+ A
A -
قالت المعارِضة السورية مجد جدعان، وهي شقيقة زوجة ماهر الأسد شقيق رئيس النظام في سوريا، إن الخلاف الحاصل بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف، مرتبط بقرار سياسي اتخذته المنظومة الدولية لإنهاء وجود النظام بسوريا، متوقعةً أن تفشل العائلة الحاكمة في احتواء هذا الخلاف القائم على صراع المصالح.
تضييق على النظام
اعتبرت جدعان في مداخلة لها على قناة الجزيرة أن الخلافات بين الأسد ومخلوف تمثل نتيجة من بين عدة نتائج لحصار نظام الأسد، وهي «مرتبطة بقرار سياسي تم اتخاذه من المنظومة الدولية بإنهاء وجود النظام في سوريا، تماماً كما هي حلقة الانهيار الاقتصادي في سوريا، الذي هو أيضاً يندرج تحت هذه الإرادة».
جدعان، التي تعيش في ولاية كاليفورنيا، قالت إن «عائلة الأسد كما هي منخلعة عن الواقع خلال سنوات الثورة السورية، فهي أيضاً منخلعة عن الواقع في العلاقات فيما بينها»، وفق تعبيرها، واستبعدت جدعان أن يكون بالإمكان احتواء هذه الخلافات بين الأسد ومخلوف.
وفي هذا السياق قالت جدعان: «لا أتصور أن هذه الخلافات يمكن احتواؤها، لأنها طفت على السطح، ولأن العلاقات التي تربط هذه العائلة علاقات قوة وسلطة وفساد وتقاسم موارد سوريا فيما بينهم»، كما وصفت مخلوف بأنه رجل الـ «5 %» الذي يحصل على نسبة من المكاسب التي تحققها عائلة الأسد.
وتعتقد جدعان أيضاً -كما أشارت تقارير عدة- أن أسماء، زوجة الأسد، دخلت على خط الصراع الحاصل مع مخلوف، وذلك بهدف جني الأموال، وأضافت: «هم يعلمون تماماً بالانهيار الاقتصادي الذي يعانون منه، وأن الخلافات ليست فقط عائلية، وإنما الأجواء الدولية والقوات الموجودة على الأرض السورية بدأت تُنذرهم بأن دورهم انتهى»، بحسب تعبيرها.
من هي جدعان؟
شقيقة زوجة ماهر الأسد منال جدعان، وخرجت «مجد» من سوريا بسبب خلافاتها مع نظام الأسد ورفضها زواج شقيقتها منال بماهر.
روت جدعان في أوقات سابقة بعض مشاهداتها المباشرة عن عائلة الأسد، وهي لا تنسى يوم زواج شقيقتها في مارس 2003، وتقول جدعان، التي درست هندسة الديكور في بريطانيا، إنه خلال الغذاء نشب شجار بسيط بين بشار الأسد وبينها، حيث أصرت على أن «مواد البناء الحديثة المستعملة في الهندسة المعمارية أكثر فاعلية من المواد الطبيعية».
كان الأسد يخالف «مجد» الرأي، ثم ضاق ذرعاً بتشبُّثها بموقفها، فأشهر سكيناً في وجه «الوقِحة»، وفق وصفها، فأخذت منه زوجته أسماء السكين بهدوء ثم وضعتها على الطاولة، وفقاً لما ذكره موقع «فرانس 24».
وأشارت جدعان إلى أن الأسد «يخال نفسه ذكياً جداً، وهو محاط بأشخاص يؤيدون توجُّهه. إنهم مذنبون؛ فهم يدعمون وهمه باتخاذ القرارات الصائبة».
وعارضت جدعان ووالدها زواج شقيقتها منال بماهر الأسد، وبعد زواج منال بعشرة أيام تُوفي والدها بسكتة قلبية، وأُتيح لجدعان العيش عن قرب من دائرة الحكم، وتقول إن «بشار الأسد هو الوجه المتحضر للنظام، في حين يمثل ماهر وجهه الأمني والقمعي».
خلاف غير مسبوق
يُعد مخلوف أحد أبرز أركان نظام الأسد والذي تعاظم دوره بعد بدء الاحتجاجات في سوريا، ولديه إمبراطورية أعمال تتنوع من الاتصالات وحتى العقارات والمقاولات وتجارة النفط. ويقول مسؤولون غربيون إنه لعب دوراً كبيراً في تمويل الأسد خلال الحرب، كما تشير تقديرات إلى أنه يسيطر على 60 % من الاقتصاد السوري.
وظهر مخلوف بداية مايو 2002 في مقطع فيديو مفاجئ يتحدث فيه عن تذمُّره من النظام، بسبب مطالبته بدفع نحو 130 مليار ليرة سورية كضريبة للحكومة، وقال مخلوف إنه «لا يتأخر عن دفع الضرائب»، وإن المبلغ مطلوب «بغير وجه حق».
نظام الأسد صعَّد من جانبه، وبدأ في اعتقال موظفين ومديرين بشركة رامي مخلوف وفقاً لما أكده الأخير، الأحد 3 مايو 2020، في مقطع فيديو.
تُعد محاسبة مخلوف والتضييق عليه من أكبر التحولات بالنسبة للملياردير، تحمل الفيديوهات التي يخرج بها مخلوف رسالة واضحة بأن الملياردير لا يتواصل في الوقت الحالي مع الأسد؛ وهو ما دفعه للخروج على وسائل التواصل، والتحدث مباشرة لرئيس النظام، كما أنه يعكس عمق الخلاف بينه وبين العائلة الحاكمة، وسط الحديث عن خلاف مباشر بين مخلوف وأسماء الأسد.
copy short url   نسخ
25/05/2020
807