+ A
A -
د. فراج الشيخ الفزاري
سيدة الرداء الأبيض هي السيدة الفاضلة الدكتورة حنان الكواري، وزيرة الصحة العامة بدولة قطر.. تعتبر من الرائدات في تبوؤ المناصب الوزارية. فهي رابع قطرية تدخل مجلس الوزراء، وقد سبقتها الراحلة شيخة المحمود وزيرة التربية.. والدكتورة غالية وزيرة الصحة السابقة، ثم الدكتورة حصة الجابر وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابقة..
هناك نساء قطريات آخريات كن رائدات في مجالات عملهن وتولي المناصب العليا.. الشيخة علياء آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، والسيدة لولوة الخاطر، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، فضلا عن المئات من شاغلات الوظائف القيادية العليا في الدولة وفي عضوية مجلس الشورى والمجلس البلدي والكليات الجامعية، وهو توجه حميد في توظيف المرأة والمشاركة السياسية على المستوى الخليجي، ولكنه يمثل في ذات الوقت تحديا لها في إثبات جدارتها واستحقاقات المسؤولية..
داخل هذا الإطار والمفهوم الحديث لدور المرأة في خدمة المجتمع، نجحت الدكتورة حنان في مهامها، واستطاعت أن تتجاوز التحديات بعملها الدؤوب المتواصل، حيث تعمل بواقع عشرين ساعة يوميا كما يقول فريق عملها، كما استطاعت تجديد نشاط المؤسسات الصحية القائمة والتخطيط السليم لتأسيس استثمار عالمي في مجال الرعاية الصحية الأولية وبناء المستشفيات والمعامل والمختبرات وتدريب الكوادر البشرية حتى بلغ حجم الاستثمار هذه السنة نحو 23 مليار ريال قطري مما أدى إلى ارتفاع المؤشر العالمي للخدمات الصحية بالدولة إلى المرتبة الخامسة عالميا والمرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
ومع جائحة كورونا و توفير الدولة لكافة المعينات للتصدي للفيروس، يبرز لنا الوجه الآخر لسيدة الرداء الأبيض الدكتورة حنان الكواري.. امرأة عربية شابة ترمي وراء ظهرها بكل مباهج الحياة التي تتمناها نساء القبائل.. تقف بثغرها المبتسم دوما في وجه العاصفة بكل قوة وشجاعة.
لدينا أكثر من مليون ونصف المليون عامل ومقيم بالدولة.. وأكثر هؤلاء العمال من الآسيويين وتتعدد ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ولهذا كان من الطبيعي ارتفاع وتيرة العدوى بين المرضى والمخالطين.. ولكن توافر الخدمات وحسن إدارتها كان هو المؤشر الحقيقي لنجاح إدارة الأزمة حيث تثبت نسبة الوفيات ان قطر من الافضل عالميا في التصدي للجائحة بعزم وتخطيط، بادارة مميزة في المشافي ومراكز الحجز والعزل.
قد تكون دكتورة حنان واحدة من فريق عمل كبير متعدد التخصصات ساعدت هي في تكوينه، لإيقاف هذا المرض.. ولكن الصحيح أيضا أنها لم تكتف بالتخطيط ورسم السياسات وإصدار البيانات.. بل هي من تقف في وجه العاصفة بكل شجاعة بعد اتخاذ كل التدابير والتحوطات اللازمة للحماية للمصابين و للكادر العامل معها.
copy short url   نسخ
23/05/2020
1002