+ A
A -
يعد برنامج «التواصل الأفضل» مبادرة وطنية تسعى لتحقيق التكامل المجتمعي لشريحة العمالة الوافدة في قطر من خلال سد الفجوة الرقمية لديهم وتشجيعهم على الاستفادة من مختلف الخدمات الإلكترونية المتاحة. وكان هدف البرنامج الوصول إلى 1.5 مليون مستفيد خلال خمس سنوات من إطلاقه، إلا أن الجهود الحثيثة للقيمين على البرنامج في إتاحة فرص الشمولية الرقمية أدت إلى اتساع قاعدة المستفيدين لتصل إلى 1,679,000 مستفيد.
تم إطلاق برنامج «التواصل الأفضل» في عام 2014، تحت مظلة وزارة المواصلات والاتصالات، بهدف تعزيز الرفاهية الاجتماعية للعمالة الوافدة في قطر، وذلك من خلال تسهيل وتعزيز الشمولية الرقمية للعمالة الوافدة.
وشهد البرنامج نمواً ملحوظاً من حيث عدد الشركات المشاركة والمستفيدين، ويعود ذلك إلى الدعم الكبير الذي يتلقاه من قِبَل وزارة المواصلات والاتصالات ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وبرنامج أيادي الخير نحو آسيا (ROTA)، أحد البرامج التابعة لمؤسسة التعليم فوق الجميع، بالإضافة إلى الشركاء الآخرين، مما كان له تأثير بالغ في تعزيز نجاح البرنامج وتوسيع نطاق المستفيدين منه.
وكان جُلَّ تركيز المرحلة الأولى من البرنامج، التي امتدت خلال الفترة بين أبريل 2015 وديسمبر 2017، منصباً حول توفير الموارد وتحقيق الأهداف المرحلية المنشودة والمتمثلة في تزويد العمالة الوافدة بإمكانية الوصول إلى الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر والخدمات الإلكترونية وتدريبهم على الاستفادة منها في أماكن سكنهم. وانطلاقاً من كونه شريكاً فاعلاً في هذه المبادرة، ساهم برنامج «روتا» بشكل كبير في تحويل هذا الهدف إلى حقيقة واقعية من خلال الاستعانة بمجموعة من المتطوعين وتدريبهم وتوجيههم لهدفين: مساعدة الشركات في تجهيز قاعات الكمبيوتر ومعدات التكنولوجيا في أماكن السكن المخصصة للعمال، ومن ثم تدريب العاملين على استخدام هذه الأجهزة، مما يصب ضمن جهود محو الأمية الرقمية، لتثمر الخطة الطموحة للبرنامج عن نجاح منقطع النظير.
وبناءً على النتائج الإيجابية للمرحلة الأولى من البرنامج، أعلنت وزارة المواصلات والاتصالات ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية عن تدشين المرحلة الثانية التي شهدت توسيع نطاق برنامج «التواصل الأفضل» خلال الفترة من يوليو 2017 حتى نهاية فبراير 2020. وخلال هذه المرحلة، لعب برنامج «روتا» دوراً حيوياً في مراقبة وتقييم البرنامج بما في ذلك؛ تصميم أدوات جمع البيانات، وتدريب المتطوعين على عمليات جمع البيانات، والتحليل وإعداد التقارير الخاصة بنتائج المشروع والتقدم المحرز.
وتعليقاً على إنجازات البرنامج التي تحققت حتى الآن، قالت السيّدة مريم مجارح، مديرة المشروع من برنامج «روتا»: «لقد تضافرت الجهود واتحدت الرؤى لتحوّل حياة العمال الوافدين الذين استخدموا التكنولوجيا إلى الأفضل عن طريق مساعدتهم على التواصل الدائم مع ذويهم في بلدهم الأصلي، وتعلم مهارات جديدة، والاستفادة من مجموعة متنوعة من الخدمات والمنصات عبر الإنترنت مثل»موقع حكومي. نشكر كل من شاركنا ونخص بالشكر متطوعينا الذين جسدوا أسمى آيات التفاني وأظهروا الجانب الإيجابي للمجتمع الذي نعيش فيه، فقد ساعدتنا جهودهم في تمكين الأشخاص الذين تم استبعادهم رقميًا في الاستفادة من المزايا العديدة التي تتيحها شبكة الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة».
وأظهرت نتائج المرحلة الثانية من برنامج «التواصل الأفضل» نجاحه في توفير فرص التطوير المهني والشخصي للعمال، وخاصة أولئك الذين تلقوا قدراً محدوداً من التعليم في بلدانهم. وقد أكد المستفيدون على التحسن الملحوظ في مستويات سعادتهم ورفاهيتهم وثقتهم بنفسهم، كما أشاروا إلى أنهم أصبحوا أكثر قدرة على التواصل الجيّد مع الآخرين والتعلم بشكل مستقل باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإنترنت، وأعربوا عن مدى رضاهم عن البرنامج.
وحول التأثير الإيجابي للبرنامج في حياته، قال أحد المستفيدين: «لقد تعلمت استخدام برنامج Word وقليلًا من برنامج Excel والآن يمكنني كتابة رسائلي الخاصة بنفسي. لا يتطلب عملي استخدام البرنامجين ولكنني أرغب في تنمية مهاراتي وتعلم كيفية التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة».
وتزامناً مع ذلك، أفاد المتطوعون المشاركون بأن البرنامج أحدث تغييراً إيجابياً كبيراً في حياة المستفيدين عبر تنمية مهاراتهم الشخصية، وقد ظهر هذا جلياً من خلال قدرتهم على إنجاز المهام اليومية بكفاءة وسهولة أكبر. وفي إطار جهوده نحو تمكين أفراد المجتمع المحرومين رقميًا، حقق برنامج «التواصل الأفضل» العديد من الإنجازات الرئيسية في مقدمتها؛ مساعدة العمال على استخدام واجهات رقمية مثل جهاز الصراف الآلي، والبحث عن بعض الموارد الإلكترونية بما في ذلك موقع حكومي والمواقع الإلكترونية للوزارات، ومشاركتها فيما بينهم عبر الإنترنت.
ويتيح برنامج «التواصل الأفضل» للمتطوعين والشركات فرصة مميّزة للمساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 عبر إرساء الأسس لمجتمع قائم على المعرفة.
copy short url   نسخ
02/06/2020
2608