+ A
A -
منى بابتي
هي فكرة أطلقها «شاب قطري» جميل المحيا وأصيل المشاعر، يحمل قطر في عيونه وقلبه، ويترجم ولاءه لوطنه فعلاً وعملاً، انطلق بكل ما يملكه من دماثة أخلاق، وشهامة مواقف، وإيمان بالخير الذي لطالما نشره أهل قطر في العالم حولهم، إلى إطلاق مبادرة «إفطار صائم» ومبادرة «السلة الغذائية للأسر المتعففة». في شهر رمضان -وكالعادة - ولأن أهل قطر تجمعهم دائما المحبة والتآزر والعمل من أجل الآخرين دون تمييز بين مقيم أو مواطن، وقف حمد جميلة «هذا الشاب القطري الطيب القلب، متوسطًا مجموعة من الشباب المتطوعين تحت مظلة» مؤسسة قطر الخيرية، وانطلق الخير ينشر نجوم الأمل في سماء الأسر المتعففة في قطر.
لم تتوقف المبادرة عند هذا الحد، بل ساقني القدر لأقف هناك أراقب هذه العظمة الإنسانية في العطاء تتجلى في أجمل صورة منظمة، الكل بكافة ألوانه وأطيافه، كان هناك، يمدون أيديهم إلى بعضهم البعض من أجل الحصول في نهاية الأمر على» ابتسامة طفل، دعوة عجوز، وفرحة عائلة.
في الأيام الأولى، كنت أعود إلى بيتي وأعاود كل تلك الصور، وكأنني أمام مشهد صنع من ذهب، فهم في عيوني «أغلى من الذهب».
تبدأ القصة مع إدارة المرور التي يتفاني ضباطها وعناصرها من الشباب الذين يلمعون أخلاقًا وتنظيما تحت أشعة قمر رمضان المتلالئ بمحبتهم، بتنظيم عملية دخول السيارات لإتمام عملية التوزيع، ومن ثم تقف مذهولاً أمام تلك النجوم الزاهية بمحبة قطر، صاحبات الوجوه الطيبة سفيرات الشرطة المجتمعية محاطات بمتطوعات من الهلال الأحمر القطري لتقديم المساعدة للقادمات.
وأروع ما تراه عندما تمعن في الدخول قليلاً، صقور «قطر الخيرية» وهم ينفذون عملية تسليم السلال الغذائية للأسر، معتمدين أسلوبًا ينم عن خبرات واسعة في هذا المجال، وقدرات متميزة في الإنجاز السريع والتواصل الفعال مع القادمين، مع مراعاة لكل مظاهر الإنسانية من احترام ومحافظة على الأحاسيس، وكلما تغرق في هذا الجو المشحون بمشاعر البذل والإخاء والتآزر، لا بد من أن تلمح هذا الشاب الطيب «حمد جميلة» وهو يتنقل بين المتطوعين مرشدًا مساندًا وداعماً، يرتفع صوته في كل آن: «يا زين أفعالكم يا هل الخير في قطر».
وقفت هناك مطولاً، راقبت بقلبي لا بعيوني هذا الفيض الرائع من المشاعر، وتساءلت: «ما الذي يدفع كل هؤلاء الأشخاص وهذه المؤسسات في قطر إلى أن يتحدوا ويتكاتفوا لمساعدة أسر لا تشبههم، لا تحمل نفس صفاتهم، أدركت أنها هذه هي قطر - أغلى من الذهب».
هنا أمسكت قلمي، أغمضت عيوني عن النظر إلى البعيد لنبحث عن أمثلة عن الإنسانية والعطاء، ونظرت هنا، فوجدتهم هم.. وجدت وجوهًا.. في قطر أغلى من الذهب.
دامت قطر دائمًا لؤلؤة تزرع الخير في كل مكان.. لؤلؤة خليجية.. أهلها أغلى من الذهب.
كاتبة لبنانية
copy short url   نسخ
30/05/2020
692