+ A
A -
نيويورك - قنا - اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن تخصيص التاسع من سبتمبر «يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات»، وهو القرار الذي دعت إليه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «التعليم فوق الجميع» وعضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وقادته دولة قطر لحشد التأييد الدولي من أجل ضمان المساءلة عن الهجمات المستمرة والمتعمدة على التعليم والعنف المسلح الذي يعاني منه الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وقد رحب سعادة السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة باعتماد الجمعية العامة القرار رقم 74 /‏ 275 الذي قدم من قبل دولة قطر وتم اعتماده بناء على توافق الآراء، حيث شارك في رعايته سبع وخمسون من الدول الأعضاء، ويهدف القرار إلى رفع مستوى الوعي بمعاناة الأطفال المتضررين من النزاع المسلح، وحاجتهم الملحة إلى الدعم التعليمي، إذ سيكون هذا اليوم بمثابة منصة سنوية للمجتمع الدولي لمراجعة التقدم المحرز والبيانات الجديدة والالتزام بآليات فعالة لمساءلة مرتكبي هذه الهجمات ووضع حد لإفلاتهم من العقاب.
ومع استمرار جهود الحكومات لمواجهة التأثير المتعدد الأوجه لأزمة (كوفيد - 19) والتي أدت إلى إغلاق المدارس لأكثر من 90 من الطلاب في العالم، فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة ترسل رسالة واضحة حول أهمية حماية المدارس باعتبارها ملاذا آمنا لحماية الطلاب والمعلمين، وكذلك الحاجة إلى جعل حماية التعليم خلال الأزمات، على رأس الأجندة العالمية للحد من اتساع الفجوات التعليمية التي من شأنها زيادة خطر الأزمات وانعدام الأمن في ظل الظروف الصعبة.
ويأتي هذا القرار بناء على مقترح قدمته صاحبة السمو لإقامة «يوم سنوي عالمي لحماية التعليم»، وذلك خلال مشاركتها في المنتدى الاجتماعي لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مدينة جنيف العام الماضي.
وبهذه المناسبة، علقت صاحبة السمو قائلة: «في خضم تداعيات هذا الوباء العالمي، بات من المهم جدا ضمان عدم انتشار أوبئة النزاعات المسلحة والأمية التي كانت متفشية من قبل، وقد سرني اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بأهمية هذه القضية الملحة واستحداث يوم عالمي لحماية التعليم من الهجمات، والتحدي الذي نواجهه الآن، كمجتمع دولي، هو قدرتنا على ترجمة رؤيتنا في إتاحة التعليم للجميع بانتقالها من الإرادة السياسية إلى تغيير حقيقي على أرض الواقع. وعليه، يجب أن تتوقف الهجمات على المدارس، كما يجب محاسبة مرتكبي هذه الهجمات الشنيعة، لكي يتسنى لملايين الأطفال المحرومين من التعليم في مناطق النزاعات التطلع إلى مستقبل أفضل، فالتعليم هو أساس حياتهم ويتعين علينا حمايته».
وفي الوقت الذي يواجه فيه العالم أجمع أزمة (كوفيد - 19)، يظل الأطفال والشباب في مناطق النزاعات الأكثر تأثرا وتضررا في ظل هذه الظروف.
وقال سعادة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن اعتماد هذا اليوم: «يجب أن نضمن للأطفال بيئة آمنة لمواصلة تعليمهم واكتساب المهارات التي يحتاجونها للمستقبل». ورحب باعتماد التاسع من سبتمبر كيوم عالمي لحماية التعليم من الهجمات لأن حماية التعليم سيساهم في إحراز تقدم ملموس باتجاه تحقيق التنمية المستدامة، وسيغذي مكاسب المجتمع الدولي على مدى عقود نحو السلام والازدهار الاقتصادي والاندماج الاجتماعي في جميع أنحاء العالم.
وأعرب سعادته بشكل خاص عن تقديره لمساهمة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، والتي دعت في سبتمبر من العام الماضي إلى تخصيص يوم سنوي لحماية التعليم من الهجمات، وبالفعل فقد حدد التاسع من سبتمبر لهذا اليوم العالمي.
من جانبها، قالت سعادة السيدة أودري أوزلاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»: «يجب أن تظل المدارس بيئة آمنة خالية من العنف والصراعات، إذ يعتمد على ذلك مستقبلنا جميعا وكذلك إحراز التقدم نحو جميع أهداف التنمية.. ويعد اعتماد قرار (اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات) خطوة مهمة نحو الأمام في الوقت التي تزايدت فيه الهجمات على التعليم أثناء النزاعات المسلحة.. ونتقدم بالشكر لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على حماسها في هذا الشأن وكذلك نشكر جميع الدول الأعضاء الداعمة للقرار».
وأضافت: «هذا هو الوقت المناسب في سياق (كوفيد - 19) والذي عكس قيمة المدارس كمساحات للحماية والراحة.. وستعمل (اليونسكو) جاهدة مع جميع الشركاء لدعم الحق في التعليم وجعل المدارس الآمنة واقع للجميع في كل مكان وفي جميع الأوقات».
وفي تعليق لسعادة السيدة هنيرتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، قالت: «بينما يبدأ العالم التخطيط لإعادة فتح المدارس بمجرد أن ينحسر وباء (كوفيد - 19)، يجب أن نضمن بقاء المدارس أماكن آمنة للتعلم بما في ذلك البلدان التي تشهد نزاعات».
وأضافت: «إن الهجمات على المدارس هي انتهاك للإنسانية ومبادئ الأخلاق، ويجب ألا نسمح لهذه التصرفات أن تدمر آمال وأحلام جيل من الأطفال.. وننوه هنا بالدور القيادي لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ولدولة قطر في اقتراح هذا القرار لضمان حماية المدارس والأطفال والمعلمين».
تجدر الإشارة إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2019، سجلت الأمم المتحدة أكثر من عشرة آلاف انتهاك من هذا القبيل، ضد الأطفال، وقد خلف العنف المستمر ضد هؤلاء الأطفال آثار مدمرة عليهم نتيجة عدم حصولهم على التعليم، إلى جانب تعرضهم للصدمات والمضاعفات الصحية الجسدية والنفسية التي قد تعوق قدرتهم على مواصلة التعلم.
ويأتي اعتماد هذا اليوم كتأكيد على أن الحكومات تتحمل المسؤولية الأساسية في توفير الحماية وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع على جميع المستويات لجميع المتعلمين، وخاصة للفئات الأكثر ضعفا وعرضة للهجمات، وضرورة تكثيف الجهود لتعزيز البيئات المدرسية الآمنة والوقائية في حالات الطوارئ من خلال اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدارس من الهجمات، إلى جانب الامتناع عن الأعمال التي تحول دون استمرارية تعليم الأطفال، وتيسير الوصول إلى التعليم في حالات النزاعات المسلحة.
copy short url   نسخ
30/05/2020
890