+ A
A -
عادل النجار
شهد دورينا هذا الموسم تراجعا واضحا للمحترفين الآسيويين مقارنة بسنوات سابقة شهدت تألقهم بشكل كبير ولافت للنظر، فإذا نظرنا إلى ما قدمه نجوم آسيا هذا الموسم نجده لا يقارن بالتأكيد بما تم تقديمه في فترات ومواسم سابقة، بل الأمر وصل إلى أن بعض هؤلاء المحترفين أبدع في بعض المواسم لكنه تراجع بصورة كبيرة مقارنة بالسابق وهو النجم الكوري الجنوبي نام تاي هي، الذي تألق في الدحيل وكان أبرز نجوم الدوري على الإطلاق، لكنه مع السد لم يظهر بأفضل صورة ممكنة، حتى أنه اعترف بذلك وقال إنه ليس راضٍ عن نفسه ويبحث عن الأفضل، وربما تكون الإصابة التي تعرض لها الموسم الماضي قد أثرت على أدائه خلال هذا الموسم، لكن الجمهور بالتأكيد ينتظر الكثير من لاعب بقيمة نام تاي هي، ويأمل في أن يساهم إلى جانب كوكبة نجوم السد في تحقيق إنجازات على المستوى الآسيوي ليس فقط على المستوى المحلي.
المدرسة الكورية الجنوبية قدمت العديد من النجوم إلى دورينا في السابق وجعلت الأندية تتجه إليها، وخلال الموسم الحالي برز العديد من الأسماء الجديدة التي انضمت إلى دورينا ومنها الكوري الجنوبي كوجا تشول لاعب الغرافة ومواطنه لي جايك مع الريان، ولكن لم يتمكن أي منهم في لفت الأنظار بأقصى درجة على عكس بعض المحترفين الآخرين مثل الجزائري سفيان هني الذي برز في الغرافة كأحد نجوم الموسم، وساهم في تواجد الفريق ضمن المربع، لكن تشول لا يزال يبحث عن إبداع أكبر ومساحة أفضل للتألق ولاشك أنه يمتلك إمكانيات تجعله قادرا على ذلك لكنه ربما يحتاج المزيد من الوقت حتى يستحق أن يكون أحد نجوم الموسم.
المدافع ولاعب الوسط الكوري في صفوف السد جانج ويونج لم يبرز بالشكل الكبير رغم أنه يمتلك الخبرة والاستقرار مع الزعيم السداوي، إلا أنه رغم ذلك ظهر بمظهر عادي وكان يتم استبداله في العديد من المباريات، بل كان ينافسه اللاعب الشاب سالم الهاجري بصورة كبيرة ويتفوق عليه في بعض الأحيان لولا تعرضه للإصابة، وقد طالبت الجماهير بأن يتم تغيير ويونج لكن إدارة السد تتعامل بصورة احترافية كاملة وسيكمل اللاعب عقده، لكن بالتأكيد ينتظر منه الزعيم الكثير من العطاء وتقديم مستويات أكبر باعتباره لاعبا محترفا جاء للمساهمة في إنجازات وليس مجرد لاعب عادي، فالسد اعتاد على أن تكون عناصره المحترفة على أفضل مستوى محليا وآسيويا.
وفي الريان نجد أن المدافع الكوري لي جايك رغم مشاركته والاعتماد عليه كعنصر في الرهيب، إلا أن بعض الأخطاء التي ارتكبها جعلت الجمهور ينتقده، وأبرز مثال على ذلك المواجهة التي خسرها الريان أمام الغرافة عندما تسبب في خطأ غير سيناريو المباراة وقلبها على الرهيب بسبب تدخل خاطئ تسبب في ركلة جزاء قلبت الموازين وجعلت الجمهور يخرج اللاعب من حسابات التألق والإبداع، رغم قدراته الدفاعية، وبالتالي عليه أن يبذل جهدا أكبر في المستقبل حتى يستعيد مكانته لدى الأمة الريانية التي تأمل أن يتوج فريقها بدرع الدوري هذا الموسم، حيث يحتل الفريق المركز الثاني خلف الدحيل في جدول الترتيب بفارق 4 نقاط فقط، ولابد أن يكون الفريق في قمة عطائه وأن يكون كل لاعب في أفضل جاهزية خاصة العناصر المحترفة ومنها لي جايك حتى يتمكن الرهيب من العودة لمنصات التتويج مرة أخرى، خاصة أن حلم التتويج بكأس سمو الأمير ضاع بعد الخروج المؤلم من البطولة.
