+ A
A -
الوطن
أولت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية لكادر التمريض اهتمامًا مميزاً لما يلقونه من أعباء ومسؤوليات على أرض المراكز الصحية لمواجهة تحديات الأمراض ومداواة المرضى، فهم خط الدفاع الأول الذي يتوجّه له المريض عند شعوره بالمرض،، لاسيما ما نشهده هذه الفترة العصيبة في المجال الإكلينيكي والطبي، ومن هذا المنطلق أعلنت منظمة الصحة العالمية شعار هذا العام هو «السنة الدولية لكادر التمريض والقبالة» مستهدفة تسليط الضوء على أهمية هذه الكوادر نظرًا لما تواجهه من ظروف الصعبة واستثنائية في العمل الميداني لاحتواء مرضى فيروس كورونا ومجازفتهم بأرواحهم للحد من انتشاره؛ وكذلك الدعوة لزيادة الاستثمارات في القوى العاملة في مجالي التمريض والقبالة.
أكّدت السيدة أفراح موسى/‏‏ مساعد مدير التمريض بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية على اعتبار التمريض عضواً رئيساً في الفريق الصحي يجب التركيز على قيمته وفعالية دوره؛ لأنه الركيزة التي يعتمد عليها في استمرارية العناية بالمريض باعتباره حلقة الوصل بين المريض وأفراد أسرته، لذا فدوره يُعد مركزيا في تحسين النتائج العلاجية للمرضى ومتابعتهم أثناء مسارهم العلاجي؛ كما يؤدي دوراً فعالاً في الرقي بالمستوى الصحي لجميع أفراد المجتمع لكونه العامل الأكثر حسماً لجودة العناية المقدمة ونوعيتها وهو الفئة المتوفرة طوال الوقت وعلى مدار الساعة.
وأوضحت أ. أفراح بأنّ التمريض فريق يعمل ويسعى نحو تحقيق هدف الرعاية الصحية الكاملة للفرد بما يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبما تنص عليه أخلاقيات ممارسة المهنة لما لها من دور كبير في تقديم الخدمات الصحية في كافة المجالات التوعوية والوقائية والتشخيصية والعلاجية حيث من أساسيات مهنة التمريض التثقيف والتوعية الصحية للأمراض المزمنة، وتوضيح خدمات الأمومة للحامل قبل وبعد الولادة، وتقديم اللقاحات الضرورية لتحصين الأطفال ضد الأمراض المعدية حسب جدول التطعيمات المعتمد والعناية بالطفل السليم، كما للتمريض دور رئيسي في الخدمات العلاجية، غرفة العلاج ومنها: إعطاء الحقن – الأدوية الفموية – علاج الحمّى كما يعمل الكادر التمريضي المؤهل على أن يكون جزءًا من فريق إنعاش القلب – وإجراء التخطيط الفحوصات الحيوية – تضميد الجروح – غسيل العين -فحص النظر.
ونوّهت أ. أفراح إلى أن خدمات التصنيف من مهام كادر التمريض التي تضمن توفير الرعاية المناسبة للمرضى المحتاجين وتقليص فترة الانتظار للمرضى المعوزين؛ بل له دور هام أيضًا في تقديم الخدمات الوقائية كتوضيح الإجراءات اللازمة ضد الأمراض المعدية حيث يقوم الكادر التمريضي بتقديم التثقيف الصحي وإيصال المعلومة بالشكل الصحيح والمهني مع مراعاة اختلاف المستويات التعليمية والعمرية والصحية لكل مريض.
وأشارت أ. موسى إلى الدور الرئيسي للتمريض في المراكز الصحية وخصوصا في هذه الفترة التي نعيشها مع تفشي مرض كورونا إذ تُعَد كوادر التمريض في الرعاية الصحية الأولية الخط الدفاع الأول لمواجهة كوفيد-19؛ حيث إنه يتم معاينة كل مراجعين أولا بأول وتلبية احتياجاته فتجد الكادر التمريضي متواجدون عند الباب الرئيسي للمركز وذلك لتصنيف المرضى حيث يتم فرز المرضى الذين لديهم أعراض وتوجيهم إلى غرف العزل بعد إعطائه الكمام الطبي لارتدائه واستخدام المعقم؛ بينما المرضى السليمين يتم تذكيرهم بخدمة الاستشارات الهاتفية وتشجيعهم على البقاء في المنزل وفي نفس الوقت يتم تذكيرهم بالإرشادات المتبعة لتقليل العدوى، كما يقوم الكادر التمريضي بمتابعة مرضى الحجر المنزلي والتواصل معهم صباحا ومساء بالمكالمات الهاتفية مرتين يوميًا للتأكد من استقرار حالتهم الصحية والتزامهم بالحجر المنزلي؛ واتباعهم الإرشادات التوعوية بطريقة آمنة ونصحهم الدائم بوسائل وسبل الوقاية من كوفيد-19.
وأشادت أ. موسى بالتعاون المشترك لكوادر التمريض مع وزاره الصحة العامة ومستشفى حمد العام للمساهمة مع بقية الكوادر الطبية في تلبية احتياجات المجتمع القطري بفحص وإرشاد أكبر عدد ممكن من المناطق الموبوءة ووصول الخدمة للمرضى وهم في بيوتهم لتخطي الوباء بأسرع صورة ممكنة، والعمل على زيادة الوعي الصحي للمراجعين في المراكز الصحية بضرورة اتباع السبل والإرشادات الوقائية اللازمة لتفادي الإصابة بمرض كوفيد-19، بل من أهم الإجراءات التي يتخذها التمريض هو أخذ المسحات الطبية اللازمة للحالات المصابة بفيروس كورونا في جميع المراكز الصحي، ومن ثم مراقبة ومعاينة المرضى المصابين في مراكز العزل الصحي وتوفير خدمات الرعاية الصحية الشاملة لضمان صحة المرضى.
واختتمت أ. موسى بأنّ إدارة تطوير وتدريب القوى العاملة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية تتولى مسؤولية التطوير المهني لكل الكوادر التمريضية في 27 مركزا صحيا وفي جميع تخصصات التمريض، حيث يتماشى التطوير المهني بشكل استراتيجي مع احتياجات طاقم التمريض والخدمة التي يقدمها والاستراتيجية الوطنية للصحة في وزارة الصحة العامة حيث تقدم الإدارة العديد من البرامج للممرضات بما يتواكب مع متطلبات الخدمة بناء على تقييم الاحتياجات التنموية ومن أبرز هذه البرامج، اعتماد التعليم المستمر للتمريض لأكثر من أربعين برنامجا للتطوير المهني المستمر ومن شأن هذا البرنامج دعم الاستراتيجية الوطنية في تقديم التدريب الإلزامي للممرضات والممرضين:» كالتدريب على توعية المرضى بالصحة العقلية، وإشراك الممرضات ضمن مبادرة تجريبية مبنية على التثقيف الصحي، والتدريب المستمر على مدار السنة بما ينعكس إيجابًا على خدمة المراجعين وتحقيق الأهداف المنشودة، كما تشمل برامج التدريب على مكافحة العدوى وسبل الوقاية وذلك لضمان صحة الموظفين والمراجعين بشكل يومي ودوري وتوفير الرعاية الصحية الشاملة بمنتهى الدقة والأمان، وطرح العديد من المحاضرات التوعوية والبرامج التثقفية بمرض كورونا المستجد عن طريق الانترنت لجميع الكادر التمريضي.
copy short url   نسخ
14/05/2020
3885