+ A
A -
مدريد - أ ف ب - احتفت الصحف الإسبانية، أمس الأحد، بسماح الحكومة باستئناف دوري كرة القدم الشهر المقبل بعد توقف منذ منتصف مارس بسبب فيروس كورونا المستجد، لكن "الليجا" ستكون أمام تحديات أبرزها ارتفاع درجات الحرارة وغياب المشجعين، والقيود الصحية والمخاوف البدنية للاعبين.
وباتت إسبانيا السبت ثاني دولة كبرى في أوروبا تجيز استكمال الموسم، بعدما سبقتها ألمانيا إلى ذلك وأعادت عجلة البوندسليغا إلى الدوران اعتبارا من 16 مايو.
وقدمت ألمانيا نموذجا للدول الأخرى الراغبة في عدم إضاعة موسم كرة القدم، من خلال إقامة المباريات دون جمهور، وفرض بروتوكول صحي صارم على اللاعبين وأفراد الفرق، يشمل جوانب مختلفة من الحصص التدريبية والمباريات وحتى الحياة اليومية.
وتصدرت عودة منافسات الدوري الصفحات الأولى للصحف الرياضية الإسبانية لا سيما منها «ماركا» و«آس» و«سبورت».
وعنونت «ماركا» صفحتها الرئيسية «عودة الليجا!»، مع شعارات الأندية العشرين في الدرجة الأولى.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز قد أعلن السبت منح الضوء الأخضر لعودة منافسات الليجا اعتبارا من الأسبوع الذي يبدأ في الثامن من يونيو. وبحسب الصحافة المحلية، من المتوقع أن تحدد رابطة الدوري خلال هذا الأسبوع تفاصيل إجراءات العودة وتاريخها الرسمي، علما بأنه سبق لرئيس الرابطة خافيير تيباس الحديث عن 12 يونيو.
وفي تعليق على القرار الحكومي، كتب تيباس عبر حسابه على «تويتر»: «نحن سعداء جدا بهذا القرار، لكنه نتيجة العمل الرائع من الأندية، اللاعبين، المدربين.. المجلس الأعلى للرياضة، وكل المعنيين».
وأكد أنه «من الضروري جدا احترام القواعد الصحية» لعودة الدوري، محذرا من أي تراخٍ في احترام الإجراءات للوقاية من «كوفيد - 19».
وعلقت منافسات الدوري في 12 مارس، بعد فرض الحجر الصحي على لاعبي ريال مدريد، إثر ثبوت إصابة أحد لاعبي فريق كرة السلة في النادي الملكي، بفيروس كورونا.
وبدأت الأندية العودة التدريجية إلى التمارين اعتبارا من الرابع من مايو، مع إبقائها في السياق الفردي في مراكز الفرق، قبل أن يتم السماح بتدرب المجموعات الصغيرة، بشرط ألا يتجاوز العدد عشرة أشخاص، اعتبارا من 18 من الشهر الحالي.
وأتت هذه الخطوة على رغم إعلان الرابطة عن تسجيل خمس إصابات بـ «كوفيد - 19» في صفوف لاعبي أندية الدرجتين الأولى والثانية.
وتتبقى 11 مرحلة على نهاية الموسم، وقبل التوقف كان برشلونة بطل الموسمين الماضيين، يتصدر بفارق نقطتين عن غريمه المباشر ريال مدريد.وتأمل الرابطة في إنهاء الموسم بنهاية يوليو، لكن ممثلين للاعبين أثاروا مخاوف من إقامة المباريات في خضم أشهر الصيف، والتي عادة ما تشهد ارتفاعا حادا في حرارة الطقس في إسبانيا.
وخلال اجتماع مؤخرا مع الرابطة، طلبت نقابة «ايه أف إي»، وهي أبرز ممثلة للاعبين، اعتماد فترات استراحة لشرب المياه خلال المباريات في حال راوحت درجات الحرارة بين 28 و32 مئوية.
كما طلبت إرجاء تدريبات الأندية في حال تخطت درجات الحرارة 32 مئوية، وهو مستوى معتاد في إسبانيا صيفا.
وشددت على ضرورة خوض الفرق مبارياتها بفارق 72 ساعة على الأقل، في ظل الحديث عن توجه لإقامة مباريات «يوميا» (أي توزيع لقاءات المراحل على كل أيام الأسبوع بدلا من إقامتها في منتصفه أو نهايته كما هو معتاد).
ويهدف هذا التكثيف المتوقع لجدول إقامة المباريات، إلى تمكين الرابطة من إنهاء الموسم أواخر يوليو.
الإصابات.. وليس فقط بكورونا
سبق لتيباس أن شدد على ضرورة إنهاء الموسم، محذرا من أن عدم القيام بذلك يضع الأندية أمام احتمال خسارة نحو مليار يورو من إيرادات البث التلفزيوني، ما سيجعلها تواجه صعوبات اقتصادية جمة، لا سيما أن مداخيل المباريات (خصوصا تذاكر الدخول) توقفت بالكامل.
وفي ظل استئناف الفرق التمارين بمجموعات صغيرة اعتبارا من 18 مايو، سيكون أمامها نحو ثلاثة أسابيع لإعادة لاعبيها إلى مستوى من اللياقة يؤهلهم لخوض المنافسات.
ويشكل موضوع تفادي الإصابات مصدر اهتمام أساسي بالنسبة إلى الأندية والمدربين، فاللاعبون توقفوا عن خوض المباريات التنافسية لفترة طويلة، ويحتاجون إلى تحضير بدني جيد قبل العودة إلى المستطيل الأخضر. وقدّرت نقابة اللاعبين هذه الفترة بما بين 15 و20 يوما كحد أدنى.
ونقلت صحيفة «ماركا» عن قائد ليفانتي خوسيه لويس موراليس قوله: «نرغب في العودة إلى المنافسة، لكن يجب أن نمضي خطوة خطوة من أجل استعادة اللياقة. لن يكون ممكنا خوض مباريات (ودية) لاختبار استعداداتنا، سندخل مباشرة في المنافسة».
من جهته، قال لاعب اسبانيول برناردو اسبينوزا للموقع الإلكتروني لناديه: «أكثر ما يشغل بالنا هو ما يمكن أن يحصل على المستوى البدني، الإصابات (...) هذان الشهران (فترة التوقف) زادا من خطر الإصابات».
وأضاف: «يجب إيجاد الإيقاع العضلي والعملي، وتقليل الخطر الذي ارتفع ليس فقط بسبب الوقت الذي أمضيناه متوقفين عن اللعب، لكن أيضا بسبب هذه الفترة الغريبة التي مرت علينا، وبسبب درجات الحرارة المرتفعة».
أما الهولندي فرانكي دي يونغ لاعب برشلونة، فقال هذا الأسبوع: «لا أعتقد الآن أني قادر على خوض مباراة كاملة، لكن لا تزال أمامنا أسابيع قليلة في التمارين. آمل في أن نتدرب سويا في وقت قريب. في غضون بضعة أسابيع سنكون قادرين على اللعب».
copy short url   نسخ
25/05/2020
1080