+ A
A -
منى بابتي
أتى العيد، وهم ما زالوا على أهبة الاستعداد، ربما يصح أن نطلق عليهم عبارة «الجنود المحبون»، فمحبتهم هي الدافع الأساسي لتطوعهم من أجل قطر، اختلفت جنسياتهم ولكن لم يختلف هدفهم، فهدفهم الرئيسي «أن تبقى قطر بخير، وأن يردوا الجميل لدولة حضنت أحلامهم»، اختلفت ألوانهم ولكن لم يختلف مبدأهم، فمبدأهم «كلنا نتكاتف من أجل قطر»، ومع العيد، تختلف الأحلام وتتلألأ أمنيات المتطوعين الذين لم ترهقهم ساعات العمل الطويلة خلال ليالي شهر رمضان المبارك، ولم يتوانوا قلقًا أو خوفًا من الظروف المحيطة، بل كانوا يستمدون القوة من محبتهم الخالصة لقطر، ومن قوة إيمانهم بدورهم الهام خلال هذه الفترة الحرجة وبأنهم في الغد القريب سيعيشون انتصارهم على الوباء صورًا لأروع المواقف الإنسانية الراقية في العالم أجمع.

واجب وطنى
فمع أحمد حمد القحطاني، كان التطوع له نكهة مختلفة، فهو يعتبر التطوع واجبًا وطنيًا، يندرج تحت خانة العمل الخيري الذي كان قد بدأه في منزله منذ 8 سنوات، ومع ظهور وباء الكورونا، وانطلاقًا من أصالته القطرية، أطلق فكرة«إفطار صائم»التي تبنتها مؤسسة «قطر الخيرية»، وتمكن مع مجموعة من الأصدقاء من مقيمين ومواطنين أن يستمروا طيلة 30 يومًا في تقديم وجبات الإفطار للجميع .
وساهمت كالعادة وزارة الداخلية من إدارة المرور والشرطة المجتمعية في مساندته، ولم يتوقف الأمر عندهما بل كان لـ «مجموعة المفتاح» الدور الأكبر في دعم الفكرة إضافة إلى مطعم «حدائق نعمان»، ناهيك عن الدعم المباشر من إدارة «مجمع بلازا» و«شركة اتصالات أريدُ» وعدد من المؤسسات والشركات القطرية.
«التطوع محبة»
أما الدكتورة /‏ عهود الدويلة فتقول: «لقد تطوعت في الهلال الأحمر القطري، حبًا بدولة قطر، فنحن في الكويت نكن لقطر كل مشاعر المحبة والأخوة، فهي بلدنا الثاني، ولأنني عضو في جمعية حقوق الإنسان الكويتي وفي الهلال الأحمر الكويتي سارعت من موقع مسؤوليتي للانضمام إلى أخواني القطريين في مجابهة هذا الوباء رغبة مني في أن يرى العالم بأم عينه الولاء والانتماء اللتين يحملهما ابنة الكويت لقطر، ومع كل دقيقة تطوع، كان شعور الفرح يغلبني وخاصة عندما أجد تلك الابتسامات تعلو الوجوه، وانا أؤمن بأن الأبطال الذين نحتاجهم للمستقبل لا يصنعون في قاعات التدريب، بل يصنعون في ساحات التطوع وهم يحققون أحلامهم بإراتهم القوية».
مسؤولية مجتمعية
ومع علي حسن رفيع العمادي، تنقلنا كاميرته الصادقة إلى ساحات التطوع الحافلة بشباب يشبهونه، يتسابقون لخدمة دولتهم قطر، ويقول علي:«أنه تخطى كل الظروف الخطيرة والصعبة خلال اختلاطه بالعمال، رغبة في توعيتهم والمساهمة بشكل مباشر في دفعهم للالتزام والتقيد بالارشادات،فقطر تستحق، ويتوجب على كل قطري ومقيم في هذا الوضع رد الجميل لدولتنا الحبيبة قطر»، ليس هذا فحسب، يضيف «علي: إن تفكيره بالتطوع جاء من منطلق حسه الوطني ومسؤوليته المجتمعية، وأن على الشباب القطري أن يتواجد اليوم في كل الساحات، باذلين الرخيص والغالي من أجل أن تبقى قطر بخير.
