+ A
A -
يناقش خبير في مؤسسة قطر وإحدى خريجي جامعة كارنيجي ميلون كيف يمكن للوباء أن يغيّر أنظمة التعليم حول العالم بشكل دائم، حيث يقول شاكر حسين، مهندس تعليمي في جامعة?نورثوسترن?في?قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: «آمل أن يُنظر إلى هذا الوباء على أنه فرصة لإعادة تصور نماذجنا التعليمية الحالية،
إنني أثق بشدة بقدرة التكنولوجيا على جعل التعليم العالي متوفرًا ومتاحًا بشكل أكبر أمام كافة أفراد المجتمع، وتوفير الفرص لهم. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها الابتعاد عن النموذج الصناعي الذي ما زلنا نستخدمه».
فمنذ أحد عشر أسبوعًا، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا عن فيروس كورونا (كوفيد-19) كوباء عالمي، وشهد العالم منذ ذلك الوقت تحولًا غير مسبوق - من التباعد الاجتماعي، إلى العمل عن بُعد، إلى التعلم عبر الإنترنت- والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، أي تحوّلات ستستمر في مجتمع ما بعد الوباء؟
ويؤكد حسين: «من خلال دورات أكاديمية نظمتها جامعة نورثوسترن? في?قطر، أكد المعلمون أن طلابهم قد انخرطوا في التعليم عبر الإنترنت بشكل أكبر من الصفوف الدراسية التقليدية، ما يوضح فوائد التعلم الإلكتروني».
ويضيف:«توفر التكنولوجيا فرصًا تفاعلية للطلاب قد لا تتوفر بالضرورة في الصفوف الدراسية التقليدية، حيث يمكن لكل طالب أن يبدي رأيه بطرق متعددة، ففي الصف الدراسي، على الطالب رفع يده طلبًا للإذن بالتحدث، لكن عبر الإنترنت، يمكنك التحدث والمشاركة والتفاعل مع زملائك ومعلميك حتى خارج دوام الفصول الحيّة».
وتخرّج شاكر حسين من جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، والذي استطاع تحويل شغفه بالعلم إلى مهنة. فبعد تخرجه، حصل على درجة الماجستير في التعلم والتصميم والتكنولوجيا في جامعة ولاية بنسلفانيا، وهو الآن في المراحل النهائية من إكمال برنامج الدكتوراه في التربية والتعليم في جامعة جنوب كاليفورنيا.
ويتحدث حسين عن تجربته عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا، حيث يقول:«لقد تخرجت من المدرسة الثانوية وكنت من الجيل الأول من أفراد أسرتي من الملتحقين بالتعليم الجامعي والتعليم العالي، وقد حصلت على فرص قيّمة ما كنت لأحصل عليها لولا جامعة كارنيجي ميلون في قطر. لقد شاركت في دورات مع مؤلفي الكتب التي كنت أدرسها، وتلقيت الدروس في صف دراسي مع ثلاثة طلاب فقط».
ويضيف: «أتيحت لي فرصة العمل كمساعد مدرس، وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات ونصف، تمكنت من تقديم 13 دورة تدريبية، مما سمح لي بدعم المعلمين والتعمق في عملية التدريس والتعلم. هذا هو المكان الذي تعزّز فيه شغفي بالتعليم والتكنولوجيا، وكل ذلك بفضل جامعة كارنيجي ميلون في قطر، لقد غيّرت هذه التجربة حياتي، وحولتني إلى طالب مدى الحياة».
حول قراره بمواصلة مسيرته الأكاديمية في المدينة التعليمية، بعد تخرجه في عام 2010، يقول حسين:«لقد اخترت جامعة نورثوسترن?في?قطر، لأنني شعرت أنها بمثابة بيت ثانٍ لي، نظرًا للقيم الجوهرية التي تمثلها، وهي القيم ذاتها التي تقوم عليها رؤية مؤسسة قطر، ومن بينها، تطوير المواهب المحلية وتمكين الشباب، والطلاب كما هو الحال بالنسبة لي».
وحسين شاكر هو متعلم مدى الحياة، ويواصل تعزيز شغفه بالعلم في جامعة نورثوسترن?في?قطر، حيث يتعاون يوميًا مع أعضاء هيئة التدريس للمساعدة في ابتكار تجارب تعليمية أفضل للطلاب، سواء عبر الإنترنت أو من دون الاتصال به. وتسمح خبرته في الأدوات التربوية القائمة على التكنولوجيا بالتعلم النشط في الفصل الدراسي وتعزيز التفاعل بين الطلاب والمعلمين.
حسين أيضًا من مؤيدي أسلوب التعليم المدمج، ويعلّق قائلًا: «هناك إمكانيات توفرها التكنولوجيا لتعزيز تجربة التعلم للطلاب، الأمر الذي يتطلب أداء بعض الأنشطة التعليمية بعيدًا عن الوقت الذي يقضيه المعلم بالتواصل وجهًا لوجه مع الطلاب».
ويتابع: «على سبيل المثال، ربما لا يكون التواصل وجهًا لوجه، هو الطريقة الأمثل لتقديم محاضرة لنقل المعلومات للطلاب، لذا، يمكنك نقل هذه المحاضرة، أو المرجع الذي تريد أن يقرأه الطلاب أو يشاهدونه خارج الفصل الدراسي، ليتمكنوا من مشاهدته أكثر من مرة، وقتما يريدون وأينما يريدون، في محاضرة تقليدية، لا يمكن للطلاب إيقاف المدرب مؤقتًا لبضع دقائق لإدراك المعنى المقصود مما قيل، بينما في بيئة غير متزامنة، يمكنهم ذلك».
وبينما يواصل العالم محاربة آثار (كوفيد-19)، يخلص حسين إلى أنه: «على المدى الطويل، إذا شهدنا المزيد من البرامج المتنوعة عبر الإنترنت والتي تقدمها مختلف المؤسسات في قطر، فإنني أعتبر ذلك خطوة كبيرة للبلاد نحو الاتجاه الصحيح».
copy short url   نسخ
28/05/2020
890