+ A
A -
متابعة أكرم الفرجابي
أدّى المصلّون بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، أمس، صلاة عيد الفطر المبارك، بحضور 40 مصلياً من أئمة ومؤذني الجامع والعاملين فيه، وقد راعى المصلون الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة بشأن تفشي وباء «كورونا»، وقاموا بترك مسافة آمنة فيما بينهم أثناء أداء الصلاة التي تم نقلها على الهواء مباشرة عبر القنوات التليفزيونية المحلية.
وألقى فضيلة الداعية الدكتور ثقيل بن ساير الشمري خطبة صلاة العيد، وسط أجواء من الفرحة والسعادة، كانت واضحة على وجوه المصلين، الذين سمحت لهم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالدخول إلى المسجد، وتبادل المصلون بعد أداء الصلاة، التحايا والتهاني في إطار الإجراءات الاحترازية التي أقرتها وزارة الصحة بقدوم عيد الفطر المبارك.
أعظم النعم
واستهل د. الشمري خطبة العيد بالتكبير قائلاً: الحمد لله معيد الجمع والأعياد، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا ند له ولا مضاد، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المفضل على جميع العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه إلى يوم التناد وسلم تسليما كثيرا، اتقوا الله عباد الله واشكروه على نعمته عليكم بإتمام الصيام والقيام فإن ذلك من أعظم النعم واسألوه تعالى أن يتقبل ذلك منكم، وأن يتجاوز عما حصل من الإهمال والتفريط فإنه تعالى أكرم الأكرمين.
وأضاف: صمتم نهار رمضان وقمتم لياليه وها أنتم اليوم تأتون في يوم عيدكم تكبرون الله على ما هداكم إليه من دين قويم ومنهج مستقيم «وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ على مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»، الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله، الله أكبر ولله الحمد..
مضى شهر رمضان موسم الطاعة للعابدين وتكفير السيئات ورفع الدرجات للتائبين المستغفرين وإنه لنعم الشاهد بما عملتموه والحافظ لما أودعتموه وكل صغير وكبير مستطر، شهر رمضان مدرسة الصبر والقرآن، والله تعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ) وليس ذلك لأحدا إلا للمؤمن.
ركن الإسلام
وقال فضيلته: عباد الله.. إنكم حافظتم على هذه العبادات في شهر رمضان فحافظوا على هذه الصلاة التي هي ركن الإسلام، والذي يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)، وقال: (العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ، فَمَنْ تَرَكَها فَقَدْ كَفَرَ)، نعم يا عباد الله إن الصلاة هي ركن الإسلام العظيم، فمن حافظ عليها ومن أداها فهي من سنن الهدى وإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في هذا المقام وفي هذا الموطن إنها الفاصل بين الشرك والكفر وبين الإيمان، وإننا في هذه المواطن وهذه المواقف نرى من آيات الله وعجائب قدرته ما تشهد به قلوب المؤمنين ويغفل عنه المستكبرون وتحيط القوارع والـنــــذر بالـنــــــــاس أجمعين وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
نوازل المحن
وأشار فضيلته إلى أنه تتوالى الفتن وتنزل بالناس نوازل المحن، وقليلا منهم المستغفرون أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يتذكرون، نعم عباد الله إن التقوى تذكر صاحبها بعظمة من عصى فيستغفر ولا يصر على الخطأ «والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون»، وإن المستغفر والتائب من الذنب كما لا ذنب له.
ولفت خطيب صلاة العيد بجامع الإمام إلى أننا في زمن نحتاج فيه إلى العبرة والى العظة بما يقع حولنا، العالم كله أجمع قد تضرر من وباء كورونا في تجارتهم واقتصادهم وأعمالهم والتواصل بينهم وكل شيء عندهم، تعطلت هذه المصالح، بل زاد على ذلك أن أغلقت المساجد وعطلت فيها الجمع والجماعات وأغلقت المدارس والجامعات فهل من معتبر يا عباد الله، وإذا كان كثير من الناس يتألمون ويتضايقون من منع التجول في بعض البلدان وهو بمثابة حصـــــار مؤقت في أيام معدودات فكيف بمن ذاق ألم الحصار ثلاث سنوات من إخوة لهم؟!.

ظلم ذوي القربى
وأكد فضيلته أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند، ظلم وقع على أهل قطر فانعكست آثاره الإنسانية وأضراره الاجتماعية عليهم من غير جريرة اقترفوها فهل من حوار رشيد ومنهج مستقيم وحكمة حكيم تجمع حكام الخليج على كلمة سواء ترأب الصدع وتجمع الكلمة وتوحد بين الشعوب فإن دوام الممالك بعدلها وعزة الشعوب بوحدتها
إلام هذا الخلف بينكم إلاما وهذه الضجة الكبرى علاما
الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء: اللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا، واجعلنا ممن قام رمضان إيمانا واحتسابا واجعلنا ممن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم احفظ ولاة أمورنا، اللهم احفظهم بحفظك وارعهم برعايتك واحرسهم بعينك التي لا تنام برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتعينهم على المعروف برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم احفظ لنا أمننا وإيماننا، اللهم من أراد أمننا وإيماننا واستقرارنا بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده إلى نحره برحمتك يا أرحم الراحمين، عباد الله إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
copy short url   نسخ
25/05/2020
1889