+ A
A -
كتب حسام وهب الله
أكد الأستاذ محمد حمد المري رئيس التحرير المسؤول أن دول الحصار مازالت مصرة على نفس النهج في التعامل مع أزمة ولم تتغير سياساتهم بعد مرور ثلاث سنوات على الحصار، وعلى الجانب الآخر ظلت دولة قطر ثابتة على موقفها الذي انتهجته منذ اليوم الأول للقضية. وأضاف رئيس التحرير، خلال حديثة لبرنامج الحقيقة، أن دولة قطر حرصت منذ اليوم الأول لفرض هذا الحصار التأكيد على ضرورة حل هذه الأزمة من خلال الحوار غير المشروط والذي يستند إلى احترام سيادة الدول وبعدها يتم فتح كافة الملفات ومناقشة كافة التفاصيل إذا كانت هناك أمور تستحق المناقشة أو تستحق التوقف عندها.
اختفاء قيم الأخوة
وأكد الأستاذ محمد حمد المري أن هناك سؤالا يجب أن نطرحه على أنفسنا ونحن ندخل السنة الرابعة من الحصار وهو: هل تجاوزت دولة قطر الحصار أم لا ؟ والإجابة عن هذا السؤال تعيدنا للبداية وبالتحديد ليوم الخامس من يونيو 2017 حينما فوجئ الجميع بقرار حصار قطر وبالطبع فإن أي قرار مفاجئ أو يتحكم فيه عنصر المفاجأة لابد أن يكون هناك شيء من الارتباك، فعلى سبيل المثال لو تعرض فريق كرة قدم لهدف مباغت في بداية المباراة فإنه يتعرض للارتباك وقد يتعرض للهزيمة لكن لو كان الفريق قويا ومنظما يستطيع التماسك سريعا والعودة للمباراة بقوة وسرعة، وخلال فترة قصيرة تقلب الطاولة بل ومن الممكن أيضا أن تحرز عددا كبيرا من الأهداف، وهذا تقريبا ما حدث في مشهد الحصار، ففي أول أسبوعين للحصار احتجنا بعض الوقت حتى نستوعب أن هذه الدول الجارة والتي تربطنا بها أشياء كثيرة فرضوا حصارا على بلادنا ولم يتصور أحد أن الأمور تصل بهم إلى هذا المستوى في التعامل مع أشقاء وأخوة وعرب ومسلمين.
وأوضح رئيس التحرير أن دول الحصار تنصلت للأسف الشديد من قيم الأخوة والجيرة وحتى المروءة وتحولوا فجأة وبأسلوب مخالف لقيم وتعاليم الإسلام بل إنه مخالف للقيم التي عرفها العرب في الجاهلية وقبل ظهور الإسلام حيث كانت تصرفاتهم وأساليبهم وشتائمهم المستمرة مثيرة للدهشة، وكان من الواضح أن هدفهم هو تطويع الدوحة للدخول تحت سيطرتهم وفرض إرادتهم عليها للتحكم في قراراتها ومقدراتها والتصرف حسب أهوائهم وحسب ما يرونه هم، لكن على الجانب الآخر فإن دولة قطر وبتوجيهات من القيادة الرشيدة وبتعاون وأداء جميع الجهات بل وبتلاحم المجتمع القطري مواطنين ومقيمين لا نستثني أحدا، حيث تفاعل الجميع وتصرفت كافة جهات الدولة، واستوعبت الموقف سريعا واتخذت القرارات المناسبة، ومن جانبها قامت الدولة مشكورة بتغيير كل الأساليب التي كانت متبعة في السابق لتجاوز آثار الحصار، فقامت سريعا بتحديد طرق وأسواق وخطوط بديلة أيضا، لأن القرار الذي صدر من قبلهم كان يقضي بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجاربة وغيرها.
نجاح مستمر
وأكد الأستاذ محمد حمد المري أن قطر استطاعت خلال فترة قصيرة من بدء الحصار أن تعيش حياتها بشكل طبيعي في كافة الجوانب، ففي جانب الطيران نجحت الدولة في توفير الخطوط البديلة، وفي الجانب الاقتصادي نجحت في توفير أسواق بديلة وكان هناك تنسيق كبير بين كافة الجهات وفي الوقت نفسه قامت الدولة بإنشاء العديد من المصانع والمزارع والشركات، ومن يقرأ الأرقام الحالية يندهش من حجم الإنجازات المتتالية في جميع القطاعات بعد فرض الحصار في وقت تراجعت فيه الأرقام لدى دول الحصار.
