+ A
A -
كتب عادل النجار
جهود كبيرة يبذلها المدرب الآيسلندي هيمير هالجريمسون مع النادي العربي من أجل الوصول إلى منظومة عمل ناجحة تعيد النادي العريق إلى واجهة البطولات من جديد، فمع بداية عمله مع قلعة الأحلام انتهج استراتيجية تطوير تعتمد على العناصر الشابة بالإضافة للعناصر المحترفة، وواجهته ظروف صعبة لم ينجح من سبقوه في اجتيازها، سواء النواحي المالية التي تؤثر على التعاقدات أو تراجع مستوى العناصر المحلية، أو غياب الثقة وسوء النتائج التي كادت أن تلقي بالعربي خارج دوري الكبار عندما لعب المباراة الفاصلة أمام معيذر في 2013.
لكن الوضع تغير الآن وأصبح العربي يسعى للمنافسة من أجل التواجد في المربع، وأيضا وصل الفريق لقبل نهائي كأس سمو الأمير بعد غياب سنوات طويلة عن هذا الدور، وأصبح قريبا من النهائي ويتطلع للفوز باللقب، ولا شك أن التتويج بالبطولات هو المعيار الحقيقي لنجاح الفرق الكروية والمقياس الذي يقيس من خلاله الجمهور مدى النجاح من عدمه، ولكن المدرب الآيسلندي هيمير لديه مقياس آخر للنجاح والتطور مع فريق العربي يمكن قياسه من خلال عدد العناصر التي تم ضمها للمنتخب الوطني من الفريق رغم أنه لا ينافس على قمة الدوري، ولكن ما قدمه المدرب من عناصر شابة جعل المنتخب الوطني يقوم بضمها في المرحلة الحالية ومراحل سابقة في ظل الجهود المبذولة من قبل القائمين على الأدعم من أجل مواصلة التطور للوصول لأقصى جاهزية قبل الحلم المونديالي 2022 الذي سيقام للمرة الأولى في قطر والشرق الأوسط والمنطقة العربية.
لقد اعتاد العربي في السنوات السابقة على أن يتواجد له ممثل واحد أو اثنين وأحيانا ثلاثة على أقصى تقدير في سنوات مضت، لكن تحت قيادة هيمير تضاعف العدد بفضل العمل المبذول، فارتفع العدد إلى نصف درزن «6 لاعبين» جملة واحدة، فقد قام جهاز المنتخب الوطني بقيادة فليكس سانشيز بضم أحمد فتحي، ومحمد صلاح النيل، ومصعب خضر، ويوسف عبدالرزاق، وجاسم جابر، وفهد شنين، ولا شك أن انضمام تلك العناصر للتجمعات الدولية على فترات مختلفة ينعكس بصورة إيجابية عليهم وعلى الفريق وعلى شكل المنافسة داخل فريق العربي وعلى الخبرات التي يكتسبها اللاعبون، فالنجاح سيكون له مردود إيجابي على المنظومة ككل، فعندما يكون لديك 6 لاعبين دوليين بالإضافة إلى 5 محترفين بجانب حارس مرمى مميز مثل محمود أبوندى الصاعد بقوة والذي دخل ترشيحات المنتخب الوطني أيضا، فإنك أمام فريق متطور قادر على المنافسة والدخول في دائرة الصراع على الألقاب بعد سنوات من الغياب والابتعاد، ومن هنا يبرز عمل المدرب الآيسلندي هيمير الذي ساهم في ذلك الأمر ولا يزال يواصل التخطيط من أجل مضاعفة قوة العربي للمرحلة القادمة وللسنوات القادمة من خلال الاستراتيجية التي وضعها وستمتد لأكثر من موسم.
عودة العربي للتمثيل الدولي القوي لا شك أنها أمر إيجابي سيكون له تأثير على الفريق في المرحلة القادمة، في وقت يحظى النادي بشعبية وجماهيرية كبيرة ستحفز هؤلاء اللاعبين للنجاح بشكل أكبر، وهو ما يتطلع إليه الجميع، وسيكون على المدرب صاحب الخبرة المونديالية أن يواصل جهوده وأن يكثف من عمله لأنه اقترب من منصات التتويج وعليه أن يتوج ذلك العطاء بتحقيق البطولات حتى يدخل تاريخ النادي العربي بكل قوة، وعلى الإدارة والجمهور مواصلة الدعم والمساندة حتى تتحقق الاستراتيجية التي ينتهجها من أجل إعادة نادي بقيمة العربي إلى مكانه الطبيعي في القمة من جديد.
copy short url   نسخ
06/06/2020
1162