+ A
A -
محمد الجعبري
على مدار أكثر من 20 عامًا، دأبت مؤسسة قطر على تعزيز الابتكار وريادة الأعمال على المستوى الإقليمي، ودعم مساعي تنمية المجتمع وثقافة التعلّم مدى الحياة، وإعداد ألمع العقول لمواجهة التحديات المستقبلية الكبرى.
وقد احتفلت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هذا العام (2020) بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها من خلال تسليط الضوء على الإنجازات التي ساهمت في دعم مسيرة دولة قطر نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومن بينها بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، وذلك من خلال تنمية القدرات البشرية وتمكين أفراد المجتمع من إدراك امكانياتهم ودعمهم لإحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات، عبر مجالات عملها التي تركز على: التعليم، والبحوث والتطوير والابتكار، وتنمية المجتمع.
وانطلاقًا من التعليم الذي تؤمن مؤسسة قطر بأهميته في تعزيز الثروة البشرية لترسيخ الاعتزاز بالثقافة والهوية القطرية، ركزت مؤسسة قطر من خلال مسيرتها الممتدة على مدى ربع قرن على الإنتاج المعرفي، وضمان فرص التعلم مدى الحياة، وإيجاد البيئة الداعمة والحاضنة والتي تساهم في توليد الأفكار المبتكرة، وإفساح المجال أمام الحوار وتبادل وجهات النظر، ورعاية المواهب ودعمها على مستوى عالمي، مع الحفاظ على التراث العربي والإسلامي.
وقد احتفلت المؤسسة بمرور 25 عامًا على تأسيسها من خلال فعالية بعنوان «مؤسستي» في فبراير الماضي، شكّلت محطة مهمة في مسيرة مؤسسة قطر، لأنها سلطت الضوء على دور المؤسسة في المساهمة بتكريس دور دولة قطر الريادي على مستوى العالم، كما هدفت إلى مناقشة ما أحرزته مؤسسة قطر من إنجازات ونجاحات منذ تأسيسها في عام 1995 وتطلعاتها المستقبلية، وذلك بالتعاون والشراكة مع مختلف الجهات والمؤسسات والهيئات في الدولة.
وفي هذا السياق، قال السيد خليفة الكبيسي مدير إدارة العلاقات الإعلامية والمكتب الصحفي في مؤسسة قطر: «لطالما استمدت مؤسسة قطر إلهامها من المجتمع القطري، ومن قدرته على التكيّف والصمود والتعامل مع الأزمات، بل وتحويل التحديات إلى فرص. وهذا جزء رئيسي من رسالة المؤسسة الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان، فقدرات الإنسان تتبلور وتُصقل في ظلّ التحديات، حيث يتخذ الإنسان من الأزمات حافزًا للإبداع والابتكار والسعي من أجل تحقيق الاستدامة والمضي قدمًا في تحقيق الإنجازات التي يتطلع إليها».
أضاف الكبيسي: «منذ بداية الحصار الجائر أثبتنا في مؤسسة قطر قدرتنا على التعامل مع التحديات وجاهزيتنا على مختلف الأصعدة، وذلك من خلال استعداداتنا المسبقة واستجابتنا الفورية على نحو من السرعة والكفاءة، وضمان سير العملية التعليمية لطلابنا من مختلف الجنسيات بالجودة نفسها، والاستمرار أيضًا في العمل على البحوث والتطوير والابتكار التي تعمّ فائدتها على دولة قطر والمنطقة، كذلك مضينا قدمًا في إطلاق المزيد من المبادرات والمشاريع المجتمعية التي تهدف إلى بناء المجتمعات، بالإضافة إلى افتتاحنا صروحا ومرافق عالمية.
التعليم ما قبل الجامعي
في الأعوام الثلاثة الماضية، أطلقت مؤسسة قطر ثلاث مدارس تعمل تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي وهي: أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا، أكاديميتي، ومدرسة طارق بن زياد.
فتحت أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا أبوابها للطلاب الراغبين في الحصول على تعليم متخصص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات «ستيم»، وتعد الأكاديمية الوحيدة من أكاديميات ستيم في دولة قطر التي تقدم دبلومة أميركية من خلال دورات المستوى المتقدم وكذلك شهادة المستوى الأول لدى المملكة المتحدة، وكان قد تم الإعلان عن إطلاق هذه الأكاديمية في أبريل 2018.
تقدّم أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا برنامجًا يركز على تنمية المهارات العلمية والتفكير الابتكاري، بما يسمح للطلاب بتطبيق معارفهم النظرية في إيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه العالم.
ومن خلال توفير بيئة متخصصة، يديرها خبراء في مجال تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والمنهج الدراسي للأكاديمية يركز على التصدي للتحديات الكبرى التي حددتها استراتيجية قطر الوطنية للبحوث.
في فبراير 2019 أطلقت مؤسسة قطر مدرسة «أكاديميتي» التي تهدف إلى اكتشاف المواهب الكامنة وتحويل الرؤى إلى واقع، وذلك كمدرسة تقدمية ورائدة تعد الأولى من نوعها في قطر، بتقديمها نموذجًا تعليميًا عالميًا فريدًا من نوعه في مجال التعليم الفردي بأبعاده الجديدة. وتهدف «أكاديميتي» إلى توفير تجارب تعليمية حديثة لطلابها، ترتكز على التنمية الفردية والأكاديمية للأطفال، حيث تم تصميم هذه التجارب خصيصًا من أجل تمكين الأطفال من إطلاق العنان لقدراتهم الكاملة.
في فبراير 2020 احتفلت مؤسسة قطر بإدراج مدرسة طارق بن زياد تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، وتوفّر المدرسة تعليمًا ثنائي اللغة لمنهج متجذّر بعمق في التراث القطري، وتملك إرثًا قويًا حافلًا بالتفوق يعود لعدة عقود، حيث كانت المدرسة سابقًا تدار من قبل الديوان الأميري، وهي على قدر كبير من الأهمية على المستوى الوطني، لأنها خرجت عددًا من قادة البلاد الحاليين. وقد تم تجهيزها مؤخرًا بمرافق جديدة ومتطورة، تؤهلها لتكون في صدارة المدارس القطرية ثنائية اللغة، مع التركيز على التراث والثقافة واللغة العربية.
وفي إطار تعزيز التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، للهوية الوطنية، أطلقت مؤسسة قطر يوم البرامج الوطنيّة والتراث وذلك في عام 2018، وتشمل هذه البرامج الدراسات الإسلامية، والتاريخ القطري، واللغة العربية، بالإضافة إلى برنامج «التراث القطري» الذي استحدثته مدارس المؤسسة العام الماضي 2019.
copy short url   نسخ
07/06/2020
1578