وشدد الأستاذ المري على أنه باستثناء العلاقات الأسرية التي حدث لها تشتت بفعل الحصار ومنع القطريين من أداء فريضة الحج للأماكن المقدسة، فإن قطر في المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية وكل المجالات الأخرى حققت نجاحات منقطعة النظير، وهناك إحصائيات عديدة تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا، ففي المجال الرياضي مثلا حققت قطر إنجازات كبيرة، منها تصدر الفرق والمنتخبات القطرية للمسابقات والبطولات الآسيوية، إضافة إلى نجاح الدولة في تنظيم بطولات عالمية والفوز بمناصب دولية، وأصبح العالم يرسل رسائل متتالية أن الدوحة محل ثقة للجميع في مختلف المجالات وأنها عاصمة دولة يثق الجميع في أدائها وفي سياساتها.
يوم الانتصار
وقال رئيس التحرير إننا في قطر نرى في ذكرى الحصار يوم انتصار وليس يوما سيئا، فقد تحولت ذكرى يوم الحصار لدينا إلى يوم متميز وطنيا وشعبيا، لأن ذلك اليوم الذي أرادوا لك فيه أن تسقط تحول إلى نقطة انطلاق لقطر نحو آفاق اوسع وتخلصت من أشياء عديدة كانت تعيق انطلاقتها ومنحتنا دول الحصار الفرصة للانطلاق والتحرر من جميع المجاملات التي كنا نلتزم بها في إطار المنظومة الخليجية، وكانت تتسبب في تعطيلنا وعرقلة نشاطاتنا، فاليوم في ظل حفاظ دولة قطر على قرارها السيادي أصبح بإمكانها اتخاذ العديد من القرارات دون حساسية.
موضحاً أنه حتى التهمة التافهة التي حاولوا إلصاقها بقطر ظلوا طوال السنوات الثلاث الماضية يبحثون لها عن دليل واحد يؤكد روايتهم المزعومة فلم يجدوا، فالمثير أن تلك التهمة التي حاولوا إلصاقها بنا لم تدر عنها أميركا ولا فرنسا ولا بريطانيا ولا روسيا ولم يدر عنها سوى دول الحصار والحقيقة فإن العالم رد على ادعاءاتهم بصفعة قوية حينما فتح مكتبا للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في قطر وعندما نرى قيام الدوحة بأدائها السياسي والدبلوماسي والقيام بدور الوساطة المكثفة بين الأطراف المتنازعة وتنجح في الوصول إلى المصالحة بينها ولعل أهم تلك المصالحات ما تم مؤخرا على أرض الدوحة وبوساطة قطرية بين الولايات المتحدة وطالبان، ما يؤكد أن قطر محل قبول وثقة بين كل دول العالم ولها ثقل سياسي ودبلوماسي.
جهود الوساطة
وحول جهود الوساطة الكويتية قال المري إن دولة قطر، وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، تقدر وتثمن جهود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة من جهود للوساطة لإخراج دول النزاع من هذه الأزمة للحفاظ على منظومة مجلس التعاون الخليجي، وكانت قطر حريصة على المشاركة بفاعلية كاملة مع كل جهود دولة الكويت الشقيقة، وتعاملت مع كل جهودها بإيجابية وبترحيب كبير لكل ما تتقدم به الكويت لتقريب وجهات النظر أو لعقد اجتماعات أو عقد قمم، ونتذكر أيضا أن اول قمة خليجية تم عقدها بعد الأزمة واستضافتها الكويت وحضرها صاحب السمو ولكن دول الحصار تخلفت ولم يحضر قادتها كما هو متعارف عليه في اجتماعات قمم مجلس التعاون وهنا لابد من الإشارة إلى السؤال الذي يتردد مؤخرا أن قطر تريد الخروج من منظومة مجلس التعاون، فكيف نفسر حرص صاحب السمو على حضور قمم مجلس التعاون وتحديدا في قمة الكويت وهروب الآخرين من التواجد على نفس الطاولة للحوار، وبعد ذلك تثار مقولة ان قطر هي التي تريد الخروج من مجلس التعاون، ونحن نقول للجميع إن قطر متمسكة بمنظومة مجلس التعاون وتشارك بكل فعالياته واجتماعاته وهذا الحرص يؤكد أن قطر لم تذكر هذا الموضوع والذي يروج له أطراف تريد استمرار الأزمة، وهي الأطراف المستفيدة من وجود هذا النزاع وتحاول عرقلة أي جهود تبذل من قبل الدول المحايدة أو من قبل دولة الكويت الشقيقة في وقت رحبت فيه دولة قطر بكل جهود الوساطة الكويتية.