رد الجميل
اما جنى حمداش اللبنانية الهوية، القطرية الهوى، صاحبة العشرين ربيعًا، تقول: لقد تنفست ما معنى أن تكون إنسانًا في قطر، فالحياة في قطر ترسم في حياتنا سعادة لا متناهية، ويتوجب على كل مقيم عاش تحت سماء هذه اللؤلؤة الخليجية، أن يقف اليوم ليرد الجميل، فالتطوع هو الدليل الصامت على مدى الانتماء وولائنا لوطننا الثاني الذي احتضن سنوات عمرنا بفرح وعطاء لامتناه، وعلى الرغم من إصابتي بحادث بسيط إلا ان محبة قطر في قلبي جعلتني ما زلت أقف إلى جانب أخوتي من القطريين والمقيمين، نحلم جميعًا بالغد القادم وستكون قطر بإذن الله بألف خير
خدمة الأسر المتعففة
ويأخذنا خالد محمد الغافري، هذا القطري الشامخ صاحب الإرادة الصلبة إلى عالمه التطوعي، ست ساعات متواصلة من الوقوف لخدمة الأسر المتعففة خلال شهر رمضان، لم يتذمر، لم يتوقف لحظة عن خدمتهم، يقول خالد: لقد تطوعت تدفعني وطنيتي الصادقة، فأنا ابن هذه الأرض الطيبة التي علمتني الاتقان والتفاني في عملنا انطلاقًا من مسؤوليتنا الإنسانية تجاه أخوتنا المقيمين وأخوتنا المواطنين،، هذا لم يخش خالد على الرغم من اختلاطه الدائم بالناس من الوباء، بل بقي ثايتا في مكانه يمد يده للخير، ويمد قلبه ليخبر الجميع: أن قطر ومواطنوها أجمل وأصدق صورة عن العطاء.
ولم تتوان سلوى السنباني من أن تكون ضمن الجنود المحبين في جمعية الهلال القطري كمتطوعة، تقوم بواجب التوعية والإرشاد من منطلق الوطنية والأخلاق الفاضلة، فتقول: لقد دفعني واجبي الوطني وشعوري بالانتماء إلى المشاركة في الهلال الوطني، للعمل بشكل فعال في مجال التوعية والإرشاد، وعلى الرغم من كل المخاطر التي كنا نواجهها، فنحن كنا نتعامل بشكل مباشر مع الناس في كل الأماكن، لم أتوان فقطر تستحق، وهذا أقل ما أقدمه لدولتي الحبيبة قطر، أروع ما عشته خلال فترة التطوع هذا التلاحم القائم ما بين المقيم والمواطن، فلقد شعرت باننا يدا واحدة ـ كلنا نتكاتف من أجل قطر.
ويضيف عبد العزيز أحمد العنزي، صاحب التقنيات التكنولوجية المبهرة والافكار الإبداعية: إن مساعدة الآخرين أمر قد جبلت عليه وأنا ما زلت صغيرًا، ففي كل يوم كنت أقدم المساعدة للآخرين كنت أشعر بأنني ازداد إنسانية، وأعبر عن محبتي بطريقة أرقى لدولتي الغالية قطر.
قضيت وقتي أعمل في مجال التنسيق والتنظيم، أتعاطى مع الجميع دون قلق، فلقد اعتدنا في قطر على مواجهة الصعوبات بإرادتنا الوطنية وثقتنا بالله وأدعو جميع الشباب القطريين إلى خوض تجربة التطوع، وهذا أقل ما نقدمه لحبييتنا قطر.
وما زال هناك العديد ممن تختلف جنسياتهم وتتوحد أحلامهم، وسنبقى معًا تجمعنا إرادتنا متحدين معًا مقيمين وقطريين، كل من موقع مسؤوليته سيطلق نوعًا آخر من التطوع ممزوجًا بكل معاني المحبة والإنسانية، لنثبت للعالم أجمع، اننا من قطر، توحدنا من أجل كل العالم، فمن قلب متطوعة محبة، ومن قلوب أصدقائي المتطوعين نتمنى لكم عيدا مباركا، وغدا لنا مع السعادة لقاء من جديد.
copy short url   نسخ
24/05/2020
1367