ودون الابتعاد عن كوريا، نجد أن الدحيل قام بجلب صفقة مثيرة للغاية عندما تعاقد مع اللاعب الكوري الشمالي هان كوانج سونج قادما من يوفينتوس الإيطالي في صفقة قوية للغاية، وسرعان ما قدم اللاعب هان نفسه كمحترف صاحب مهارات عالية قد تجعل الحسابات تعاد مرة أخرى في قدرات المحترف الآسيوي وتألقه في دورينا، حيث أظهر خلال مباريات معدودة إمكانياته وأنه لاعب قادم بقوة وقادر على الإبداع والتألق، ولكن المهمة بالتأكيد لن تكون سهلة، فالمنافسة صعبة وعليه أن يظهر المزيد من الإمكانيات حتى يؤكد بالفعل أنه سيكون أحد النجوم في دورينا ويعيد للمحترف الآسيوي بشكل عام والكوري بصورة خاصة رونقه وإبداعه خاصة أنه لايزال صغيرا في السن وينتظره مستقبل واعد.
المدرسة الكورية لم تتراجع وحدها بل أيضا المدرسة الإيرانية، فالمحترفون الإيرانيون لم يتألقوا بالصورة المعتادة خلال هذا الموسم، فعلى سبيل المثال المدافع الدولي مرتضى كنجي قائد دفاع العربي تعرض للعديد من الانتقادات، وطالب بعض المحللين بأن يتم تغييره الموسم المقبل، لأنه لم يحافظ بأفضل صورة ممكنة على دفاع العربي فاستقبل الفريق الكثير من الأهداف وتلقى العديد من الخسائر التي جعلته خارج المربع، ولكن ربما تكون الإصابات المتكررة قد أثرت عليه، لكنه يبقى لاعبا صاحب قدرات دفاعية عالية، جعلته أحد نجوم دورينا في وقت سابق عندما كان يلعب بقميص السد، لكنه تراجع بالتأكيد في الوقت الحالي مقارنة بالسابق وعليه أن يقدم ما يقنع الجمهور بأنه أحد أفضل المدافعين في دورينا على الإطلاق، فقد سبق وحصد ذلك اللقب وعليه ألا يقاتل لاستعادته.
أيضا المهاجم الإيراني كريم الأنصاري لاعب السيلية لم يقدم المردود المنتظر مع فريقه في الموسم الحالي، فعندما تعاقد معه السيلية كان الهدف زيادة قوة الفريق الهجومية والدخول في دائرة المنافسة على المراكز الأولى، لكن لم يحدث ذلك بل تراجع الفريق للمركز السادس في جدول الدوري وودع الآسيوية مبكرا وفشل في المنافسة بكأس سمو الأمير، ولم يتمكن الانصاري من تسجيل سوى 6 أهداف في الدوري، مما يؤكد أنه ليس في قمة مستواه، وكان السيلية يحتاجه بصورة كبيرة هذا الموسم لكنه لم ينجح في أن يقدم نفسه كأحد أبرز المهاجمين في الدوري وتراجع أمام المهاجمين المحترفين العرب الذين تصدروا القائمة بجدارة كبيرة.
وربما يكون مواطنه رامين رضائيان أفضل قليلا حيث سجل 8 أهداف مع الشحانية لكنه لم ينقذ فريقه من شبح الهبوط الذي يطارده حيث يحتل الفريق المركز الأخير في الدوري ويعتبر المرشح الأقوى للسقوط للدرجة الثانية.
التمثيل الاسترالي في دورينا كذلك لم يكن مميزاً، فالمدافع الاسترالي شان لوري مع العميد الاهلاوي لم يقدم العطاء الكبير الذي كان متوقعا، بل عانى دفاع الأهلي بصورة واضحة هذا الموسم، حيث استقبل 29 هدفا ويحتل الفريق المركز الثامن في جدول الترتيب، وسيغادر اللاعب الاسترالي صفوف الأهلي بنهاية هذا الموسم.
لا شك أن دورينا يضم الكثير من المحترفين الآسيويين، لكن لم يبرزوا بصورة كبيرة هذا الموسم، في مقابل تفوق كبير للمحترف العربي، ويمكن استثناء بعض الأسماء مثل راشيدوف مع قطر أو غيره من اللاعبين الذين يجتهدون لإظهار قدراتهم، إلا أن الصورة العامة تؤكد تراجعا واضحا للمحترف الآسيوي في مقابل تألق كبير شهدناه منهم في مواسم سابقة.
فهل سيتسبب ذلك في تغيير خريطة التعاقدات خلال المواسم القادمة ونجد اتجاه أنديتنا لمناطق جديدة في القارة لجلب عناصر محترفة منها، أم سيبقى الاتجاه الأبرز على المدرستين الكورية والإيرانية باعتبـــــــارهــــما الاكـــــــثـــــــــر تمثيلا فــــي الأندية؟
copy short url   نسخ
01/06/2020
824