+ A
A -
لحقت بالمتمرد الليبي خليفة حفتر وميليشياته هزائم سريعة ومتلاحقة، عندما سيطر الجيش الليبي (حكومة الوفاق) على آخر معقل رئيسي لحفتر قرب طرابلس، وتقدم إلى الجنوب، بعد انهيار مفاجئ لحملة بدأها حفتر على العاصمة الليبية قبل 14 شهراً، فيما توعدت الحكومة بإلحاقه المزيد من الخسائر.
وهجوم «الجيش الليبي» أجبر قوات حفتر على الانسحاب من مدينة ترهونة الاستراتيجية، الجمعة 5 مايو 2020، واتجهت صوب سرت على الساحل إلى الشرق وقاعدة الجفرة الجوية في وسط ليبيا.
لكن المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب» التابعة للحكومة قال إن ميليشيات حفتر فرّت من سرت، وإن أعيان المدينة عرضوا تسليمها لحكومة الوفاق المُعترف بها دولياً، وذلك بعدما تعرضت الميليشيات لقصف جوي استهدف آليات مسلحة بينها مدرعات إماراتية.
بهذا التقدم بسطت حكومة الوفاق سيطرتها على معظم أنحاء شمال غربي ليبيا، واستردّت الكثير من المكاسب التي أحرزها حفتر منذ العام الماضي عندما بدأ الزحف نحو طرابلس، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
تقع ترهونة في التلال جنوب شرقي طرابلس، وكانت قاعدة أمامية لهجوم حفتر على العاصمة، ويشير سقوطها السريع إلى أن داعمي حفتر في الخارج كانوا أقل ميلاً لدعم مسعاه للسيطرة على البلد بأكمله بعد تدخل تركيا الحاسم لوقفه.
أثار ذلك تساؤلات بشأن هيمنة حفتر في شرق ليبيا، رغم أنه لا يوجد سوى عدد محدود من الناس ممن يبدون قادرين على الحفاظ على ائتلاف القوى التي جمعها حفتر في جيشه.
جاءت استعادة ترهونة عقب أقل من يوم واحد على استعادة السيطرة على طرابلس وضواحيها بالكامل، بعد تمكّنها من إخراج قوات حفتر من جنوب العاصمة، إثر معارك استمرّت أكثر من عام.
من جانبه، وفي أول رد فعل على استعادة كامل غرب ليبيا، أكد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني أن المعركة لن تنتهي ومستمرة حتى السيطرة على ليبيا بالكامل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح السراج، في منشور نشرته قوات حكومة الوفاق على صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن «معركتنا ما زالت مستمرة، وعازمون على بسط سيطرة الدولة على كافة أراضي ليبيا. لا تنازل عن تطبيق العدالة والقانون لمحاسبة كل من اقترف جرائم بحق الليبيين».
كما دعا وزير داخليته، فتحي باشاغا، كافة المدن التي تقع تحت سيطرة قوات حفتر للعودة إلى شرعية الدولة، وقال باشاغا: «على أهالي المدن المختطفة من هذا المشروع الانتفاض لتجنيب مدنهم الحرب، والعودة لشرعية الدولة».
انهيار متسارع
كانت غرفة عمليات حكومة الوفاق الوطني قد قالت إنها دخلت بلدة بني وليد الصغيرة، الواقعة جنوبي ترهونة، التي يوجد بها مطار، وأكد اثنان من السكان أن حكومة الوفاق دخلت البلدة دون مقاومة جراء انهيار في قوات حفتر.
وفي مقاطع وصور منشورة على الإنترنت ظهر أفراد من قوات حكومة الوفاق على ما يبدو داخل المدينة يتبادلون العناق، فيما يطلق آخرون النار في الهواء، وقالت حكومة الوفاق الوطني في وقت لاحق إنها اكتشفت أكثر من 100 جثة في مشرحة بالمدينة وتحقق في الأمر.
وبعد الهزائم المتتالية لحفتر لا يزال الأخير يسيطر على الشرق الليبي، وحقول النفط في الجنوب، بينما تقول حكومة الوفاق إنها ستواصل تضييق الخناق على حفتر.
محادثات متوقعة
تأتي هزائم حفتر المتتالية بعدما بدأت الأمم المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية في عقد محادثات مع الجانبين، بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار على الرغم من عدم الالتزام باتفاقات هدنة سابقة.
وكانت الأمم المتحدة قد رحّبت بقبول طرفَي النزاع في ليبيا باستئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، بعد توقّفها أكثر من ثلاثة أشهر، وتضم اللجنة 5 أعضاء من قوات المشير حفتر و5 أعضاء من قوات حكومة الوفاق)، وقد أقرّت ضمن حوار جنيف، في فبراير، هدف الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم.
يُشار إلى أن المسار العسكري واحد من ثلاثة مسارات، إلى جانب المسارين السياسي والاقتصادي، يتوجّب اتّباعها لاستكمال مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا لحلّ الأزمة، إلا أنّ اللجنة العسكرية علّقت أعمالها عقب جولتَي محادثات بسبب خلافات.
copy short url   نسخ
07/06/2020
507