقة المزرعة الإنتاجية 7 أطنان يوميا، تشمل ما يزيد على 70 صنفا من الخضر والفواكه.. وذلك مع توفير نسبة كبيرة من المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية تصل إلى ما يقارب 90 %.
التسويق المحلي
يذكر ان إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة استجابت للطلب المتزايد على المنتج المحلي من خلال دعم التسويق المحلي وتحفيز المزارع على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في مجال إنتاج الخضراوات.
وترجع فكرة برنامج تسويق الخضراوات القطرية المميزة إلى وجود إنتاج فاخر ومتميز من الخضراوات القطرية بالعديد من المزارع والتي تستخدم تكنولوجيا إنتاجية حديثة ومتطورة وتنتج خضراوات ذات صفات تسويقية متميزة.
كما نظمت إدارة الشؤون الزراعية العديد من ورش العمل لشرح فكرة البرنامج واهدافه وشروط الاشتراك به، وكيفية حصول المزرعة على منتج متميز من الخضراوات لعرضه بجمعيات الميرة بصورة ترفع من شأنه وقد شارك بها 17 مزرعة قطرية.
مزارع نشطة
ويوجد حاليا 3680 بيتاً محمياً بالمزارع النشطة والمسجلة بوزارة البلدية والبيئة على مساحات 244.002 هكتار، منها 471 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 49.569 هكتارا، و3209 بيوت محمية غير مبردة على مساحة 194.433 هكتارا.
ويتصدر محصول الخيار زراعة البيوت المحمية بـ 1487 بيتاً محمياً على مساحة 130.168 هكتارا، منها 157 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 25.337 هكتار و1330 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 104.831 هكتار.
ويحتل محصول الطماطم المركز الثاني في زراعة البيوت المحمية بإجمالي 605 بيوت محمية على مساحة 39.289 هكتارا، منها 100 بيت محمي مبرد على مساحة 12.024 هكتارا، و505 بيوت محمية غير مبردة على مساحة 27.265 هكتارا.
وتأتي الخضراوات على الترتيب في البيوت المحمية: الفاصوليا بـ 474 بيتاً محمياً على مساحة 23.289 هكتارا؛ منها 25 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 0.837 هكتار و449 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 22.477 هكتارا، والفلفل الحلو بـ 400 بيت محمي على مساحة 19.691 هكتارا؛ منها 74 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 6.830 هكتارا و326 بيتاً محمياً غير مبرد على 12.861 هكتارا، كما تأتي الباميا بـ 6 بيوت غير محمية على مساحة 0.216 هكتارا.
أما الخضراوات الأخرى فتأتي بمجموع 599 بيتاً محمياً على مساحة 27.284 هكتارا، منها 87 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 3.506 هكتارات، و512 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 23.778 هكتارا. وفي مجال الفواكه، يتم زراعة 109 بيوت محمية على مساحة 4.003 هكتارات، منها 28 بيتاً محمياً مبرداً على مساحة 0.998 هكتارا و81 بيتاً محمياً غير مبرد على مساحة 3.005 هكتارات.
copy short url   نسخ
19/06/2020
3207