مكانة قطر
وأشار رئيس التحرير، خلال حديثة لبرنامج الحقيقة، على تليفزيون قطر، إلى أن المكانة الرفيعة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على مستوى العالم ونحن نرى ذلك بوضوح في كافة المشاهد ونرى كيف يتلقى صاحب السمو اتصالات ويستقبل ملوكا ورؤساء دول من أكبر دول العالم، كما يقوم بزيارات مماثلة إلى كل دول العالم تقريبا، تأكيدا على مكانة قطر في المجتمع الدولي، وهنا لابد من الإشادة بالدبلوماسية القطرية والدور الكبير الذي يقوم به سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الذي قام بجهود مكثفة منذ السنة الأولى للحصار بزيارة أكثر من «52» دولة لشرح وجهة النظر القطرية وإطلاع تلك الدول على الحقائق، خاصة في ظل سعي أطراف أخرى للترويج لأكاذيب ويستخدمون وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر فبركات وصور مزيفة وكلها أمور لا تمت للحقيقة بصلة.
وأكد الأستاذ المري أن قطر انتهجت مبدأ الحوار والانفتاح والجلوس على طاولة الاجتماعات والحضور في المؤتمرات بكل شفافية ولم يتغير هذا النهج منذ اللحظة الأولى للحصار، وحتى يومنا هذا، لكن في المقابل كان الطرف الآخر يعالج الأزمة من خلال الهاشتاجات، ولم يستطع أن يقنع العالم أو يقبل الجلوس على طاولة الحوار لأنهم ليس لديهم حجة أو دليل أو حتى موضوع من الممكن أن يتم مناقشته فإذا لم يكن لديه ذلك ويريد استمرار الحصار لأهداف خاصة به أو لحسابات هو يراها ولا تهمه شعوب المنطقة ولا منظومة مجلس التعاون فسوف يأتي يوم تنكشف فيه تلك الأمور وتلك الأهداف، وسيعرف الجميع أن هناك أطرافا من داخل أطراف دول الحصار تسعى لاستمرار النزاع لتوتير أجواء المنطقة لان لديها مشاريع في دول أخرى وتسعى لإشعال الصراع في دول أخرى وتعتقد أنها امبراطورية لكن وكما يقال عنها فإنها امبراطورية على ساق دجاجة.
موقف ثابت
وأكد الأستاذ المري أن قطر لم تتغير على مدار سنوات الحصار، فدولة تمر بكل هذه الظروف سواء من ناحية الظروف السياسية ثم الظروف الصحية الحالية ولم يحدث أي تغيير في موقفها ولم تتأثر سواء من ناحية الأداء الاقتصادي ولا من الجانب الإنساني فمازالت تقوم بدور عظيم على مستوى العالم فقدمت مساعدات لـ «22» دولة وقدمت دعما لتصنيع اللقاحات بقيمة «20» مليون دولار بالإضافة إلى مساعدات إنسانية بقيمة «140» مليون دولار، فقطر مازالت على نفس النهج سياسيا وإنسانيا فإذا أرادت دول الحصار المصالحة فنحن مستعدون ونحن منذ بداية الخلاف كانت مطالبنا واضحة تتمثل في حوار غير مشروط يحترم السيادة بعد ذلك من الممكن الاتفاق.
وتطرق رئيس التحرير إلى حديث سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مؤخراً لقناة الجزيرة، موضحاً أن سعادة وزير الخارجية ذكر نقاطا مهمة منها الحديث عن التحرك الذي كان العام الماضي لإجراء المصالحة ثم توقفت فجأة، متوقعاً أن هناك طرفا هو الذي عرقل جهود المصالحة، كما تحدث سعادة وزير الخارجية عن مبادرة أخرى للمصالحة، ونحن نقول إن قطر مازالت منفتحة على الحوار لحل الأزمة ونرى أن من يعرقل الحل أو يذهب بعيدا عن الحوار هو من ليس لديه شيء يستطيع إثباته وبالتالي ليس لديه رد حتى على شعبه حول سبب دخوله في تلك الأزمة والمكاسب التي حققها من ورائها، فحتى مطالبهم الثلاثة عشر سخر منها العالم واختفت دون رجعة لأنها مطالب جاءت بهدف الرفض.
copy short url   نسخ
07/06/2020
1257