+ A
A -
رغم مرور أشهر على تفشي جائحة كورونا في العالم، فإن الكثير على ما يبدو عن هذا الفيروس لم يتم التوصل إليه حتى الآن، فبين الحين والآخر تظهر أعراض جديدة على المصابين، كان آخرها إصابة حاسة البصر عند الكثير من الذين يخضعون للعلاج، ولم يُعرف هل هذا الأمر له علاقة بكورونا أم ماذا؟
فخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الإثنين 25 مايو، قال دومينيك كامينغز، المساعد الأول لرئيس الوزراء البريطاني الذي أثار جدلاً واسعاً في بريطانيا مؤخراً بعد اتهامه بتجاهل تعليمات الحجر المنزلي، إنه قاد مع زوجته وطفله في رحلة لمسافة 50 كيلومتراً إلى قلعة بارنارد أثناء الإغلاق للتحقق مما إذا كان بإمكانه القيادة بأمان، قلقاً من أن يكون بصره قد تأثر بفيروس كورونا.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في وقت لاحق من اليوم ذاته، ادعى رئيس الوزراء، بوريس جونسون، أيضاً أنه واجه مشكلات في بصره بعد إصابته بفيروس «كوفيد 19»، ولوّح بنظارة كانت معه قائلاً: «لقد وجدت نفسي مضطراً إلى ارتداء النظارات لأول مرة منذ سنوات.. وأنا أعتقد أنه من المحتمل جداً جداً أن يكون لفيروس كورونا أعراض مرتبطة بالعين»، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
الأعراض الأكثر شيوعاً لكورونا
ومع ذلك، فإن المشكلات المرتبطة بالعين ليست على قائمة المملكة المتحدة الخاصة بأعراض الإصابة بفيروس كورونا. وفي الوقت الحاضر، يعتبر ارتفاع درجة حرارة الجسم والسعال المستمر وفقدان الإحساس بالطعم أو الرائحة هي الأعراض الشائعة الأبرز على الإصابة بالمرض.
يقول متحدث باسم مستشفى مورفيلدز لطب العيون في لندن إنه لا يوجد حتى الآن سوى أقل القليل من الأدلة التي تشير إلى أن فيروس «كوفيد - 19» يمكن أن يكون له تأثير على البصر.
وقال المتحدث باسم المستشفى: «الحالات التي تسجل إصابتها بفيروس كورونا وأظهرت اختلالات مرتبطة بحاسة البصر نادرة، لذلك لا يمكننا تبيّن تأثير سببي مباشر».
من جهته، قال البروفيسور كريس هاموند، أستاذ كرسي فروست لطب العيون في جامعة كينغز كوليدج بلندن وهو أيضاً استشاري طب العيون في هيئة الخدمات الصحية البريطانية، إن «ظهور مشكلات مرتبطة بالإصابة بفيروس كورونا يبدو أمراً نادراً إلى حد كبير، ولا توجد حتى الآن أي تقارير في الدراسات ذات الصلة عن مريض فقد بصره جراء إصابته بالفيروس».
«%1» يمكن أن يحدث
وأضاف: «قد يصاب شخص من بين 100 شخص مصاب بالفيروس بالتهاب في ملتحمة العين، وهو ما يمكن من الناحية النظرية أن يكون له تأثير مزعج على العين، لكن هذا يظل غير شائع إلى حد كبير». وأوضح أن مشكلات العين من هذا النوع أكثر تواتراً بين المرضى الذين خضعوا للتهوية بواسطة أجهزة تنفس صناعي.
والتهاب الملتحمة هو التهاب في الطبقة الرقيقة من الأنسجة التي تغطي العين، وعادةً ما يُظهر المصاب به أعراضاً تشمل الاحمرار، وتدميع العين، وزيادة الإفرازات اللزجة. [على اختلاف في أسباب الإصابة بين فيروسية وتحسسية وبكتيرية وغيرها].
ويقول روبرت ماكلارين، أستاذ طب وجراحة العيون في جامعة أكسفورد، إن التقارير الواردة من ووهان تشير إلى ارتباط ما بين الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» والتهابات ملتحمة العين، بالإضافة إلى احتقان الملتحمة (العين الوردية)، وتورم الملتحمة chemosis، والدُماع epiphora، وزيادة إفرازات العين (التصاق الملتحمة)، وأشار ماكلارين إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تؤثر على الرؤية.
إضافة إلى ذلك، قال متحدث باسم الكلية الملكية لطب العيون إن الكلية لم تبلغ عن ارتباط بين ضعف البصر والإصابة بفيروس «كوفيد - 19»، لأنها لم يتوفر لديها ما يكفي من الأدلة على ذلك، لكنه أضاف أن الكلية أشارت سابقاً إلى أن الإصابة بفيروس كورونا قد تسبب التهاب ملتحمة العين.
وأشار الدكتور هاموند إلى أن الفرد الذي يعاني التهابات في ملتحمة العين سيدرك الأعراض بوضوح، إذ «سيلاحظ احمراراً في العين مع زيادة في الإفرازات الدمعية وغيرها، فالأمر يشبه إلى حد ما ممسحة الزجاج الأمامي للسيارة، عليك أن تطرف لتزيل السوائل المعيقة عن العين».
بعض الأوقات لا يظهر المرض
ومع ذلك، فإن الدكتور هاموند قال إن تقريراً من البرازيل أورد أن عمليات مسح أشارت إلى أن بعض المرضى المصابين بفيروس «كوفيد - 19» أصيبوا ببعض الضرر في شبكية العين، ومع ذلك فإن أياً من هؤلاء المرضى لم يظهر أعراض إصابة بمشكلات في العين أو فقدان للرؤية.
وأضاف هاموند أن حالات الإصابة الشديدة بفيروس كورونا قد يشعر معها المرضى بحاجة أكبر إلى نظارات القراءة الخاصة بهم، «فعندما تشتد الإصابة، وحيث إن جميع عضلاتك باتت أوهن إلى حد كبير، فإن العضلات التي تتحكم في تركيز العين يمكن أن تضعف أيضاً».
لكنه أشار إلى أن ذلك الأمر يتعلق فقط بالأشخاص الذين يعانون من طول النظر، وأن مساعد رئيس الوزراء، كامينغز، بدا وكأنه يرتدي نظارات لقِصر النظر، لعدم قدرته على رؤية الأشياء البعيدة على نحو جيد.
أما فيما يتعلق بتجربة قيادة السيارة لاختبار بصرك، فقال هاموند إن قانون السير ينص على أن السائقين يتعين أن يكون لديهم القدرة على قراءة لوحة أرقام السيارة التي تبعد عنهم لمسافة لا تقل عن 20 متراً، أي «إنهم يختبرون ما إذا كان بإمكانك قراءة لوحة الأرقام قبل مجرد السماح لك بالدخول إلى السيارة».
copy short url   نسخ
01/06/2020
1637